بولتون في موسكو للتباحث حول انسحاب واشنطن من المعاهدة النووية
أميركا وروسيا تعودان إلى «أجواء الحرب الباردة»
أجرى مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، محادثات في موسكو، أمس، مع رئيس مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، وذلك غداة إعلان الولايات المتحدة عزمها الانسحاب بصورة أحادية من «معاهدة الصواريخ النووية»، التي تم توقيعها بين الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، ورئيس الحزب الشيوعي السوفييتي آنذاك ميخائيل غورباتشوف في واشنطن، خلال الحرب الباردة عام 1987.
ولطالما اتهمت الولايات المتحدة وروسيا كلاً منهما، بانتهاك شروط المعاهدة، وكان آخر تلك الاتهامات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل يومين حينما أعلن اعتزام بلاده الانسحاب منها، واعتبر الكرملين، أمس، أن ذلك الانسحاب «سيجعل العالم أكثر خطراً».
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحافيين، إن «خطوات من هذا النوع إذا وضعت موضع التنفيذ، ستجعل العالم أكثر خطراً، وروسيا ستضطر للتحرك من أجل استعادة توازن القوة العسكرية، إذا انسحبت واشنطن من المعاهدة وشرعت في تطوير صواريخ جديدة»، مضيفاً: «موسكو تنتظر توضيحات من واشنطن في هذا الصدد، ولن نكون البادئين بمهاجمة أحد».
من جانبه، وصف الزعيم الروسي الأسبق، ميخائيل غورباتشوف، قرار ترامب بالانسحاب من المعاهدة بأنه «عمل متهور وغير مقبول»، مضيفاً في تصريحات لوكالتي أنباء إنترفاكس ونوفوستي الروسيتين: «من غير الجائز إنعاش زيادة الترسانات النووية من جديد، لا يجوز بأي حال من الأحوال أن نلغي اتفاقات نزع السلاح القديمة، هذا ليس عملاً عبقرياً».
وأشار غورباتشوف إلى أن توقيع المعاهدة كان «انتصاراً عظيماً»، لافتاً إلى أن «الجانب الأميركي بات في مأزق، في ما يتعلق باتخاذ قرارات جديدة، واختار هذا التصرف غير المسؤول»، ودعا إلى مناقشة قضية انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، لأنها تهم العالم بأسره.
ودعا الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة وروسيا إلى مواصلة الحوار، بهدف الحفاظ على المعاهدة، فيما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي، على أهمية المعاهدة، خصوصاً بالنسبة للأمن الأوروبي والاستقرار الاستراتيجي.
بدورها، دعت الصين الولايات المتحدة إلى «التروي» بخصوص قرار انسحابها من المعاهدة، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشونينغ، خلال مؤتمر صحافي: «المعاهدة كان لها دور مهم في الاستقرار الدولي، والانسحاب من جانب واحد ستكون له آثار سلبية متعددة».
يذكر أن معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة والقصيرة المدى، تم توقيعها بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي خلال زيارة غورباتشوف لواشنطن في ديسمبر عام 1987، وكانت أول معاهدة تنص على التخلص من صنف كامل من الأسلحة الصاروخية، وأنجز تنفيذ المعاهدة بحلول مايو عام 1991، حيث قام الاتحاد السوفييتي بإتلاف 1752 صاروخاً باليستياً ومجنحاً تطلق من الأرض، وأتلفت الولايات المتحدة 859 صاروخاً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news