رفع أعلام كردية في كركوك يثير توتّراً مع بغداد
أمهلت قيادة مكافحة الإرهاب العراقية الاتحاد الوطني الكردستاني حتى منتصف اليوم الجمعة لإنزال علم إقليم كردستان من مقره في كركوك، بعد توتر بدأ منذ أربعة أيام في المدينة على خلفية رفع أعلام كردستان.
وكان عناصر من الحزب الذي ينتمي إليه رئيس الجمهورية، برهم صالح، رفعوا أعلام كردستان فوق عدد من المقرات في المدينة، التي استعادت بغداد إدارتها قبل أكثر من عام، إثر توترات نتجت عن تنظيم الأكراد استفتاءً على استقلالهم لم تعترف به بغداد.
واحتفل عدد من النشطاء والسكان الأكراد بعد رفع الأعلام، ما اعتبره العرب والتركمان تصرفاً استفزازياً استدعى تدخل قوات مكافحة الإرهاب التي تتولى مسؤولية الأمن في كركوك.
ووصل قائد جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق عبدالوهاب الساعدي، الى المدينة، أمس. وكان فوج من جهاز مكافحة الإرهاب وأجهزة أمنية أخرى وصلت الى المدينة أمس لضبط الوضع في كركوك إثر ازدياد التوتر.
وعادت هذه المدينة المتنوعة الأعراق والتي يطالب الكرد بضمها الى إقليم كردستان، الى سلطة بغداد بعد ثلاث سنوات من سيطرة البيشمركة عليها. ففي عام 2014، ووسط الفوضى الناتجة عن اجتياح تنظيم «داعش» لثلث أراضي العراق، استغلت قوات البيشمركة الفوضى ونشرت قواتها، وأحكمت السيطرة عليها.
وبعد قيام كردستان باستفتاء الاستقلال الذي أغضب بغداد، تمكنت القوات العراقية في 16 أكتوبر 2017 من إعادة نشر قواتها هناك.
وعلى أثر التوتر، أجرى رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، اتصالات عاجلة برئيس الجمهورية الذي يزور قطر حالياً، باعتباره حامي الدستور والساهر على ضمان الالتزام به، وفق ما جاء في بيان رسمي.
ووجّه عبدالمهدي بعد اتصالات بالقيادات السياسية المختلفة «بإنزال العلم الكردستاني من السارية الرئيسة بمقرات حزبية في كركوك، باعتبار هذا العمل مخالفاً للدستور».
وقال البيان إن عبدالمهدي أبلغ السياسيين بأن الأسلوب المناسب «هو سؤال المحكمة الاتحادية العليا عن دستورية هذه الخطوة قبل تطبيقها».