دول عربية وغربية تدعو إلى «ضبط النفس» وحل الخلافات سلمياً في ليبيا
أعرب العديد من الدول العربية والغربية، أمس، عن قلقها البالغ من التصعيد العسكري غرب ليبيا، أمس، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وحل الخلافات سلمياً، فيما أعلن الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، سيطرته على مناطق قصر بن غشير ووادي الربيع وسوق الخميس قرب العاصمة طرابلس، ودخلت من محاور عدة إلى العاصمة، وسيطرت على مطار طرابلس الدولي.
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، الأطراف الليبية كافة إلى ضبط النفس، والقيام على الفور بخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات والحشود العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي، باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، السفير محمود عفيفي، بأن أبوالغيط تابع بقلق بالغ التطورات الأخيرة، وما صاحبها من تجدد للقتال والاشتباكات المسلحة التي تشهدها الساحة الليبية، في الوقت الذي كان فيه المجتمع الدولي يركز جهوده على مرافقة الأشقاء الليبيين، من أجل الانخراط بجدية في العملية السياسية التي يرعاها المبعوث الأممي، غسان سلامة، لعقد الملتقى الوطني في غدامس، والتوصل إلى توافق وطني عريض لاستكمال المرحلة الانتقالية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن أبوالغيط شدد على أنه لا يوجد أي حل عسكري للوضع الليبي على النحو الذي أعادت القمة العربية الأخيرة في تونس التأكيد عليه، وطالب الأطراف كافة بالامتناع عن أية تصرفات تقود إلى إذكاء الصراع، أو تزيد من حالة الفرقة بين أبناء الشعب الليبي، والعودة إلى الحوار الهادف إلى التوصل لتسوية وطنية خالصة، لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها، عبر التوافق على الخطوات والاستحقاقات المتبقية لتوحيد مؤسسات الدولة، وإتمام عملية الانتقال الديمقراطي السلمي الذي ينشده الشعب الليبي.
كما دعت منظمة التعاون الإسلامي الأطراف الليبية إلى ضبط النفس، وحل الخلافات بالطرق السلمية.
ودعت المنظمة، التي مقرها جدة غرب السعودية، في بيان لها أمس «جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب أي تصعيدٍ مسلح قد يؤدي إلى فوضى عارمة تهدد الأمن والسلم، وتُجهض عملية المصالحة الشاملة في البلاد».
وأكدت المنظمة «مساندتها لجهود الأمم المتحدة التي تهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة هناك، وذلك من خلال تشجيع الحوار الوطني الليبي، بهدف التوصل إلى التسوية السلمية الشاملة».
وقالت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية إنها «تشعر ببالغ القلق من الاشتباكات التي اندلعت في عددٍ من المناطق الليبية»، وناشدت جميع الأطراف ضبط النفس ووقف التصعيد.
كما أكد البيان على موقف مصر الثابت والقائم على دعم جهود الأمم المتحدة والتمسُّك بالحل السياسي كخيار وحيد للحفاظ على ليبيا، وضمان سلامة ووحدة أراضيها، وحماية مقدرات شعبها وثرواتها من أي سوء، مع التأكيد على ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب واجتثاثه من كل الأراضي الليبية.
من جانبها، عبّرت تونس عن «قلقها العميق» من التطورات الأخيرة، وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان الجمعة «تتابع تونس بانشغال بالغ التطورات الخطرة للأوضاع في ليبيا، وتعرب عن قلقها العميق لما آلت إليه الأحداث في هذا البلد الشقيق».
وقالت وزارة الدفاع التونسية، أمس، إنها عززت من احتياطاتها العسكرية على الحدود مع ليبيا، تحسباً لتطور الأوضاع في هذا البلد.
وأكدت المملكة الأردنية الهاشمية، أمس، ضرورة وقف التصعيد في ليبيا، داعية إلى التهدئة وضبط النفس.
وشددت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، على أهمية اعتماد الحل السياسي سبيلاً لتجاوز الأزمة، وضمان أمن ليبيا واستقرارها، والحفاظ على وحدة أراضيها، وتكاتف الجهود لتخليصها من الإرهاب.
بدورها، قالت روسيا إن «الأمر الأكثر أهمية هو ألا يؤدي أي عمل إلى حمام دم جديد»، بحسب الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.
وأضافت «نرى أن مواصلة كل الجهود الممكنة من أجل حل تام للوضع بوسائل سياسية وسلمية هو أمر لا غنى عنه».
من جهتها، دعت بريطانيا إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن حول ليبيا.
وعبرت، الليلة قبل الماضية، كل من الإمارات وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة عن قلقها بشأن اندلاع القتال حول مدينة غريان الليبية، وحثت جميع الأطراف على وقف التصعيد على الفور.
وقال مسؤول ليبي إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، التقى، أمس، في بنغازي، المشير خليفة حفتر، وذلك بعد ساعات من إعلانه شن عملية لتحرير طرابلس من سيطرة الميليشيات.
وقال غوتيريس في تغريدة إنه يغادر ليبيا وهو «مفطور القلب، ويشعر بقلق شديد». وأضاف «مازال يحدوني الأمل في إمكانية تجنب مواجهة دامية في طرابلس وحولها».
وأبلغ حفتر غوتيريس بأن العملية نحو طرابلس مستمرة، حتى القضاء على الإرهاب.