"ترامب البرازيل" يهدد رابع أكبر ديمقراطية في العالم
أثار انتخاب جايير بولسونارو رئيسا للبرازيل قلق الكثير من المراقبين ووسائل الإعلام بسبب مواقفه وتصريحاته اليمينية المتطرفة، بل ذهب البعض الى وصفه بـ "ترامب البرازيل" في إشارة الى الرئيس الأميركي دونالد ترامب .
وتعهد بلوسونارو القادم الجديد الى الساحة الدولية، بتغيير "مصير" البرازيل.
وشبه الكثير من المراقبين، الرئيس البرازيلي المنتخب بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيرين إلى وجود قواسم مشتركة بين الاثنين، بل ويذهب آخرون إلى القول إن بولسونارو، أشد "خطورة " من ترامب.
وتتحدث بعض التقارير عن مخاوف كبيرة من الرئيس المنتخب في البرازيل، مشيرة إلى أن "رابع أكبر ديمقراطية" في العالم يتهددها الخطر بسبب أفكار هذا السياسي المتشدد ومواقفه المثيرة للجدل.
وتوصف تصريحات بولسونارو بالعنصرية والعرقية وأنها ضد النساء والسود والمثليين وبأنها مروعة للغاية، كما يوصف بأنه رئيس جديد غير مناسب للبرازيل.
ورأت وسائل إعلام أميركية في هذا السياق أن احتفاء الرئيس البرازيلي المنتخب بحقبة القمع التي مرت بها بلاده دليل على نزعته المتطرفة وعلى "شروره العسكرية" الكامنة بداخله، ويجدون في مساندته لعمليات القتل خارج القضاء، ما يجعله أقرب إلى الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيريتي، من الرئيس دونالد ترامب.
وقال الرئيس البرازيلي المنتخب في أول خطاب له بعد الإعلان عن فوزه: "لا يمكننا الاستمرار في مغازلة الاشتراكية والشيوعية والشعبوية وتطرف اليسار".
وولد جايير ميسياس بولسونارو في 21 مارس عام 1955 في مدينة كامبيناس بولاية ساو باولو في عائلة كبيرة تعود جذورها إلى مهاجرين إيطاليين وصلوا إلى البرازيل بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
بدأ مشوار الرئيس البرازيلي المنتخب المهني عمليا عام 1977 بتخرجه من أكاديمية "أجولهاس نيغراس" العسكرية، وتدرب في عام 1983 داخل المدرسة العسكرية للتربية البدنية، ولاحقا أنهى تدريبا في مدرسة تأهيل الضباط، كما يعد هذا السياسي ذي الخلفية العسكرية، خبيرا في رياضة القفز بالمظلات، وقد خدم في لواء لسلاح المظلات، وترقى إلى رتبة رائد.
بولسونارو تعرض للاعتقال في عام 1986 لأكثر من أسبوعين بسبب احتجاجه على خفض مرتبات العسكريين، وثارت حول هذه القضية حينها ضجة كبيرة في البرازيل، إلا أن المحكمة العسكرية العليا برأته عام 1988، وفي نفس العام تقاعد عن الخدمة العسكرية وبدأ مشواره السياسي ودخل إلى مجلس مدينة ريو دي جانيرو.
وفي عام 1991 انتخب في مجلس النواب، ولاحقا دخل البرلمان سبع مرات ممثلا لأحزاب مختلفة منها، الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب التقدمي للإصلاح، والحزب التقدمي البرازيلي.
انتمى الرئيس البرازيلي المنتخب بين عامي 2003 - 2005 إلى الحزب الليبرالي البرازيلي، وأصبح عضوا في حزب الجبهة الليبرالية في عام 2005، وفي الفترة من 2016 إلى 2017 انضم إلى الحزب الاشتراكي المسيحي، فيما سٌجل في العام الجاري كمرشح للرئاسة البرازيلية عن الحزب الاشتراكي الليبرالي.
وكادت مسيرة هذا السياسي تنتهي في السادس من سبتمبر الماضي، إذ تعرض أثناء اجتماع حاشد في مدينة جويز دي فورا بولاية ميناس جيرايس، خلال حملته الانتخابية إلى الطعن، واعتقل الجاني، فيما تعافى المرشح حينها للرئاسة البرازيلية وخرج من المستشفى في 29 سبتمبر.