الجامعة العربية تبحث غداً التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني
تقدّمت دولة فلسطين إلى الجامعة العربية بمذكرة تدعو إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة، على مستوى المندوبين الدائمين غداً، لبحث التصعيد الإسرائيلي الخطر ضد الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية. وفيما تعقد اللجنة المركزية لحركة فتح، اجتماعاً اليوم، لدراسة وتقييم الأوضاع، تبحث الفصائل الوطنية خلال اجتماع في الأيام القليلة المقبلة، تذليل العقبات أمام إنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وتفصيلاً، قال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي: «بناء على توجيهات الرئيس محمود عباس، تقدمت دولة فلسطين بطلب إلى جامعة الدول العربية لعقد اجتماع طارئ غداً على مستوى المندوبين، لتدارس التصعيد الإسرائيلي الخطر ضد شعبنا وقيادتنا، وقد استجابت الجامعة العربية لهذا الطلب».
وأوضح المالكي: «ستقدم دولة فلسطين مشروع قرار لمجلس الجامعة، يتضمن عدداً من التوصيات والاقتراحات، تغطي التصعيد الإسرائيلي الخطر الراهن، والموقف المرتقب لرئيس البرازيل بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، والموقف الأسترالي الأخير».
وأكد المالكي ثقة دولة فلسطين بدعم الجامعة العربية لمشروع هذا القرار، والخروج بآليات عمل تتناسب مع حجم التحديات المطروحة.
على صلة، أعربت مصر عن قلقها البالغ إزاء التطورات الجارية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، والاقتحامات التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية لمناطق متفرقة من الضفة الغربية، منوهة بالتداعيات المحتملة لهذا التصعيد على الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة.
على صعيد آخر، قال الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، إن الإعلان الأسترالي المتضمن الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل يثير الانزعاج، لأنه يصطدم بالقانون الدولي وبالحقوق الثابتة للفلسطينيين.
وأشار أبوالغيط إلى أن الاعتراف فقط بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، مع تجاهل الاعتراف بأن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، إنما ينطوي على انحياز واضح تجاه الموقف الإسرائيلي، مع تجاهل حقوق الفلسطينيين الثابتة والمشروعة في القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.
من جهته، انتقد رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، أمس، تحرك أستراليا للاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، قائلاً إن مثل هذا الاعتراف «ليس من حق» الدول.
وقال مهاتير لـ«رويترز» على هامش مؤتمر في بانكوك «ينبغي أن تظل القدس على ما هي عليه الآن، وليست عاصمة لإسرائيل».
وألمحت إسرائيل إلى استيائها من اعتراف أستراليا بالقدس الغربية فقط عاصمة لها، وقال مسؤول مقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه خطأ لإنكار ما سمّاه سيطرة إسرائيل على المدينة بأكملها.
والتزم نتنياهو نفسه الصمت، ولم يعلق على خطوة أستراليا خلال اجتماع أسبوعي لمجلس الوزراء الإسرائيلي.
وفي رام الله، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، إن اللجنة ستعقد اليوم اجتماعاً تحضيرياً، لدراسة وتقييم الأوضاع قبل عودة الرئيس محمود عباس من زيارته إلى الأردن.
وأضاف الأحمد في تصريحات لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية، أن هناك أزمة قائمة تجب مواجهتها على المستويات كافة، مشيراً إلى أن استباحة قوات الاحتلال والمستوطنين الضفة والقدس المحتلة، ينذر بانفجار كامل في المنطقة، مشيداً بالموقفين الأردني والمصري، الداعمين لحقوق الشعب الفلسطيني، والرافضين للتصعيد الإسرائيلي.
كما أعلن عن اجتماع للفصائل الوطنية خلال الأيام القليلة المقبلة، بهدف تحقيق الوحدة الوطنية وتذليل العقبات أمام إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، مشيراً إلى أن «حماس» مازالت تصرّ على مواقفها السلبية الرافضة لإنهاء الانقسام.
من جهتها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين عدوان الاحتلال والمستوطنين المتواصل ضد أبناء الشعب، مؤكدة أن ما حدث لا يوازي ما أعلنه نتنياهو من توجه لـ«تبييض» البؤر الاستيطانية العشوائية، وتصعيد إجراءاته القمعية الأخرى.
في الأثناء اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، 12 فلسطينياً خلال حملة دهم وتفتيش في مناطق مختلفة بالضفة الغربية المحتلة، وجرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية، بشبهة مقاومة الاحتلال والمستوطنين.
• «الخارجية الفلسطينية»: نتنياهو يمارس التصعيد ويستخدمه لتشريع المنظومة الاستيطانية.