الأمم المتّحدة: الغارات على إدلب قد تشعل فتيل "برميل بارود ضخم"
أعربت الأمم المتحدة، الخميس، عن قلقها من الغارات الروسية المتجدّدة على إدلب، المعقل الأخير للمعارضة المسلحة والمتطرفين في سورية، محذّرة من أنّ هذه الضربات الجوية تحمل مخاطر بتفجير "برميل بارود ضخم".
وقال رئيس مجموعة العمل للشؤون الإنسانية في سوريا التابعة للأمم المتحدة، يان إيغلاند، "نحن متخوّفون جداً إزاء التطورات الأخيرة".
وفي مؤتمره الصحافي الأخير قبل مغادرته منصبه غداً الجمعة، شدّد إيغلاند على أنّه في حال تم تأكيد استخدام الأسلحة الكيميائية فإنّ "هذه ستكون جريمة حرب".
ووصف التصعيد حول إدلب والغارات الأولى على المنطقة منذ منتصف سبتمبر بأنّها "خطيرة جداً".
وقال إيغلاند محذّرا "في الايام الأخيرة شهدنا استفزازات واستفزازات مضادّة وتبادل إطلاق قذائف هاون وقنابل، وشهدنا توغّلات متزايدة من كلا الطرفين"، مشيراً إلى أنّ هذا "أسوأ نوع ممكن من الأفعال في أسوأ مكان ممكن".
وأضاف "هذا حقاً بمثابة عبث ببرميل بارود ضخم وسط ثلاثة ملايين مدني".
وحضّ تركيا على "كبح الميول السيئة وسط الجماعات المعارضة المسلحة"، لافتاً إلى أنّه "بالتأكيد يمكن لروسيا أن توقف الغارات بشكل فوري، ولهذا عليهم القيام بذلك".
وجاءت تصريحات إيغلاند مع اختتام إيران وروسيا وتركيا مباحثات في أستانا عاصمة كازاخستان في إطار جهود المحافظة على اتفاقية إدلب.
وأعترف المسؤول الأممي بصعوبة ترك منصبه الذي شغله منذ أكثر من ثلاث سنوات، لأنّ الحرب الأهلية الطاحنة في سورية، التي أدت الى مقتل 360 ألف شخص وتشريد الملايين، "لم تنته بعد".
وقال إنّه فخور بأداء مجموعة العمل الإنسانية، التي أنشئت بداية عام 2016، كحيّز يمكن للولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى من خلاله أن تتفاوض على إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تحتاجها بشكل يائس، إضافة إلى حماية المدنيين.
وبينما أشاد بإيصال المساعدات إلى الملايين كل شهر، أقرّ بالإخفاق "في الجانب المتعلّق بالحماية".