مواجهات واعتقالات للمحتجين.. والشرطة تستعد للسيناريوهات الأسوأ
33.5 ألف متظاهر بشوارع فرنسا في السبت الخامس لـ «السترات الصفراء»
خرج آلاف المحتجين من أصحاب «السترات الصفراء» إلى شوارع مدن فرنسية، أمس، في خامس عطلة أسبوعية على التوالي تشهد احتجاجات مناهضة لحكومة الرئيس، إيمانويل ماكرون، تشوبها اشتباكات وأعمال عنف، وذلك رغم دعوات لعدم التظاهر بعد هجوم مسلح في مدينة ستراسبورغ، الأسبوع الماضي.
وتفصيلاً، ذكرت وزارة الداخلية أن 33 ألفاً و500 متظاهر من «السترات الصفراء» خرجوا في أنحاء فرنسا، بينما ارتفع عدد المعتقلين منهم إلى 107، حيث تحركت مجموعات تضم مئات المحتجين في مسيرات بأحياء عدة.
وذكر مسؤول بالشرطة أن قوات الأمن ألقت القبض على 85 شخصاً في باريس، حيث تحركت مجموعات تضم مئات المحتجين في مسيرات بأحياء عدة.
وقال وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير، إن نحو 69 ألفاً من أفراد الشرطة انتشروا لتأمين الاحتجاجات، أمس، وإنه تم تعزيز القوات في مدن تولوز وبوردو وسانت ايتيين.
واشتبكت الشرطة الفرنسية مع محتجي السترات «الصفراء». وسار مئات من المتظاهرين قرب قوس النصر بوسط باريس، في ظل انتشار أمني مكثف.
ولوح محتجون بالأعلام وحملوا لافتات، وحاولت الشرطة منع تقدمهم، مطلقة الغاز المسيل للدموع حين اندلعت الاشتباكات.
وفي باريس، انتشرت الشرطة بأعداد كبيرة لاحتواء أعمال العنف. لكن متاجر كبرى عدة، مثل غاليري لافاييت، فتحت أبوابها لاستقبال المتسوقين قبيل احتفالات عيد الميلاد.
وقال رئيس شرطة باريس، ميشيل ديلبييش، إنه «مازال هناك قلق من احتمال تسلل جماعات تميل للعنف إلى الاحتجاجات، وستتولى شرطة مكافحة الشغب حماية المعالم المهمة وإبعاد المحتجين عن القصر الرئاسي»، وأضاف ديلبييش لإذاعة (آر.تي.إل): «يجب أن نستعد للسيناريوهات الأسوأ».
وقال مصدر بالشرطة إن أعداد المتظاهرين أقل مقارنة بالسبت الماضي.
وانتشرت قوات الأمن، المزودة بمعدات مكافحة الشغب، صباح أمس، حول محطات القطارات المركزية، وعلى طول شارع الشانزليزيه الشهير.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على مجموعات صغيرة من المحتجين خلال اشتباكات قرب شارع الشانزليزيه.
وبالقرب من المكان، واجهت بضع نساء من جماعة «فيمن» الاحتجاجية النسائية، قوات الأمن على بعد أمتار قليلة من قصر الإليزيه حيث مقر الرئيس.
وقال لويك بولاي (44 عاماً) الذي كان في مسيرة في الشانزليزيه، مرتدياً سترة صفراء، إن احتجاج اليوم أصغر منه في الأسابيع الماضية، لكن الحركة ستستمر إلى حين معالجة شكاوى المتظاهرين.
وأضاف «الوضع أهدأ منذ هجوم ستراسبورغ، لكن أعتقد أن السبت المقبل وأيام السبت التالية ستشهد عودة الاحتجاجات لسابق عهدها».
وكانت حركة «السترات الصفراء» بدأت الاحتجاج في التقاطعات والميادين، في منتصف نوفمبر، اعتراضاً على زيادة ضرائب الوقود، لكن سرعان ما اتسع نطاق الاحتجاجات على سياسات ماكرون الاقتصادية.
وأدت احتجاجات عطلات نهاية الأسبوع في باريس إلى أعمال تخريب، واشتباكات عنيفة مع قوات الأمن.
ودعا ماكرون، أول من أمس، إلى عودة الهدوء في فرنسا، وقال بعد اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «فرنسا بحاجة إلى الهدوء والنظام والعودة للحياة الطبيعية».
وفي خطاب بثه التلفزيون، الاثنين الماضي، أعلن ماكرون رفع الحد الأدنى للأجور وخفض الضرائب على أرباب المعاشات، ليقدم بذلك مزيداً من التنازلات بهدف إنهاء الاحتجاجات، لكن كثيرين قالوا إنهم سيواصلون الضغط.
وتأتي تظاهرات أمس بعد أيام من قيام مسلح بإطلاق النار على مجموعة من الأفراد في سوق لهدايا عيد الميلاد بمدينة ستراسبورغ، شرق البلاد، ما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة عدد آخر. وقتلت الشرطة المسلح في تبادل لإطلاق النار الخميس، بعد يومين من المطاردة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news