أستراليا تتريث في نقل سفارتها إلى القدس بعد موجة انتقادات
أجبرت الانتقادات في الداخل، والتهديدات بردّ تجاري من الخارج، رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، على التريث في تنفيذ قرار نقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وذلك بعد انتقادات فلسطينية وتحذيرات من إندونيسيا بتعليق اتفاق تجاري مع أستراليا، وتعبير سفراء 13 دولة عربية بعد اجتماع لهم في كانبيرا، عن قلقهم من أن تضر خطوة أستراليا بفرص السلام.
وتفصيلاً، قال رئيس الوزراء الأسترالي إنه يريد مشاورة حلفائه أولاً بشأن دراسته الجدية حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وأبلغ رئيس الوزراء البرلمان بأنه لم يتخذ قراراً حاسماً بعد في هذا الشأن.
وأضاف أنه يرغب في استطلاع آراء قادة المنطقة في القرار «قبل أن تكون الحكومة وجهة نظر محددة حول هذه القضية».
وكان موريسون أعلن في مؤتمر صحافي أنه «منفتح» على مقترحات لم يحدد مصدرها للاعتراف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها.
وفي رام الله، قالت وزارة الخارجية والمغتربين بالسلطة الفلسطينية، في بيان صحافي، إن طرح رئيس وزراء أستراليا، سكوت موريسون، بخصوص دراستهم الجدية حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، يعد «خروجاً على القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة وتحديداً قرار مجلس الأمن رقم 478 لعام 1980».
واستغربت الوزارة «المنطق المتناقض لخطاب رئيس الوزراء الأسترالي، الذي يؤكد التمسك بحل الدولتين، والاستمرار في تشجيع الطرفين لاستمرار الحوار والمفاوضات نحو اتفاق سلام، بينما يفكر في الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل».
وشددت على أن «الالتزام بحل الدولتين يعني عدم أخذ أي إجراء أحادي من شأنه المساس بوضعية القدس، والتزام استراليا بمفهوم حل الدولتين ليس مجرداً أو شكلياً لا علاقة له بأي قضية أخرى مثل القدس، أو الحدود، أو المستوطنات، وإنما مرتبط بمخرجات التفاوض حول هذه الموضوعات».
من جهتها، دعت منظمة التعاون الإسلامي أستراليا إلى تبني مواقف تدعم تحقيق السلام في فلسطين بدلاً من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.
وأعربت المنظمة في بيان لها، أمس، عن قلقها البالغ إزاء تصريح رئيس الوزراء الأسترالي بأن بلاده ستدرس الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.
من جهتها، حذرت إندونيسيا، أمس، أستراليا من أن نقل سفارتها للقدس قد يقوّض عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقالت وزيرة الخارجية الإندونيسية، ريتنو مارسودي، إنها أعربت عن معارضة بلادها لمثل هذه الخطوة.
وأضافت بعد إجراء مباحثات مع وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي: «إندونيسيا تشجع أستراليا والدول الأخرى على الاستمرار في دعم عملية السلام، وعدم القيام بأي فعل يمكن أن يقوّض عملية السلام والأمن الدولي».
ورفض المتحدث باسم وزارة خارجية إندونيسيا، أرماناثا ناصر، التعليق على تقرير لشبكة «إيه بي سي» الأسترالية، ذكر أن جاكرتا تدرس تعليق اتفاق تجاري كان من المقرر توقيعه قريباً مع أستراليا بعد تعليقات موريسون.
من جهته، قال السفير المصري لدى أستراليا، محمد خيرت، إن سفراء 13 دولة عربية اجتمعوا في كانبيرا، أمس، بدافع القلق من أن تضر الخطوة التي تدرسها أستراليا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بفرص السلام.
وقال خيرت، إن ذلك دفع 13 سفيراً عربياً إلى الدعوة لاجتماع في العاصمة الأسترالية.
وقال «اتفقنا على إرسال خطاب لوزيرة الخارجية، نبدي فيه قلقنا ومخاوفنا إزاء مثل هذا التصريح».
وتابع «أي قرار مثل هذا قد يضر بعملية السلام، ستكون لذلك عواقب سلبية على العلاقات، ليس فقط بين أستراليا والدول العربية وإنما الكثير من (الدول الإسلامية) أيضاً».