تركيا تقرر إقامة «منطقة أمنية» في سورية اقترحها ترامب
أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، أن قوات أنقرة ستتولى إقامة «المنطقة الأمنية» في سورية، التي تحدث عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للفصل بين وحدات حماية الشعب الكردية، والحدود التركية. في الأثناء بحث وزير الخارجية السوري وليد المعلم، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غير بيدرسون، الجهود المبذولة من أجل إحراز تقدم في المسار السياسي للأزمة في سورية، معلناً استعداد بلاده للتعاون معه من أجل إنجاح مهمته لتيسير الحوار السوري السوري.
وتفصيلاً، قال أردوغان إنه «خلال مكالمة هاتفية طرح ترامب أن نقيم منطقة أمنية.. عرضها أكثر من 30 كلم، على طول الحدود التركية».
وأضاف أردوغان ـ الذي كان يتحدث أمام كتلته البرلمانية في أنقرة ـ أنه مقتنع بأنه توصل إلى «تفاهم متبادل ذي أهمية تاريخية» مع ترامب، خلال مكالمتهما الليلة قبل الماضية، مضيفاً أن «تركيا دولة أشقائنا الأكراد أيضاً».
وقال «مقارنة الوجود التركي في سورية، مع وجود القوى الأخرى، يعد إهانة لتاريخنا».
ونقلت صحيفة «ديلي صباح» التركية، عن أردوغان القول، إنه أبلغ ترامب بأن تركيا ستقوم بدورها لتسوية الأمور المتعلقة بسورية.
وتابع أردوغان: «أكد الرئيس دونالد ترامب مرة أخرى في الاتصال الهاتفي مسألة سحب القوات (الأميركية) من سورية، وقررنا مواصلة المحادثات الثنائية حول جميع الأمور المتعلقة بسورية، بما في ذلك منطقة عازلة تقيمها تركيا على طول الحدود».
وقال: «أبلغت ترامب مجدداً بأن تركيا تعطي أولوية لمحاربة فعّالة لتنظيم (داعش) وغيره من التنظيمات الإرهابية في سورية»، لافتاً إلى أنه أكد للرئيس الأميركي أيضاً أن أنقرة ترحب، بأذرع مفتوحة، بكل من يفر إليها من سورية، بغض النظر عن عرقيته أو دينه، وأن «وحدات حماية الشعب الكردية» تمارس الاضطهاد ضد كل من لا يخضع لحكمها من عرب أو أكراد أو مسيحيين.
وإذ تحدثت الرئاسة التركية، مساء الاثنين، عن أن أردوغان وترامب ناقشا مسألة إقامة «منطقة أمنية» في سورية، خلال مكالمتهما، إلا أن هذه أول مرة يُذكر أن تركيا هي التي ستقيمها.
وتهدف هذه المنطقة التي طالبت تركيا بإنشائها منذ سنوات عدة، إلى فصل الحدود التركية عن مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سورية.
وقال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إن «تهديد الرئيس دونالد ترامب، بتدمير تركيا اقتصادياً إذا هاجمت.. هذا ما عناه ترامب بتدمير اقتصاد تركيا».
وفي حين تحظى وحدات حماية الشعب الكردية بدعم واشنطن ضد تنظيم «داعش»، فإن أنقرة تعتبرها مجموعة «إرهابية» على صلة وثيقة بحزب العمال الكردستاني، الذي يقود تمرداً ضد أنقرة منذ أكثر من 30 عاماً.
وهدّدت تركيا مراراً خلال السنوات الماضية بشنّ هجوم جديد ضد وحدات حماية الشعب الكردية، بهدف تجنّب قيام نواة دولة كردية قرب حدودها، ما قد يشجع النزعات الانفصالية لدى الأكراد في تركيا.
وأسهمت الخلافات بشأن وحدات حماية الشعب الكردية بين تركيا والولايات المتحدة الحليفين في حلف شمال الأطلسي، في تفاقم علاقاتهما منذ عامين.
ورحّبت تركيا بالقرار الذي أعلنه الرئيس الأميركي الشهر الماضي، ويقضي بسحب القوات الأميركية من سورية. إلا أنها سرعان ما احتجت بشدة على تصريحات لمسؤولين أميركيين يربطون فيها سحب القوات الأميركية من سورية بسلامة المقاتلين الأكراد.
من جهة أخرى، بحث وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون، الجهود المبذولة من أجل إحراز تقدم في المسار السياسي للأزمة في سورية، ومتابعة الأفكار المتعلقة بالعملية السياسية.
وأعرب الوزير السوري خلال استقباله بيدرسون عن استعداد بلاده «للتعاون معه من أجل إنجاح مهمته، لتيسير الحوار السوري السوري، بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، والذي هو مصلحة سورية، بما يؤدي إلى القضاء على الإرهاب، وإنهاء الوجود الأجنبي غير المشروع على كامل الأراضي السورية، ويحافظ بشكل فعلي على وحدة وسيادة واستقلال سورية».
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا)، إنه «جرى خلال اللقاء بحث الجهود المبذولة من أجل إحراز تقدم في المسار السياسي للأزمة في سورية، ومتابعة الأفكار المتعلقة بالعملية السياسية».
ورحب المعلم بتولي بيدرسون منصبه الجديد مبعوثاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، معرباً له عن استعداد سورية للتعاون معه من أجل إنجاح مهمته لتيسير الحوار السوري السوري، بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.
بدوره، أعرب المبعوث الخاص عن سعادته بزيارة دمشق في بدء ممارسته مهامه، مشيراً إلى أنه طلب زيارتها للاستماع باهتمام لوجهة نظر الحكومة السورية، من أجل نجاح مهمته والتقدم للأمام في المسار السياسي.
وكان بيدرسون وصل في وقت سابق، أمس، إلى دمشق في أول زيارة رسمية له منذ توليه منصبه.
من جهة أخرى، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إيران من إبقاء قوات في سورية، وطالبها بإخراجها «بسرعة»، وإلا فإن إسرائيل ستواصل استهدافها.
وقال «دعوني أقدم لهم نصيحة إذن - اخرجوا من هناك بسرعة، لأننا سنواصل سياستنا القوية بشن هجمات عليهم، بلا خوف أو هوادة».