واشنطن تتوعّد طهران بعقوبات جديدة.. وروحاني يتعهد خرقها
قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، إن واشنطن ستفرض المزيد من العقوبات على إيران، من دون أن يكشف عن تفاصيل، فيما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن بلاده «ستلتف بفخر» على العقوبات الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ أمس، وتستهدف قطاعي النفط والمال الحيويين في البلاد، وأكد أن إيران ستخرقها.
وقال بولتون، وفقاً لنص مقابلة مع شبكة «فوكس بيزنس» «سنفرض عقوبات تتجاوز هذا. لن نرضى ببساطة بمستوى العقوبات التي كانت موجودة في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في 2015».
وتأتي الدفعة الجديدة من العقوبات الأميركية التي وصفتها واشنطن بأنها «الأقوى التي تفرض حتى الآن» على إيران، بعد ستة أشهر من اتخاذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قراراً مثيراً للجدل بالتخلي عن الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى.
وأعلن المزوّد الدولي لخدمات التراسل المالي المؤمن (سويفت)، أمس، قراره «تعليق» وصول بعض البنوك الإيرانية إلى شبكته. وأوضحت شركة «سويفت»، التي مقرها بروكسل، في بيان «إن هذا الإجراء، رغم أنه مؤسف، اتخذ من أجل مصلحة واستقرار ونزاهة النظام المالي العالمي في مجمله».
وقال الرئيس الإيراني في خطاب متلفز «أعلن أننا سنلتف بفخر على عقوباتكم غير المشروعة والظالمة، لأنها تخالف القوانين الدولية».
وأضاف «نحن في وضع حرب اقتصادية، ونواجه قوة متغطرسة. لا أعتقد أنه في تاريخ أميركا دخل شخص إلى البيت الأبيض وهو يخالف إلى هذا الحد القانون والاتفاقيات الدولية».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن بلاده ستعفي ثماني دول، هي الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وإيطاليا واليونان وتركيا وتايوان، من الالتزام بالعقوبات التي فرضتها على قطاع النفط الإيراني، متعهداً الضغط على طهران «بلا هوادة».
وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، ببدء فرض الرزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران والتي تطاول خصوصاً قطاعي النفط والمال، معتبراً أن ما يحصل هو «يوم تاريخي».
وتهدف الدفعة الثانية من العقوبات إلى الحد من صادرات إيران النفطية، التي تراجعت أساساً بنحو مليون برميل يومياً منذ مايو، وتقييد تعاملاتها مع الهيئات المالية الدولية.
وتمنع العقوبات الأميركية التي فرضت أمس كل الدول أو الكيانات أو الشركات الأجنبية من دخول الأسواق الأميركية، في حال قرّرت المضي قدماً بشراء النفط الإيراني، أو مواصلة التعامل مع المصارف الإيرانية. وقال روحاني «يواصلون توجيه تلك الرسائل إلينا، ويطلبون الجلوس للتفاوض. التفاوض من أجل ماذا؟». وتابع «عليكم أولاً الالتزام بالمفاوضات التي أنجزت، لكي تكون هناك أسس للمفاوضات المقبلة».
وأضاف أن أربع دول عرضت عليه خلال زيارته إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، التوسط مع الولايات المتحدة، لكنه رفض ذلك. وأوضح «لا حاجة للوساطة، ولا حاجة لكل هذه الرسائل. التزموا بتعهداتكم وسنجلس ونتحاور».
وتعارض الأطراف الأخرى في الاتفاق النووي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين)، انسحاب الولايات المتحدة منه.