تفريق تظاهرة مناهضة للحكومة السودانية في كسلا بقنابل الغاز
أطلقت الشرطة السودانية، أمس، الغاز المسيل للدموع على تظاهرة جديدة مناهضة للحكومة في كسلا، هي الأولى في هذه المدينة الواقعة في شرق السودان، منذ بدء حركة الاحتجاج في البلاد قبل أربعة أسابيع، كما أفاد شهود، فيما أيد أفراد من الجالية السودانية في باريس «الانتفاضة» ضد الرئيس عمر البشير.
وتفصيلاً، شهدت مدينة كسلا تظاهرة جديدة، بعد أيام على تجمع داعم للرئيس البشير في المدينة نفسها.
وقال شهود إن المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع مرددين «حرية، عدالة وسلام»، قبل تدخل الشرطة. وأضافوا أن المحال التجارية أغلقت أبوابها في السوق الرئيسة في المدينة أثناء الاحتجاجات.
وبدأت التظاهرات في مدن وبلدات عدة قبل أن تبلغ العاصمة الخرطوم، في حين أحرق المحتجّون العديد من المباني والمكاتب التابعة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم.
وفي باريس، قال أفراد من الجالية السودانية الصغيرة في باريس إن «الجميع هنا يؤيدون الانتفاضة»، معبرين عن تأييدهم لحركة الاحتجاج ضد البشير الحاكم منذ عام 1989.
وقال جودة عبدالكريم، البالغ من العمر 32 عاماً، وهو يجلس في مقهى «أسياف»، ملتقى أبناء الجالية السودانية في الدائرة الثامنة عشرة في شمال باريس: «أيام هذه الحكومة باتت معدودة».
ويعيش نحو 20 ألف سوداني في فرنسا، وفقاً لأرقام وزارة الداخلية.
وأضاف السوداني المقيم في المنفى وهو ينتقل بين مقاطع الفيديو التي تصور التظاهرات المناهضة للرئيس السوداني في صفحته على «فيس بوك»: «حركة الاحتجاج تزداد قوة. الجميع تقريباً ضده. حتى بعض من هم في السلطة بدأوا يعبرون عن معارضتهم له».
وأكد أنه فر من نظام يتهمه بأنه «فاسد» في عام 2012، بعد أن رفض مواصلة العمل لدى أحد كبار الشخصيات، وقال «نحن بحاجة إلى نظام يعتني بالجميع. نحتاج إلى نظام جديد مع أشخاص جدد، شباب». وأضاف «سيتظاهر الناس لأنه من الأفضل الموت في الشارع بدلاً من الموت من الجوع في بيوتهم».
وقال عبدالكريم «أشارك المعلومات على (تويتر) أو (فيس بوك) لدعم الحركة، هذا كل ما يمكنني القيام به».
بدوره قال محمد التيجاني: «أنا واثق بأنه سيرحل، لأن التظاهرات قوية جداً. كل يوم يمر يزداد اتساع حركة الاحتجاج».
وأضاف الرجل، البالغ من العمر 66 عاماً، وسط ضجيج مطعم «توني»، حيث يلتقي العديد من المهاجرين السودانيين: «من الضروري للغاية القول إن الحكومة تلجأ إلى العنف المفرط».
وأكد الناشط الشيوعي السابق: «أعز صديق لي في السجن منذ 20 يوماً، لأنه نظم تظاهرات».
ونظمت في باريس تجمعات عدة في ساحة الجمهورية وأمام السفارة السودانية «تضامناً مع الانتفاضة الشعبية في السودان». كما وُجهت نداءات للتظاهر في ستراسبورغ أو ليل أو أنجيه أو تور.
وقال أماد ويلينغوي، الذي يعمل بائعاً في متجر للهواتف المحمولة، إن البشير الذي صدرت بحقه مذكرتا توقيف عن المحكمة الجنائية الدولية بشبهة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في إقليم دارفور غرب السودان، لن يترك السلطة «من دون ضمانات قوية مثلاً بأنه لن يخضع للمحاكمة».