السيسي يدعو العرب وأوروبا إلى الوقوف معاً ضد وباء الإرهاب
ترأس صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وفد الدولة إلى أعمال القمة العربية الأوروبية التي انطلقت أمس، في مدينة شرم الشيخ المصرية بكلمة افتتاحية للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، رئيس القمة، والتي دعا فيها الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق على «مقاربة شاملة» لمكافحة الإرهاب، مضيفاً: «نحن في أمس الحاجة إلى الوقوف صفاً واحداً ضد وباء الإرهاب».
وفي التفاصيل، أطلق الرئيس السيسي مؤتمر قمة الجامعة العربية-الاتحاد الأوروبي، أمس، الذي تنتهي أعماله اليوم، تحت شعار «في استقرارنا نستثمر»، في حضور أكثر من 40 رئيس دولة ورئيس حكومة من الجانبين توافدوا تباعاً على منتجع شرم الشيخ، أمس، حيث يمثل المشاركون 12% من إجمالي سكان العالم.
واعتبر السيسي في كلمته الافتتاحية، أن انعقاد هذه القمة الأولى من نوعها «ومستوى الحضور الرفيع» فيها هو «خير دليل على أن ما يجمع المنطقتين، العربية والأوروبية، يفوق بما لا يقاس ما يفرقهما».
ودعا الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق على «مقاربة شاملة» لمكافحة الإرهاب، مضيفاً: «نحن في أمس الحاجة إلى الوقوف صفاً واحداً ضد وباء الإرهاب».
وقال الرئيس المصري «أتساءل ألم يحن الوقت للاتفاق على مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب»، واصفاً الإرهاب بأنه «تحدٍ مشترك».
وأكد أنه يجب التوصل لمقاربة شاملة لمواجهة الإرهاب عبر منع التمويل ورفض الإيديولوجيا، وأضاف: «خطر الإرهاب بات يستشري في العالم كله، سواء من خلال انتقال العناصر المتطرفة أو باتخاذ بعض الدول ملاذاً آمناً».
وشدّد السيسي على أن انعقاد القمة العربية الأوروبية يعكس أن ما يجمع الطرفين يفوق ما يفرقهما، لافتاً إلى أن «تفاقم ظاهرة الهجرة وتنامي الإرهاب أبرز التحديات الأمنية»، وأن التعاون الأوروبي العربي ضروري للحد من الهجرة غير الشرعية.
وخلال كلمته، قال السيسي: «ترك النزاعات في سورية وليبيا واليمن من دون تسوية سياسية يمثل تقصيراً ستسألنا عنه الأجيال الحالية والقادمة».
وعن فلسطين، ذكر السيسي: «القضية الفلسطينية قضية العرب، وهناك غياب في الرغبة السياسية للتوصل لتسوية سياسية شاملة».
من جانبه، أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أن ما يقوم به النظام الإيراني من دعم لميليشيات الحوثي وغيرها في المنطقة، وممارساته العدوانية وتدخلاته السافرة في شؤون الدول الأخرى، يتطلب موقفاً دولياً موحداً لحمله على الالتزام بقواعد حسن الجوار والقانون الدولي ووضع حد لبرنامجه النووي والباليستي.
وأضاف في كلمته في القمة، أن المملكة تؤكد أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن 2216، كما تؤكد أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل دعم الشرعية اليمنية وحمل الميليشيات الحوثية الإرهابية الانقلابية المدعومة من إيران على الانصياع لإرادة المجتمع الدولي.
وأشار إلى أن المملكة بذلت في سبيل إنجاح مشاورات السويد جهوداً كبيرة، وتدعو إلى متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تلك المشاورات بكل دقة وتحميل الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران المسؤولية عن الوضع القائم في اليمن.
وجدّد العاهل السعودي الدعوة للحل السياسي للأزمات التي تمر بها بعض دولنا العربية، وفقاً للمرجعيات الدولية في هذا الشأن، ومثمناً الجهود الأوروبية الداعمة لذلك.
وقال إن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية في القمة الأخيرة لقادة الدول العربية التي استضافتها المملكة والتي سميت بقمة القدس، أعدنا التأكيد على موقفنا الثابت تجاه استعادة كل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
كما قال خادم الحرمين إن المملكة عانت شأنها شأن الكثير من الدول الأخرى من الإرهاب، وقادت العديد من الجهود الدولية الرائدة لمحاربته على كل الأصعدة بما في ذلك تجفيف منابعه الفكرية والتمويلية، مؤكداً أهمية مواصلة العمل المشترك في محاربة الإرهاب وغسل الأموال بلا هوادة ولا تساهل.
وقال العاهل السعودي لقد قدمت المملكة مساعدات تتجاوز 35 مليار دولار لأكثر من 80 دولة في المجالات الإنسانية والخيرية والتنموية.
وعلى هامش القمة، قال دبلوماسي غربي، إن «القضايا الإقليمية والأمن والتنمية هي الموضوعات الثلاثة التي تهمّ الأوروبيين».
وفي تغريدة، قال الناطق باسم الاتحاد الأوروبي بريبن أمان، إن «الاتحاد الأوروبي هو بفارق كبير الشريك (التجاري) الأهم لدول الجامعة العربية»، موضحاً أن حجم هذه التجارة «يوازي التجارة مع الصين والولايات المتحدة وروسيا مجتمعة».
وأشارت الحكومة الألمانية، الجمعة الماضية، إلى أن «قوى دولية أخرى نشطة في المنطقة» مثل روسيا والصين على سبيل المثال، موضحة أنه «لذلك فمن المهم أن يكون الاتحاد الأوروبي موجوداً هناك فهم جيراننا الجنوبيون».
واعتبر مسؤول في الاتحاد الأوروبي، أن هذه القمة الأولى من نوعها بين الجامعة والاتحاد تزداد أهميتها مع خروج الولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط، فيما تقوم روسيا والصين بتوغلات فيها «ليست بالضرورة في صالحنا».
وأضاف مسؤول أوروبي آخر «لا نريد أن تملأ روسيا والصين هذا الفراغ (الذي ستتركه الولايات المتحدة)»، مشيراً إلى أن الأوروبيين يرون في هذه القمة فرصة للمحافظة على مصالحهم الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية.
وخلال اليوم الثاني والأخير للقمة اليوم، سيتم التركيز بشكل أكبر على الملفات الإقليمية ومن بينها اليمن وليبيا وسورية والنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
ومنذ السبت، بدأ السيسي في استقبال أول ضيوفه في منتجع شرم الشيخ، من بينهم العاهل السعودي الملك سلمان، والرئيس الروماني كلاوس ايهونيس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ومن بين القادة الأوروبيين القليلين الذين سيغيبون عن القمة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، وقادة ليتوانيا ولاتفيا. وسيمثل فرنسا وزير خارجيتها جان-إيف لودريان، فيما حضرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة للشؤون الدولية خالد الهباس، إن الجامعة تنتظر من هذه القمة «بداية جديدة».
من جهة أخرى، قال مصدر دبلوماسي غربي، إن هذه القمة «تعتبر نجاحاً لمصر التي توضح بتنظيمها هذه القمة أنها تعود إلى مقدمة الساحة الدبلوماسية».