الشرطة تطلق الغاز المسيل.. والمعارضة تدعو إلى اعتصام مفتوح أمام مقر البشير
تظاهرات ضخمة أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم للمرة الأولى منذ الاحتجاجات
خرج آلاف المتظاهرين السودانيين، أمس، إلى شوارع الخرطوم، حيث وصل العديد منهم إلى مقر القيادة العامة للجيش للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات الدامية في ديسمبر ضد حكم الرئيس عمر البشير، في حين دعا تجمع المهنيين السودانيين والقوى المتحالفة معه إلى اعتصام مفتوح أمام مبنى القيادة العامة للجيش في قلب العاصمة، اعتباراً من السبت حتى إسقاط النظام، مشدداً على ضرورة إغلاق المتظاهرين للمداخل والمخارج المؤدية إلى القيادة.
تفصيلاً، خرج المحتجون في أنحاء شوارع العاصمة، استجابة لدعوة منظمي التظاهرات للتحرك نحو مقر القيادة العامة للجيش، وفيها أيضاً مقر إقامة البشير.
وهتف المتظاهرون «حرية، سلام، وعدالة،» لدى سيرهم في أنحاء الخرطوم، ووصولهم إلى مقر الجيش في العاصمة، حيث مبنى وزارة الدفاع، بسحب الشهود.
وقال شهود إن آلاف المتظاهرين السودانيين المطالبين بتنحي البشير تجمعوا بالقرب من مقر إقامته، في أكبر حشد منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في ديسمبر.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع، وضربت واعتقلت بعض المحتجين، لوقف الحشود القادمة من ثلاثة اتجاهات على الأقل صوب المجمع الرئاسي، الذي يضم أيضاً وزارة الدفاع ومقار أجهزة الأمن.
لكن آلاف المتظاهرين الذين لوّح بعضهم بالأعلام السودانية، وحملوا لافتات تطالب البشير بالتنحي، تمكنوا من الوصول إلى بوابات المجمع، حيث وقفت القوات الحكومية للحراسة دون أن تصدهم.
من جانبه، أغلق الجيش الشوارع الرئيسة المؤدية إلى القيادة العامة، وطلب الجيش من الشرطة عدم إطلاق الغاز المسيل للدموع، ودعا المحتجين إلى المغادرة من دون أي استخدام للعنف.
كما سارع الجيش إلى إسعاف محتجين تعرضوا للاختناق، من جراء إطلاق الغاز المسيل للدموع.
وقال شاهد من «رويترز» في المكان «هناك حشود على امتداد البصر»، مضيفاً أن التظاهرة هي أكبر حشد منذ بدء الاحتجاجات في 19 ديسمبر. وفي مسيرة أخرى، خرجت في مدني (وسط البلاد)، وصل المتظاهرون كذلك إلى مبنى الجيش في المدينة، بحسب شهود. وخرجت تظاهرات واحتجاجات في مدن وولايات سودانية عدة، أمس، تزامناً مع الذكرى السنوية لانتفاضة عام 1985، التي أطاحت بنظام الرئيس جعفر النميري.
وقبل انطلاق المسيرات، انتشر عناصر الأمن بشكل واسع في ساحات الخرطوم الرئيسة، وفي أم درمان، على الضفة المقابلة من نهر النيل.
وقال شاهد عيان «كان هناك انتشار أمني كثيف في المكان، حيث كان المتظاهرون سيتجمعون من أجل المسيرة، لكنهم خرجوا رغم ذلك». وذكر شهود أن عناصر الأمن أمروا بإغلاق المحال التجارية والأسواق في وسط الخرطوم قبيل انطلاق التظاهرات. وأغلق الأمن السوداني مداخل رئيسة في شوارع العاصمة، وسمح بمرور قلة من العربات، كما تعامل الجيش بهدوء مع المحتجين الذين استقل بعضهم سيارات خاصة، ورفعوا علم السودان مرددين النشيد الوطني.
وقاد الحركة الاحتجاجية الحالية في البداية «تجمّع المهنيين السودانيين»، لكن أحزاباً سياسية عدة، بينها حزب الأمّة المعارض الأبرز رمت بثقلها لاحقاً. في الأثناء، دعا تجمع المهنيين السودانيين والقوى المتحالفة معه إلى اعتصام مفتوح أمام مبنى القيادة العامة للجيش، اعتباراً من أمس، وحتى إسقاط النظام في الخرطوم، مشدداً على ضرورة إغلاق المتظاهرين للمداخل والمخارج المؤدية إلى القيادة. وطالب التجمع وحلفاؤه في المعارضة الجيش السوداني بالانحياز للشعب السوداني، وسحب ثقته من الرئيس عمر البشير ونظامه الحاكم، والاضطلاع بمهامه الدستورية في حماية البلاد وشعبها. وقال التجمع وحلفاؤه، في بيان لهم أمس: «آن الأوان أن لا نعود حتى يتنحى البشير، وندعوكم ألّا تبارحوا ساحات شارع القيادة العامة، فقد حررتموها بعزيمتكم وصبركم وإرادتكم التي لا تلين». ودعا البيان السودانيين في الولايات المختلفة، إلى تنفيذ اعتصامات تزامناً مع اعتصام الخرطوم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news