انتهاء عمل بعثة المراقبين الدوليين في الخليل بقرار إسرائيلي
انتهى أمس عمل بعثة المراقبة الدولية في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، بموجب قرار إسرائيلي، وسط تنديد فلسطيني بالخطوة.
وكان تم نشر بعثة المراقبين في الخليل بموجب اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين تم التوصل إليه بعد «مجزرة» فبراير 1994، عندما قتل مستوطن إسرائيلي 29 فلسطينياً بإطلاق النار عليهم بينما كانوا يصلون داخل الحرم الإبراهيمي في المدينة.
وأعلن المستشار السياسي لبعثة التواجد الدولي في الخليل، ماجد رانزي، أنه تم إبلاغ وزارة الخارجية النرويجية من قبل الخارجية الإسرائيلية، بأنه لن يتم التجديد لبعثة التواجد الدولي في مدينة الخليل، وأن هذا اليوم (أمس) هو آخر يوم في عمل البعثة في مدينة الخليل.
وقال رانزي، لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، إن البعثة عملت منذ 20 عاماً في الخليل من أجل حماية الفلسطينيين في البلدة القديمة، ومراقبة الوضع الأمني في المناطق الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، وكتابة التقارير للطرفين حول الوضع فيها.
وأشار إلى أن الطرف الفلسطيني وافق على تمديد عمل البعثة، إلا أن إسرائيل رفضت التمديد، مبيناً أن هناك جهوداً دبلوماسية تبذل من أجل التراجع عن هذا القرار.
ولفت إلى أن هناك ضغوطاً على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء عمل البعثة من قبل المستوطنين الذين يعتبرون أن البعثة تدافع عن الفلسطينيين، وقال: «نحن عملنا حسب الاتفاقية الدولية، واتفاقية حقوق الإنسان، وقدمنا التقارير للطرفين حسب الاتفاق».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن، الإثنين الماضي، عدم تمديد مهمة البعثة بعد أن اتهمها بالتحيز.
من جهته، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، خلال مؤتمر صحافي في مدينة رام الله، إن إنهاء إسرائيل عمل بعثة المراقبة في الخليل «بمثابة دق المسمار الأخير في نعش الاتفاقات الموقعة».
واتهم الحكومة الإسرائيلية بأنها «تريد استمرار ارتكاب الجرائم، وإعطاء الضوء الأخضر للمستوطنين بارتكاب الجرائم واستباحة الدم الفلسطيني دون أي رقابة أو تقارير وبحماية الجيش الإسرائيلي».
وتابع عريقات أن قرار نتنياهو «يعطي الضوء الأخضر للمستوطنين لارتكاب جرائم في الخليل وعموم الأراضي الفلسطينية من دون وجود أي رقابة دولية على جرائمهم».
واعتبر أن «إسرائيل بهذه الخطوة تريد القول إنه ليس لأحد تقرير المصير على هذه الأرض إلا لليهود، وكجزء من مشروعها لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية».
من جانب آخر، اتهم عريقات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها «تقدم الدعم والحماية الكاملة لإسرائيل».
من جهته، طالب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة مجلس الأمن بـ«اتخاذ خطوات فورية وعاجلة لضمان توفير حماية حقيقية للشعب الفلسطيني». وحذر من أن الغاء اتفاق الخليل يشير إلى «التهديد بخطر حقيقي على أبناء شعبنا في الخليل وعموم الأراضي الفلسطينية».