البشير: 2019 عام إسكات البندقية في السودان
أعلن الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، أن العام الجاري هو عام السلام وإسكات البندقية في السودان بشكل نهائي، وذلك بعد أن شهدت العاصمة الخرطوم غلياناً ليلياً، أول من أمس، قوبل بحملة اعتقالات طالت عدداً من المهنيين الذين تظاهروا أمام مراكز عملهم أو نقاباتهم ككوادر طبية وأساتذة من جامعة الخرطوم وآخرين إعلاميين تم الإفراج عنهم بعد ساعات من اعتقالهم.
وفي التفاصيل، قال البشير، لدى مخاطبته بالخرطوم، أمس، قوات الدفاع الشعبي، إن «عملية السلام تحتاج لجهاد»، داعياً قوات الدفاع الشعبي إلى تحويل مهامها من القتال في مناطق العمليات إلى العمل على تثبيت السلام والانتقال لمسارح العمليات المختلفة لإقناع المتمردين بجدوى السلام وتحقيقه.
وأضاف البشير أن «الجهاد الذي أقرته الحكومة أيام الحرب في جنوب السودان وقبل انفصاله، كان بهدف تحقيق السلام وليس من أجل التقتيل والانتصار على الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق وقتها».
ودعا البشير لـ«نفرة تستهدف الشباب السوداني، للتواصل والاعتناء والاهتمام بهم للحد من استغلالهم»، قائلاً: «لابد أن نستخدم الوسائط ذاتها التي تستخدم للهدم والبناء».
وكان البشير أعلن في يناير الماضي وقفاً مفتوحاً لإطلاق النار بمسارح العمليات المختلفة في السودان لحين تحقيق السلام.
وتجدر الإشارة إلى أن الخرطوم شهدت، أول من أمس، حملة اعتقالات طالت عدداً من المهنيين وأساتذة من جامعة الخرطوم وآخرين إعلاميين تم الإفراج عنهم بعد اعتقالهم لساعات.
وكان أطباء مستشفى مدني العام بولاية الجزيرة وسط السودان هددوا بالتوقف عن العمل، الليلة قبل الماضية، ما لم تطلق السلطات الأمنية في الولاية سراح اثنين من زملائهم الأطباء، كانا قد اعتقلا عقب الوقفة الاحتجاجية داخل المستشفى.
إلى ذلك، أفاد نشطاء سودانيون بأن ساعات ليلة الأربعاء لم تكن هادئة، إذ نشرت السلطات عناصر من قوات الأمن قرب جامعة الخرطوم واعتقلت 14 أستاذاً جامعياً ومحاضراً كانوا يعتزمون المشاركة في وقفة احتجاجية.
وكان تجمع المهنيين السودانيين، وهو «تجمع نقابي غير رسمي»، دعا الفئات المهنية لتنفيذ وقفات احتجاجية، أول من أمس، داخل مقارها، ضمن خطط التجمع للضغط على الحكومة في الخرطوم.
في السياق نفسه، أعلن التجمع عن عقده مؤتمراً صحافياً، أمس، في مقر حزب الأمة، مجدداً الدعوة إلى تظاهرة جديدة اليوم.
وقال في بيان نشر الليلة قبل الماضية: «نؤمن على قيام مؤتمرنا الصحافي بدار حزب الأمة، ونؤكد حضورنا جميعاً في موكب الخميس وفاءً لضحايا الحروب والانتهاكات (اليوم) الخميس الواحدة ظهراً بتوقيت الثورة في موكب السوق العربي، ومواكب المدن بالداخل والخارج».
يذكر أن التظاهرات كانت انطلقت في 19 ديسمبر احتجاجاً على الأوضاع المعيشية واعتراضاً على رفع سعر الخبز ثلاثة أضعاف، إلا أنها تحولت إلى مطالب سياسية برحيل النظام والحكومة، في حين أكد الرئيس السوداني أن السبيل الوحيد للتغيير هو عبر الانتخابات، كما شدد الجيش مراراً على أنه لن يسمح بانزلاق البلاد إلى الفوضى.