3 شهداء و300 مصاب بالرصاص والغاز في «مليونية الأرض والعودة»
استشهد ثلاثة فلسطينيين، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، أمس، خلال المسيرات التي دعت لها الهيئة العليا لمسيرات العودة، تحت مسمى «مليونية الأرض والعودة»، تزامناً مع حلول الذكرى الأولى لـ«مسيرة العودة الكبرى»، و«يوم الأرض»، فيما أصيب 300 شخص بالرصاص الحي والمطاطي والاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع الاحتلال للمسيرات في القطاع، وجنوب نابلس شمال الضفة، ومدينة البيرة وسط الضفة، وفي مواجهات وسط الخليل.وتفصيلاً، ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة اعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين، أمس، بلغت ثلاثة شهداء، هم: محمد جهاد سعد (20 عاماً)، وأدهم نضال صقر عمارة (17 عاماً)، وتامر هاشم أبوالخير (17 عاماً)، إضافة إلى 300 مصاب، بينهم 65 بالرصاص الحي، و10 حالات خطرة، فيما أصيب الآخرون بالرصاص المطاطي وحالات اختناق.
واحتشدت قوات الاحتلال في محيط القطاع، قبيل انطلاق المسيرات التي شارك فيها آلاف الفلسطينيين، وأطلقت الرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز على المتظاهرين، الذين انطلقوا من مختلف مدن ومخيمات غزة، صوب المخيمات الخمسة المقامة على طول الشريط الحدودي، شرق ووسط وشمال القطاع.
وأصيب ثلاثة شبان، ظهر أمس، بأعيرة معدنية مغلفة بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق، خلال قمع الاحتلال مسيرة سلمية على المدخل الشمالي لمدينة البيرة، كما اعتدى جنود الاحتلال على الطواقم الصحافية، وأطلقوا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة، خلال مواجهات اندلعت بينهم وبين عشرات الشبان، في منطقة باب الزاوية وسط الخليل، ما تسبب بإصابة عدد من الفلسطينيين بالاختناق.
وفي نابلس، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية، نظمت احتجاجاً على استهداف الطواقم الطبية والمسعفين بالقرب من حاجز حوارة جنوباً، حيث استهدف الاحتلال المشاركين في المسيرة بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد من المشاركين بحالة اختناق.
إلى ذلك.. توجه الوفد الأمني المصري، الذي يوجد في غزة منذ يومين، إلى مخيم العودة شرق غزة، للاطلاع عن كثب على تطورات الأوضاع في ظل توسطه لتعزيز تفاهمات التهدئة، فيما حذر جيش الاحتلال - في بيانات متتالية له - الفلسطينيين من الاقتراب من السياج الفاصل، ونشر صوراً لتعزيزات عسكرية له قرب السياج الفاصل تشمل مدرعات ودبابات وعشرات القناصة.وعمّ إضراب شامل قطاع غزة، تضمن تعطيل المدارس وعمل المؤسسات الرسمية والخاصة وإغلاق المحال التجارية، بمناسبة حلول ذكرى يوم الأرض، وتمت الدعوة بكثافة - عبر مكبرات المساجد وسيارات متنقلة - إلى للمشاركة في أكبر حشد شعبي.واستشهد نحو 270 فلسطينياً، وجرح أكثر من 30 ألفاً آخرين، منذ انطلاق مسيرات العودة قبل عام، للمطالبة برفع الحصار الأمني المفروض على قطاع غزة، وكذلك بحق عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم التي أجبروا على تركها، منذ تأسيس دولة الاحتلال عام 1948.
وفي القدس، انطلقت، أمس، فعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض من قرية قلنديا شمال القدس المحتلة، بمسيرة حاشدة توجهت من أمام المجلس القروي باتجاه الأراضي المستهدفة بالهدم والاستيلاء شرق القرية، بمشاركة رسمية وشعبية حاشدة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبويوسف، في كلمة له خلال المسيرة: «ارتأينا إطلاق فعاليات إحياء يوم الأرض من هذه القرية للفت الأنظار لما تتعرض له من عمليات مصادرة، وهدم وترحيل متواصلة؛ فهي نموذج صارخ لما تتعرض له الأرض الفلسطينية من استباحة من قبل الاحتلال الإسرائيلي».
وأضاف: «نقول للاحتلال من هنا، من مشارف العاصمة المحتلة: أنتم تهدمون ونحن نبني، أنتم تحاولون اقتلاعنا، ونحن سنظل نزرع، وسنبقى متجذرين في أرضنا». وأشار رئيس مجلس قروي قلنديا، رأفت عوض الله، إلى أن القرية تعيش أوضاعاً صعبة، في ظل ما يتعرض له مواطنوها من إجراءات ظالمة واستيلاء على أراضيهم، وهدم منازلهم ومنشآتهم، كان أبرزها ما جرى من مجزرة هدم نهاية يونيو عام 2016، عندما هدمت سلطات الاحتلال في ليلة واحدة 11 بناية سكنية بادعاء أن البناء غير مرخص، واختتمت المسيرة بزراعة شتلات الزيتون في الأراضي المهددة، ورفع أعلام فلسطين على الجدار العنصري، حيث خط النشطاء عليه عبارات وطنية تؤكد التمسك بالأرض الفلسطينية، والمقاومة الشعبية، وعروبة الجولان السوري المحتل.