الجيش يؤكد: لن نسلّم السودان لـ «شذاذ الآفاق»
البشير يعلن من كسلا إعادة فتح الحدود مع إريتريا
أعلن الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، إعادة فتح الحدود مع إريتريا بعد عام من إغلاقها، وفي حين أكدت القوات المسلحة وقوفها ضد ما اعتبرتها مخططات لإسقاط دولة السودان عبر استغلال الأزمة الاقتصادية من خلال استمرار الاحتجاجات المطالبة بتنحي البشير، مشددة على أنها لن تسلم السودان لـ«شذاذ الآفاق»، دعا تجمع المهنيين كل مدن السودان إلى المشاركة في ما سمّي «موكب الزحف الكبير» ضمن التظاهرات الاحتجاجية المناهضة للحكومة.
وفي خطاب جماهيري من مدينة كسلا شرق السودان، أعلن الرئيس عمر البشير أمس، إعادة فتح الحدود مع جارتهم الشرقية إريتريا، بعد عام من إغلاقها، قائلاً إن «السياسة فرقت بيننا وبين دولة إريتريا»، في إشارة إلى القطيعة بين البلدين وإغلاق الحدود.
وأضاف في كلمة نقلها التلفزيون من ولاية كسلا: «لكن الإريتريين إخواننا وحالنا واحد، وهناك العديد من الروابط الاجتماعية، وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا»، وقال: «أعلن لكم من كسلا فتح الحدود والمعابر مع إريتريا».
وكانت السلطات السودانية أغلقت الحدود مع إريتريا منذ عام تقريباً، بعد تقارير عن وصول حشود عسكرية وفصائل مسلحة من إقليم دارفور على الحدود الإريترية.
وعمدت الحكومة السودانية في يناير إلى إرسال قوات كبيرة إلى الحدود الشرقية على الحدود مع إريتريا التي تم إغلاقها، في ظل تخوف الخرطوم من تحركات من قِبل الحركات المسلحة التي كانت تقاتل في دارفور بعبور الحدود إلى السودان وبدء عمل مسلح.
على صعيد الاحتجاجات، سخر الرئيس السوداني عمر البشير من استخدام معارضيه لوسائل التواصل الاجتماعي لحشد المحتجين ضد حكمه المستمر منذ ثلاثة عقود، وقال إن الحكومات والرؤساء لا يمكن تغييرهم عبر «واتس أب» و«فيس بوك».
وقال البشير أمام المئات من مناصريه في مدينة كسلا: «الحكومات والرؤساء لا يتم تغييرهم عبر (واتس أب وفيس بوك)، وإنما يتم عبر صندوق الانتخابات وإرادة الشعب، لأن الشعب هو الذي يقرر من يكون الرئيس، ومن يمثله في الأجهزة التشريعية».
ودأب منظمو الاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي هزت السودان لأسابيع، على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» و«واتس أب» و«تويتر» لحشد المتظاهرين.
ووثق النشطاء الاحتجاجات التي اندلعت في 19 ديسمبر، من خلال نشر الكثير من صور الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشدد البشير على أن الحوار والجلوس مع الشباب واجب كل مسؤول في الحكومة والمجتمع، لأن الشباب هم كل الحاضر ونصف المستقبل.
وأضاف: «الشباب هم رصيدنا ورأس مالنا، لذلك توسعنا في التعليم»، ممتدحاً دور الشباب في الجهاد وتقديمهم الشهيد تلو الشهيد.
وقال البشير إن «الأزمة التي تمر بها البلاد ليست سهلة، ولكنها ليست مستحيلة»، مشيراً إلى أن الأزمة لها أسباب داخلية وخارجية، متعهداً بالاجتهاد من أجل تجاوزها.
وأشار إلى أن «أهل كسلا أصحاب كرم ومبادرة وقاموا بإيواء حتى الأعداء في الفترات السابقة، لأن الشعب السوداني جبل على الكرم وإغاثة الضعيف»، لافتاً إلى أن كسلا أفسدت كل المؤامرات التي حاولت تركيع أهلها.
وكان البشير وصل صباح أمس الى ولاية كسلا في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً، حسبما أفادت وكالة الأنباء السودانية (سونا).
ومع دعوة تجمع المهنيين، أمس، كل مدن السودان إلى المشاركة في ما سمّي «موكب الزحف الكبير» في اطار الاحتجاجات والمسيرات المطالبة بتنحي البشير، أكدت القوات المسلحة السودانية وقوفها ضد ما اعتبرتها مخططات لإسقاط دولة السودان، عبر استغلال الأزمة الاقتصادية من خلال استمرار الاحتجاجات المطالبة بتنحي رئيس البلاد.
وقال وزير الدفاع السوداني، الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف، في كلمة ألقاها أمام ضباط أكاديمية نميري العسكرية العليا، إن «القوات المسلحة تعي تماماً كل المخططات والسيناريوهات التي تم إعدادها لاستغلال الظروف الاقتصادية الراهنة ضد أمن البلاد عبر ما يسمى بالانتفاضة المحمية، وتدرك سعي البعض لاستفزاز القوات المسلحة وسوقها نحو سلوك غير منطقي ولا يليق بمكانتها وتاريخها».
من جهته، شدد رئيس الأركان المشتركة، الفريق أول كمال عبدالمعروف الماحي، على أن قوات بلاده المسلحة «لن تسمح بسقوط الدولة السودانية أو انزلاقها نحو المجهول»، مشيراً إلى التضحيات الكبيرة التي قدمها الجيش لتحقيق الأمن والاستقرار.
وتعهد الماحي بأن تتصدى القوات المسلحة «بالقانون والملاحقة القضائية لكل الألسن والأصوات المشروخة والأقلام المأجورة التي أساءت إليها»، وجزم «بأن القوات المسلحة لن تسلم البلاد إلى شذاذ الآفاق من قيادات التمرد المندحرة ووكلاء المنظمات المشبوهة بالخارج، ولن تتوانى في التصدي لهم مهما كلفها الأمر من تضحيات، حفاظاً على أمن الوطن وسلامة المواطنين».
يذكر أن السودان يشهد منذ 19 ديسمبر الماضي احتجاجات واسعة في عدد من مدنه، بينها العاصمة الخرطوم في ظل تدهور مستوى المعيشة. وأسفرت الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن، حسب الإحصائية الرسمية، عن مقتل نحو 30 متظاهراً منذ اندلاع الاحتجاجات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news