المحتجون السودانيون يدعون إلى محادثات مع الجيش حول «انتقال سلمي للسلطة»
دعا «تحالف الحرية والتغيير»، المنظم للاحتجاجات في السودان، أمس، إلى «تواصل مباشر» مع قيادة القوات المسلحة، من أجل «تيسير عملية الانتقال السلمي للسلطة»، فيما أعلن مصدر طبي سوداني مقتل اثنين: أحدهما عنصر بالقوات المسلحة، أثناء تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن، أمام مقر وزارة الدفاع في العاصمة الخرطوم، بينما أوقفت السلطات السودانية 2496 مواطناً، خلال تظاهرات السبت، اليوم الذي شهد عودة التعبئة إلى حركة الاحتجاج ضد الرئيس عمر البشير، حسب ما أعلن وزير الداخلية بشارة جمعة.
وتضمن بيان «تحالف الحرية والتغيير»، الذي تلاه أحد قادة التحالف، عمر الدقير، خارج مبنى القيادة العامة للجيش، حيث يعتصم متظاهرون يطالبون برحيل الرئيس عمر البشير منذ ثلاثة أيام، دعوة القوات المسلحة لدعم خيار الشعب السوداني في التغيير والانتقال إلى حكم مدني ديمقراطي، عبر التواصل المباشر بين قوى إعلان الحرية والتغيير وقيادة القوات المسلحة.
وقال البيان «مطلب شعبنا بالتنحي الفوري لرئيس النظام وحكومته، دون قيدٍ أو شرط»، مشيراً إلى «تكوين مجلس من قوى إعلان الحرية والتغيير، وقوى الثورة التي تدعم الإعلان»، يتولى «مهام الاتصال السياسي مع القوات النظامية والقوى الفاعلة محلياً ودولياً، من أجل إكمال عملية الانتقال السياسي، وتسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية، متوافق عليها شعبياً ومعبرة عن قوى الثورة».
كما دعا التحالف الجيش السوداني «لدعم خيار الشعب السوداني في التغيير والانتقال إلى حكم مدني ديمقراطي، وسحب يده عن النظام الحالي الذي فقد أي مشروعية، وقطع الطريق أمام محاولاته البائسة لجر البلاد للعنف أو للالتفاف على مطالب الثورة وإعادة إنتاج نفسه. هذا الأمر يتم عبر التواصل المباشر بين قوى إعلان الحرية والتغيير وقيادة القوات المسلحة، لتيسير عملية الانتقال السلمي للسلطة للحكومة الانتقالية».
ودعا «المجتمع الإقليمي والدولي لدعم مطالب ثورة الشعب السوداني، والتأكيد على رغبتنا الجادة في بناء علاقات متوازنة، تقوم على احترام أسس الجوار، وتعمل على التعاون المشترك، من أجل مصلحة الشعوب وسلامها واستقرارها وازدهارها».
وفي تطور سريع للأحداث، أعلن مصدر طبي سوداني، أمس، مقتل اثنين: أحدهما عنصر بالقوات المسلحة، أثناء تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن، أمام مقر وزارة الدفاع في العاصمة الخرطوم.
وأوضحت لجنة أطباء السودان المركزية أن «سامي شيخ الدين، من منسوبي القوات المسلحة توفي متأثراً بجروحه، أثناء محاولته الدفاع عن المعتصمين بعد تبادل لإطلاق النار مع قوات أمنية».
وأضافت اللجنة في بيان «كما توفي المواطن إبراهيم عثمان (55 عاماً)، متأثراً بجروحه نتيجة تعرضه للضرب والتعذيب من قبل الأمن بضاحية جنوب الخرطوم».
وفي وقت سابق، أمس، قال «تجمع المهنيين السودانيين»، المنظم للتظاهرات، إن «وحدات وطنية من القوات المسلحة، قامت بحماية المتظاهرين المعتصمين أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم».
وأضاف التجمع في بيان أن «عشرات من قوات الأمن تتجمع بالقرب من قيادة الجيش، لفض الاعتصام، مستخدمة كل أنواع القمع». ووثق مقطع فيديو، نشرته صفحة على موقع «فيس بوك»، لحظة تدخل قوات تابعة للجيش، أول من أمس، لمنع قوات الأمن من فض الاعتصام، الذي ينفذه آلاف السودانيين أمام مقر وزارة الدفاع في العاصمة الخرطوم.
ويرصد الفيديو قوات الأمن وهي تطلق الغاز المسيل للدموع بكثافة، في محاولة لفض الاعتصام وتفريق المتظاهرين.
وبعدها بدقائق قليلة، وصلت عناصر تابعة الجيش إلى مكان الاعتصام، للتدخل وحث الأمن على الانسحاب، ووقف إطلاق الغاز المسيل للدموع.
في المقابل، قال وزير الداخلية أمام البرلمان إن 10 آلاف مواطن تجمعوا، السبت الماضي، أمام مقرّ القيادة العامة للجيش، مضيفاً «تمّ احتجاز 2496 مواطناً». وكان أشار في كلمته إلى مقتل سبعة أشخاص خلال هذه التظاهرات، وإصابة 15 آخرين بجروح، بالإضافة إلى إصابة 42 عنصراً من القوى الأمنية.
وصرح رئيس لجنة متابعة الأزمة، بحر إدريس أبوقردة، بأن الرئيس البشير أعطى توجيهاً «لجمع وتصنيف كل المبادرات المطروحة، والتعامل معها إيجاباً لصناعة التحول في المستقبل».
من جانبه، أكد النائب الأول للرئيس، وزير الدفاع، الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف، أن القوات المسلحة هي صمام أمان هذا البلد، ولن تفرط في أمنه ووحدته وقيادته.
جاء ذلك لدى مخاطبته اللقاء التنويري، الذي جمع قادة القوات المسلحة برتبة الفريق واللواء، صباح أمس، بوزارة الدفاع. وأوضح أن كل السودان بأبنائه ومقدراته أمانة في عنق القوات المسلحة، وأن التاريخ لن يغفر لقادتها إذا فرطوا في أمنه.
- وزير الدفاع أكد
أن الجيش لن يفرط
في أمن ووحدة
السودان وقيادته.