«قسد»: تعزيز قواعد «التحالف» في الحسكة لا علاقة له بالمفاوضات مع النظام
نفت «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) وجود علاقة بين تعزيز قواعد التحالف الدولي في مناطقها بالحسكة وعين العرب (كوباني)، ومفاوضاتها مع النظام السوري، وتزامن ذلك مع وصول وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، إلى دمشق في زيارة لم يتم الإعلان عنها مسبقاً، حيث قالت مصادر دبلوماسية إيرانية إنها تبحث سبل تطوير وتعزيز التعاون الدفاعي والعسكري بين طهران وسورية وبحث آخر المستجدات.
وتفصيلاً، قالت الرئيسة التنفيذية لمجلس سورية الديمقراطية الجناح السياسي لـ«قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، إلهام أحمد، إن تعزيز التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، لقواعده العسكرية في مناطق السيطرة الكردية شرق الفرات، لا علاقة له بالمفاوضات بين المجلس والحكومة السورية.
وأضافت «لا أعتقد أن الهدف هو إفشال المفاوضات مع النظام، بقدر ما هو ضمان عدم عودة داعش لهذه المناطق».
كما نفت وجود أي علاقة بين قيام ممثل وزارة الخارجية الأميركية، ويليام روباك، أخيراً، بزيارة مناطق كردية داخل سورية، وبين المفاوضات مع القوات الحكومية، وقالت «زيارات المسؤولين الأميركيين لمناطقنا ليست جديدة، وقد تركزت الأحاديث خلال هذه الزيارة على قضايا إعادة الإعمار وتأهيل البنية التحتية، وبالطبع هي موضوعات مهمة جداً، ونحن نرحب بمثل هذه الخطوات الأميركية، باعتبارها تصبّ في مصلحة السوريين».
وحول ما يتردد عن عزم الولايات المتحدة إقامة قواعد عسكرية كبيرة ودائمة بمناطق السيطرة الكردية، قالت: «لم نسمع حتى الآن بتلك القواعد».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد، أخيراً، برصده قيام قوات التحالف الدولي بعمليات توسعة وتحديث لقواعدها العسكرية ومطاراتها، في الحسكة وعين العرب (كوباني)، فضلاً عن استقدامها أكثر من 1200 شحنة وشاحنة من معدات وأسلحة، خلال الشهر الجاري إلى قواعدها المتعددة بمناطق سيطرتها وسيطرة قوات سورية الديمقراطية شرق الفرات.
وحول آخر تطورات المفاوضات مع النظام، وما يتردد عن تعثرها جراء رفض الأخير منح الأكراد حكماً ذاتياً لإدارة مناطقهم، قالت أحمد: «لا جديد حتى الآن في المفاوضات مع دمشق، وننتظر عقد لقاءات جديدة، لكن حتى الآن لم يتم الاتفاق على مواعيد لقاءات مقبلة، النظام لديه مشروع للإدارة المحلية، ولا يمكننا القول إنه تم قبول أو رفض الإدارة الذاتية، باعتبار اللقاء المشترك في دمشق، أخيراً، يعد لقاء أولياً، وبالتالي ليس من الصحيح الحكم عليه».
من جانبه، رفض مدير المركز الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية، مصطفى بالي، الحديث عما إذا ما كانت قوات (قسد) تسلمت أياً من الأسلحة والمعدات الجديدة التي استقدمتها قوات التحالف الدولي، أخيراً، في إطار الاستعداد لمعركة طرد «داعش» من آخر مناطق سيطرته بشرق نهر الفرات، وأكد أن «مثل هذه الأمور من المعلومات العسكرية التي لا يمكن تداولها بالإعلام».
واكتفى بالي، بالقول:«نحن الآن قيد الإعداد والتحضير للمعركة العسكرية التي نخوضها، بالتنسيق مع التحالف الدولي لطرد داعش من جيبه الأخير بالضفة الشرقية لنهر الفرات، ونتوقع أن تبدأ المعركة خلال أيام قليلة».
وحول الاحتياطات التي تم اتخاذها لضمان عدم إقدام «داعش» مع انطلاق المعارك ضده على إعدام من يحتجزهم من رهائن، وتحديداً الـ30 طفلاً وسيدة، الذين كان التنظيم اختطفهم خلال هجومه على محافظة السويداء، نهاية يوليو الماضي، أجاب بالي: «نحن نتعامل بمنتهى الحساسية مع هذا الملف، لكن بالنهاية داعش تنظيم إرهابي ونتوقع منه أي تصرف إجرامي وغادر».
من جهة أخرى، وصل إلى العاصمة السورية دمشق، صباح أمس، وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، في زيارة لم يتم الإعلان عنها مسبقاً.
وقالت مصادر دبلوماسية إيرانية في دمشق إن زيارة حاتمي تستمر يومين، حيث التقى الرئيس السوري، بشار الأسد، ورئيس الوزراء عماد خميس، ووزير الدفاع العماد علي أيوب، وتناول اللقاءات سبل تطوير وتعزيز التعاون الدفاعي والعسكري بين طهران ودمشق وبحث آخر المستجدات.
ومن المقرر أن يوقع حاتمي ونظيره السوري، اتفاقية للتعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين.
ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن الوزير الإيراني القول لدى وصوله إلى العاصمة السورية: «إن الهدف من الزيارة هو تطوير التعاون الثنائي في الظروف الجديدة، ودخول سورية إلى مرحلة البناء والإعمار».
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، قال، الأسبوع الماضي، إن إيران عليها سحب قواتها من سورية.
وذكر مسؤولون إيرانيون كبار أن وجودهم العسكري في سورية جاء بناء على دعوة من حكومة بشار الأسد، وأنه ليس لديهم أي نية فورية للخروج.
وقُتل أكثر من 1000 إيراني، بينهم أعضاء كبار في الحرس الثوري، بسورية منذ عام 2012.
والتزم الحرس الثوري الإيراني الصمت في بادئ الأمر بخصوص دوره في الصراع السوري، إلا أنه في السنوات الأخيرة مع تزايد عدد القتلى، بدأ الحديث عن مشاركته، مصوِّراً الأمر على أنه صراع وجود في مواجهة مقاتلي تنظيم «داعش» المتشددين.