البشير: سنخرج من الأزمة.. ونحن أكرم من أن نكون نازحين
أكد الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، خلال لقاء بقيادات الشرطة، أن بلاده ستخرج من الأزمة، مضيفاً «نحن أكرم من أن نكون نازحين»، في حين أعلن وزير الداخلية، أحمد بلال، وقوف الشرطة الكامل مع البشير. يأتي ذلك مع إعلان
تجمع المهنيين السودانيين عن إضراب عام عن العمل ينفذه قطاع المحامين والمحاميات اليوم الاثنين، تزامناً مع إضراب للأطباء، ومسيرة جديدة لتسليم مذكرة للقصر الجمهوري تطالب الرئيس السوداني عمر البشير بالتنحي.
وتفصيلاً، قال البشير خلال لقائه قيادات الشرطة في «دار الشرطة» بحي بري بالخرطوم، «سنخرج من الأزمة رغم محاولات البعض». وأضاف «سنتجاوز المرحلة، ولكن هذا يحتاج إلى الصبر والعمل المستمر». وتابع «الأمن سلعة غالية ولن نفرّط في أمن المواطن والمنشآت والهدف ليس قتل المواطنين».
وطلب الرئيس السوداني من الشرطة الامتناع عن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين المحتجين على الحكومة.
وصرّح «نحن حريصون على الأمن، لكن على الشرطة أن تحافظ على الأمن ولكن ذلك بأقل قدر من القوة».
وقال البشير «نحن نعترف بأن لدينا مشكلة في الاقتصاد، والناس تعمل ليلاً نهاراً على حلها، ولن تحل بالتخريب والتدمير والسرقة والنهب، ولن تحل بتدمير الممتلكات العامة والخاصة» في إشارة إلى احراق المتظاهرين مباني ومكاتب حكومية في العديد من المدن.
وأكد أن «التخريب والتدمير والنهب والسرقة تعميق للأزمة». واستدرك بالقول «لن نسمح بانزلاق البلاد ونحن أكرم من أن نكون نازحين ولاجئين». وأضاف «لا نريد لبلادنا كما حدث في بلدان أخرى، ولن نسمح بأن يكون شعبنا لاجئين ونازحين، ولو حدث ذلك إلى أين سنذهب، انظروا للمنطقة حولنا».
من جانبه، قال وزير الداخلية، أحمد بلال، «نعلن وقوفنا التام والكامل مع البشير». وأضاف أنهم لن يسمحوا للذين يحاولون استغلال الظروف لزعزعة الأمن. وشدّد على أن «الطريق الوحيد لتبادل السلطة ليس التظاهر وإنما بالانتخابات، ولا سبيل للفوضى». وأضاف «نعترف بالوضع الاقتصادي ولكنها شدة وتزول، ولن نسمح أن يستغل ذلك لاشعال الفتنة».
في الأثناء، أعلن تجمع المهنيين عن إضراب عام اليوم للمحامين والأطباء، وقال في بيان، إن الإضرابات والاحتجاجات تأتي دعماً للشعب السوداني، واستنكاراً لقتل المتظاهرين وتلفيق الاتهامات العنصرية ضد فئة محددة، واحتجاجاً على الاستخدام المفرط للقوة لقمع الاحتجاجات الشعبية السلمية، والعنف الذي تمارسه قوات الأمن ومطاردتها للمحتجين في الشوارع وحتى داخل المنازل.
وجاء إعلان تجمع المهنيين عن الإضراب العام للمحامين والأطباء، مع دعوة المهنيين للمشاركة في مسيرة جديدة كالتي تمت في 25 ديسمبر الماضي لتسليم مذكرة للقصر الجمهوري تطالب الرئيس البشير بالتنحي، كما دان التجمع انتهاك السلطات حق المتظاهرين الدستوري والقانوني في التعبير عن الرأي. وغداة إعلان الحكومة عن ضبط خلية قالت إنها تتبع لحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور الموجود في باريس، قد تكون مسؤولة عن أعمال الاغتيال، نفى قائد الحركة، اتهامات الحكومة، مشيراً إلى أنها تهدف لخداع الشعب، ودعا نور قطاعات الشعب السوداني كافة للوحدة والعمل على إسقاط الحكومة، كما أعلن عن مبادرة لتوحيد جميع الكيانات المعارضة. وقال عبدالواحد إنّ مناصريه ليسوا منخرطين في أعمال العنف.
وأضاف لوكالة فرانس برس، عبر الهاتف، أنّ «هذه التظاهرات هي من صنع الشعب السوداني، ونحن جزء منه. كيف يُمكننا أن نستخدم العنف ضدّ شعبنا؟». وتابع الزعيم المتمرّد «نحن نُواجه نظام البشير في مناطق النزاع، لكنّنا لم نستخدم أبداً أسلحة في مناطق مدنيّة». كذلك أكّد أنّ مناصريه ليسوا مسؤولين عن إحراق مبانٍ تابعة للحكومة في بعض المدن والمناطق خلال الأيام الأولى للتظاهرات كما تدّعي السُلطات.
من جهة أخرى، نظم سودانيون يقيمون في كوريا الجنوبية وقفة احتجاجية أمام سفارة جمهورية السودان المعتمدة لدى جمهورية كوريا الجنوبية، أمس. وأفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية بأن الوقفة تأتي في إطار انحياز السودانيين المقيميين في كوريا إلى جانب الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها بلادهم.
وذكرت «يونهاب» أن سودانيين تجمعوا أمام مقر السفارة السودانية بالعاصمة سيؤول، وسط حضور إعلامي محلي ومشاركة من منظمات المجتمع المدني والإنساني، إلى جانب حضور بعض الكوريين.
عبدالواحد نور ينفي اتهامات الخرطوم لحركته باستخدام العنف ضد المتظاهرين.