الاحتلال يواصل التهديد بـ«ضرب غزة».. والجمعة المقبل «اختبار»
واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي التلويح بعملية عسكرية في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن يوم الجمعة المقبل سيكون يوم اختبار، وسيحدد طبيعة النشاطات التي سيقوم بها الجيش تجاه قطاع غزة في المستقبل، فيما استشهد فلسطيني، واعتقلت قوات الاحتلال 22 مواطناً بالضفة، ووقعت مواجهات في نابلس عقب إغلاق الاحتلال لإحدى المدارس.
وتفصيلاً، نقلت هيئة البث الإسرائيلي عن مصادر قولها إن «رد إسرائيل سيكون أقوى في حال استمرت حركة حماس في الأحداث العنيفة على امتداد السياج الأمني».
ونقلت الهيئة عن أحد أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية قول إنه «لم يتم اتخاذ أي قرار خلال جلسة المجلس، أمس، إلا أن الرسالة الموجهة إلى حماس واضحة، ومفادها أن صبر إسرائيل قد نفد».
وكثّفت إسرائيل أخيراً تهديداتها بشن ضربة ضد حركة «حماس» في قطاع غزة، إذا لم تتوقف مسيرات العودة الحدودية الداعية إلى فك الحصار عن القطاع، وهدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بـ«ردّ مؤلم وضربات قوية للغاية» في حال استمرت المسيرات، كما حذر وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، من أن الوقت قد حان لـ«تسديد الضربة الأقوى لحركة حماس»، موضحاً بأنه سيتعين على مجلس الوزراء اتخاذ القرار بشأن المضي في شن عملية عسكرية محتملة، وجاءت تصريحات نتنياهو وليبرمان، بعد استشهاد سبعة فلسطينيين في مواجهات مع جيش الاحتلال شرق قطاع غزة، الجمعة الماضي.
من ناحية أخرى، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، أمس، الاتحاد الأوروبي إلى دعم المطلب الفلسطيني، بإقامة آلية دولية لرعاية عملية السلام مع إسرائيل، والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
جاء ذلك لدى لقاء الحمد الله في مدينة رام الله بالضفة الغربية للمرة الأولى مع مبعوثة الاتحاد الأوروبي الجديدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، سوزانا تيرستال.
وبحسب بيان صادر عن مكتبه، أطلع الحمد الله تيرستال على «جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، والإجراءات الإسرائيلية في الخان الأحمر، والتوسع الاستيطاني، إضافة إلى الجرائم التي ترتكب في قطاع غزة».
وجدد الحمد الله «تأكيد التزام القيادة الفلسطينية بمتطلبات العملية السلمية، وحل الدولتين على أساس الثوابت الوطنية الفلسطينية دون انتقاص، وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وطالب الحمد الله المجتمع الدولي مجدداً بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، واتخاذ خطوات جدية وفاعلة، لاسيما من قبل الاتحاد الأوروبي، لوقف جرائم الاحتلال ومستوطنيه.
ميدانياً، استشهد شاب فلسطيني، أمس، متأثراً بجراحه جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عليه، بدعوى محاولته طعن مستوطن قرب مستوطنة «بركان» شمال الضفة الغربية.
وزعمت قوات الاحتلال أن الشاب حاول طعن عدد من الجنود عند مفترق «جيت»، فأطلقوا النار عليه دون أن يصاب أي من الجنود بجروح.
وشنت قوات الاحتلال، فجر أمس، حملة اعتقالات في مدن الضفة طالت 22 مواطناً، كما تعرض عدد من الفلسطينيين للإصابات وللاختناق خلال مواجهات اندلعت في محيط مدرسة «اللبن- الساوية» جنوب نابلس، وأغلقت قوات الاحتلال مداخل المدرسة، وأطلقت قنابل الغاز صوب الطلبة وأولياء الأمور.
ومنع جيش الاحتلال مئات الطلبة من الالتحاق بالمدرسة، بعد أن أعلن عن إغلاقها لإشعار آخر بدعوى إلقاء الحجارة منها على السيارات.
ودخل عدد من الطلبة وذويهم وعدد من المسؤولين إلى المدرسة في الصباح الباكر، إلا أن جيش الاحتلال أخرجهم، بعد مواجهات أصيب خلالها عدد من الأهالي والطلبة بحالات اختناق، كما أصيب مصور وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب)، الصحافي جعفر إشتية، بقنبلة غاز في رأسه، نُقل على أثرها إلى المستشفى.
وقال رئيس مجلس محلي قرية اللبن الشرقية، سامر عويس، الذي أصيب في ساعده: «الطلاب هنا للدراسة، والاحتلال يدعي أن حجارة تلقى من داخل المدرسة على الشارع.. هذا غير صحيح».
وقال وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني، صبري صيدم، إن «هذه الإجراءات الاحتلالية لن تثنينا عن مواصلة عملنا وبقاء تدفق العملية التعليمية»، داعياً إلى «استمرار الحياة التعليمية، وعدم الانصياع إلى الأمر الاحتلالي المرفوض».