إيران تهاجم مؤتمر «وارسو».. وتحذير أميركي من الالتفاف على عقوبات طهران
هاجمت إيران مؤتمر وارسو الذي سيعقد في بولندا، الأربعاء والخميس المقبلين، وسيكون على رأس مناقشاته الملف النووي الإيراني، ووصفته بأنه «محكوم عليه بالفشل قبل انعقاده»، فيما حذر دبلوماسي أميركي رفيع الاتحاد الأوروبي من الالتفاف على العقوبات المفروضة على إيران.
وتفصيلاً، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن «مؤتمر وارسو محكوم عليه بالفشل قبل انعقاده»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة تخلت عن أهدافها المناهضة لإيران من اجتماع وارسو، وتحاول التعويض عن الأجواء التي تشكلت ضدها بشكل ما، يبدو أن الاجتماع لن يعقد بالشكل الذي أرادت له الولايات المتحدة أن يعقد به».
أضاف: «جميع المؤشرات تظهر أنهم لم يحققوا أهدافهم الأولية من هذا الاجتماع»، لافتاً إلى أنه لم تتم دعوة أي من المسؤولين الإيرانيين لحضور الاجتماع.
وكانت وزارتا الخارجية الأميركية والبولندية أعلنتا، في بيان مشترك، عن عقد المؤتمر الوزاري «لبحث مستقبل الشرق الأوسط والأوضاع الأمنية بالمنطقة»، وذلك يومي 13 و14 من الشهر الجاري، وصرح وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، لاحقاً بأن «قمة بولندا ستتطرق لملفات عدة، على رأسها الملف الإيراني».
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، عزمه المشاركة في مؤتمر وارسو، وأكد أن إيران ستكون الملف الأبرز على جدول الأعمال، وسيناقش المؤتمر كيف يمكن منع طهران من الحصول على أسلحة نووية.
وقال نتنياهو، في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته، إنه سيلتقي نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، ومايك بومبيو، وغيرهما من كبار المسؤولين، على هامش المؤتمر.
في سياق متصل، قال سفير الولايات المتحدة لدى ألمانيا، ريتشارد غرينيل، في تصريح لصحيفة «فيلت آم زونتاج»، إن آلية الاتحاد الأوروبي الرامية إلى المساعدة في تسهيل التجارة مع إيران، والالتفاف على العقوبات الأميركية، تمثل عدم احترام لسياسات واشنطن ومساراً غير ملائم للعمل.
أضاف غرينيل أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يستخدم العقوبات لإجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات، ومنعها من تطوير أسلحة نووية، ومن تطوير برنامجها الصاروخي، واصفاً التحرك الأوروبي بأنه «تحد سافر»، وشدد على أن «الالتفاف على العقوبات الأميركية ليس أمراً حكيماً».
أضاف: «بشكل عام، أعتقد أن الأميركيين والأوروبيين لديهم الأهداف نفسها في ما يتعلق بإيران، وبينما نتفق على الأهداف، فإننا نختلف في التكتيكات التي يتم اتخاذها لتحقيق هذه الأهداف».
وكانت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أطلقت الآلية المعروفة باسم «إنستكس» في نهاية يناير الماضي، في مسعى للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، الموقع في عام 2015، الذي وضع بالفعل قيوداً على قدرة طهران على تطوير أسلحة نووية، وتتيح آلية «إنستكس» التجارة دون معاملات مالية مباشرة، فعلى سبيل المثال، يمكن لإيران تسليم النفط أو منتجات أخرى إلى أوروبا، وبدلاً من دفع الأموال إلى البنوك الإيرانية، ستذهب الأموال إلى الشركات الأوروبية التي تبيع الدواء أو الغذاء إلى إيران.
وتعهدت الولايات المتحدة، قبل يومين، بمواصلة الضغط «دون هوادة» على إيران، لردع برنامجها الصاروخي، في أعقاب كشف إيران عن سلاح باليستي جديد، بعد أيام على تجربة صاروخ عابر. وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، روبرت بالادينو، في بيان، إن «تجاهل إيران الصارخ للأعراف الدولية، ينبغي التصدي له، ويتعين علينا إعادة قيود دولية أكثر صرامة، لردع برنامج إيران الصاروخي».
وفي منتصف الأسبوع الماضي، تطرق ترامب في خطاب حالة الاتحاد أمام أعضاء الكونغرس إلى الجهود الأميركية لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، وقال: «إيران دكتاتورية فاسدة، ولن تحصل على السلاح النووي، وواشنطن لن تغلق أعينها عن نظام ينادي بالموت لأميركا».
وجدّدت إيران، خلال الأسبوع الماضي، التمسك بتجاربها للصواريخ البالستية، ورفضت إجراء أي مفاوضات بشأنها، ووجهت العديد من الاتهامات للاتحاد الأوروبي، بعد إصداره بياناً يطالبها فيه بالتوقف عن التصرفات التي تزعزع استقرار المنطقة، ووصفت طهران الاتهامات الأوروبية لها بـ«الجوفاء والعقيمة»، كما ردت أيضاً على تصريحات الرئيس الأميركي بشأن مراقبة واشنطن لإيران، بأن تصريحات ترامب «لا تؤخذ على محمل الجد»، بحسب وصفها.
وأكدت إيران أنها ستواصل العمل لتحسين دقة صواريخها، لكنها لا تعتزم زيادة مدى تلك الصواريخ، كما استبقت مؤتمر وارسو بتنظيم معرض يضم صواريخ وآليات عسكرية حديثة، كما كشفت صوراً نشرتها لشركة Digital Globe الأميركية المعنية بصور الفضاء، محاولة إيران إطلاق إيران لقمر اصطناعي جديد، في الخامس من فبراير الجاري، على الرغم من الاعتراض الأميركي على برنامج الفضاء الخاص بطهران، الذي يساعدها على تطوير الصواريخ الباليستية.
ودعا قرار مجلس الأمن الدولي، الذي كرّس الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى الكبرى في عام 2015، طهران إلى الامتناع لمدة تصل إلى ثماني سنوات عن تطوير الصواريخ البالستية المصممة لحمل أسلحة نووية، لكن طهران تمضي في اختباراتها الصاروخية، وتزعم أن صواريخها غير قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، لكن القوى الغربية ترى أن التجارب الصاروخية الإيرانية عامل يزعزع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ظريف: لم تتم دعوة أي مسؤول إيراني لحضور المؤتمر