الإمارات: خطوة الإدارة الأميركية تقوّض فرص التوصل إلى سلام شامل وعادل
تنديد دولي واسع بإعلان واشنطن سيادة الاحتلال الإسرائيلي على الجولان
تواصلت ردود الأفعال الدولية المنددة بقرار الإدارة الأميركية، بشأن الاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على هضبة الجولان السورية، فيما شهدت مختلف المناطق داخل سورية تظاهرات واعتصامات واسعة رفضاً للخطوة الأميركية.
وتفصيلاً، أعربت دولة الإمارات عن أسفها واستنكارها الشديدين لقرار الإدارة الأميركية بشأن الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة، وأشارت إلى أن هذه الخطوة تقوض فرص التوصل إلى سلام شامل وعادل في المنطقة، وأكدت على عدم إمكانية تحقيق الاستقرار والسلام طالما تواصل إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي على قرارات مجلس الأمن رقم (242) لعام 1967، و(497) لعام 1981، والمبادئ المنصوص عليها في مبادرة السلام العربية والمتعلقة بالانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري، مشددة على أن الجولان أرض سورية عربية محتلة، وأن قرار الإدارة الأميركية لا يغير هذا الواقع.
وأعلنت المملكة العربية السعودية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية «واس»، رفضها التام واستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأميركية، وأكدت المملكة موقفها الثابت والمبدئي من هضبة الجولان، وأنها أرض عربية سورية محتلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة، وأن محاولات فرض الأمر الواقع لا تغير في الحقائق شيئاً، وأن إعلان الإدارة الأميركية هو مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، وللقرارات الدولية ذات الصلة، ودعت المملكة كل الأطراف إلى احترام مقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وأعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية، عن أسف دولة الكويت واستيائها من القرار الأميركي، وأوضح المصدر في بيان لوزارة الخارجية، أن هذا القرار يخالف القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مؤكداً أن مثل هذه القرارات تمثل تقويضاً لعملية السلام الشامل في الشرق الأوسط، وتهديداً للأمن والاستقرار فيه، وشدد على موقف دولة الكويت الداعي للحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية، والمستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين.
وأعربت وزارة خارجية مملكة البحرين، عن أسفها للإعلان الأميركي، وقالت إن تلك الخطوة من شأنها تعطيل الجهود الهادفة للتوصل لسلام دائم ومستقر في منطقة الشرق الأوسط، وأكدت موقف مملكة البحرين الثابت باعتبار هضبة الجولان أراض عربية سورية محتلة من قبل إسرائيل في يونيو 1967، وطالبت بضرورة تضافر كل الجهود من أجل إنهاء احتلال إسرائيل لهضبة الجولان، والانسحاب من كل الأراضي العربية التي احتلتها لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الإعلان الأميركي بشأن الجولان المُحتل، واعتبرته «تمادياً في انقلاب الإدارة الأميركية على مواقف وسياسة الإدارات السابقة، وعدواناً صريحاً على الحقوق العربية، وانتهاكاً صارخاً للشرعية الدولية وقراراتها».
وأكد رئيس البرلمان العربي، الدكتور مشعل بن فهم السلمي، رفضه القاطع لقرار الرئيس الأميركي بشأن الجولان، وقال إن «الإعلان ضرب بعرض الحائط قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن الدولي، ويُعدُ باطلاً ولا يترتب عليه أي أثر قانونيّ، وهو خرق صارخ للقانون الدولي وانتهاك خطير للاتفاقات الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ويُهدد النظام الدولي ويهز أركانه وثوابته، باعتباره تحدياً خطيراً وغير مسبوق لإرادة كل دول العالم، وتكريساً للاستيلاء على الأرض بالقوة والاحتلال البغيض، ويزيد من الاحتقان والتوتر وعدم الاستقرار، ويُعرض السلم والأمن في المنطقة والعالم لخطر داهم».
واعتبر رئيس البرلمان العربي، أن القرار «يُعد امتداداً لوعد بلفور المشؤوم الذي أعطى بموجبه من لا يملك أرضاً لمن لا يستحق عندما تم التأسيس لقيام الكيان الاسرائيلي على أرض فلسطين التاريخية»، وجدد دعوة المجتمع الدولي للتمسك بقرارات الشرعية الدولية باعتبار الجولان السوري أرضاً محتلة.
وفي موسكو، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن موسكو «تأسف لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، والذي سيكون له نتائج وانعكاسات سلبية»، مضيفاً أن «الخطوة الأميركية انتهاك صارخ للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي».
وتابع: «من الواضح أن مثل هذا القرار له عواقب سلبية في ما يتعلق بالتسوية السياسية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تأثيره على الوضع السياسي في سورية، وهذه الخطوة من قبل واشنطن تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ونحن آسفون للغاية في هذا الصدد».
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون، خلال تواجده في موسكو، إن «الأمة العربية تعيش يوماً أسود بسبب قرار ترامب»، محذراً من أن ذلك قد ينطوي على تصعيد حدة التوتر في المنطقة.
إلى ذلك، نظم السوريون وقفات احتجاجية واعتصامات في مناطق متفرقة داخل سورية، تنديداً بالإعلان الأميركي حول الجولان، وتأكيداً على هويته الوطنية وعودته للوطن الأم، وشملت الوقفات الاحتجاجية مناطق عدة في حمص والسويداء ودرعا والحسكة والقامشلي وحماة والقنيطرة وحلب واللاذقية، وبثّ التلفزيون السوري الرسمي مشاهد مباشرة تظهر تجمعات شعبية وإعلامية وحقوقية في دمشق، وحمل المتظاهرون لافتات كتبوا عليها شعارات عدة بينها «الجولان أرض سورية»، و«لا تنازل لا استسلام».
• تظاهرات واعتصامات سورية ترفع شعار «لا تنازل ولا استسلام» تنديداً بالقرار الأميركي.
• الرئاسة الروسية: القرار الأميركي انتهاك صارخ للقوانين الدولية وسيكون له نتائج سلبية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news