«الجمعة السابعة» في الجزائر تتجاوز بوتفليقة إلى «رموز النظام»
يستعد معارضون جزائريون للخروج مرة أخرى إلى الشوارع، اليوم الجمعة، لمواصلة الاحتجاج على «رموز النظام»، بهدف إخراجهم من المشهد السياسي الجزائري، بعد أن نجحوا في الضغط على الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لتقديم استقالته.
ويتوقع أن يخرج الجزائريون، اليوم، بأعداد غفيرة للضغط على «حاشية بوتفليقة» والمحيطين به، من أجل حثهم على الانسحاب ومغادرة مقاعدهم.
وأنهى بوتفليقة حكمه بالاستقالة، الثلاثاء الماضي، عقب ضغط من الجيش، ومن حراك الشارع الجزائري، إثر مسيرات بدأت قبل ستة أسابيع.
وساد الهدوء شوارع الجزائر، أول من أمس، لكن مراقبين يرون أن الاختبار التالي يلوح في الأفق، اليوم، وهو اليوم الأسبوعي الذي تُنظم فيه الاحتجاجات الأسبوعية الحاشدة منذ 22 فبراير الماضي.
وسيشدّد الجزائريون، في احتجاجات «الجمعة السابعة»، على رفض رئيس جديد من «النظام»، وهو لقب مؤسسة الحكم الراسخة من قدامى المحاربين وأقطاب الأعمال، وأعضاء حزب جبهة التحرير الحاكم.
وكان مصطفى بوشاشي المحامي وأحد زعماء الاحتجاجات قال لـ«رويترز» «المهم بالنسبة لنا هو أن الاحتجاجات السلمية ستستمر».
فيما ذكر علي بن فليس، وهو زعيم سابق لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، أن شخصيات بارزة أخرى ينبغي أن تستقيل أيضاً، ذكر منها رئيس مجلس الأمة، عبدالقادر بن صالح، الذي سيتولى مهام بوتفليقة لمدة 90 يوماً، ونور الدين بدوي، رئيس حكومة تصريف الأعمال ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز.
كما يطالب شباب الجزائر، خلال تظاهراتهم، بتحسين أوضاعهم الاقتصادية، وخلق فرص للشغل، في بلد فيه واحد من كل أربعة ممن هم دون الـ30 عاطل عن العمل.
ودخل خطاب أئمة الجزائر بقوة على خط صوت الحراك الشعبي، في مرحلة أطلق عليها اسم «نهضة الوعي لمواجهة سلطة المظاهر والإشاعات»، حيث لم تعد السياسة ممنوعة على منابر المساجد، بعد أن أصبحت شأناً عاماً، وقضية شعب، حيث يرى هؤلاء أن للجزائريين الحق الدستوري والشرعية الدينية في إطار المحافظة على الممتلكات، للخروج إلى الشارع. وسيكون موضوع خطبة الجمعة، اليوم، وحسب ما أكده أئمة لوسائل الإعلام، حب الوطن والتضحية من الطرفين والتصدي للخطب الحزبية والخلافات الضيقة ودعوات التفرقة.