مواجهات وقتلى خلال محاولة تفريق اعتصام الخرطوم.. والجيش السوداني يحمي المتظاهرين
تصدت قوات من الجيش السوداني، فجر الثلاثاء، لمحاولات فض اعتصام لآلاف المتظاهرين السودانيين الذين احتشدوا بالقرب من مقرّ القيادة العامة للجيش في الخرطوم، عبر إطلاق قنابل الغاز والرصاص الحي.
ونقلت فرانس برس عن شهود وأحد المتظاهرين أنّ عناصر جهاز المخابرات الوطني وشرطة مكافحة الشغب هم من أطلقوا الغاز المسيل للدّموع لتفريق المتظاهرين الذين تجمّعوا لليلة الثالثة على التوالي، ولم يحددوا الجهة التي أطلقت النار.
وأكد تجمع المهنيين، الذي ينظم الاحتجاجات المعارضة للرئيس السوداني عمر البشير، إن القوات المسلحة تصدت للقوات المهاجمة للاعتصام وفتحت بوابات القيادة العامة لحماية المتظاهرين.
وأفاد شهود عيان بمقتل جنديين من الجيش السوداني وعنصر من قوات الأمن في الاشتباكات أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم.
وأكد شهود العيان أن الجيش يطوق سور القيادة العامة، بعد تبادل لإطلاق النار، كما شكل الجيش طوقاً حول المتظاهرين لحمايتهم، بعد توارد أنباء عن إصابات في صفوف المعتصمين أمام مقر القيادة العامة.
ونُقل عن تجمع المهنيين السودانيين أن الجيش فتح بوابات مقر القيادة لحماية المتظاهرين، مؤكداً "فشل محاولة لتفريق المعتصمين أمام مقر القيادة العامة
وطالب تجمع المهنيين المعتصمين بالبقاء أمام مقر قيادة الجيش السوداني بالخرطوم، والاحتماء في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة.
وأظهرت المشاهد التي نقلها متظاهرون من ساحة الاعتصام، عبر حساباتهم الخاصة بمواقع التواصل، تعالي أصوات كثيفة لإطلاق الرصاص، وقال المتظاهرون إنها بين مجموعة من الجيش التي تحاول صد هجمات القوات الأمنية، وقامت كذلك بفتح عدد من مباني القيادة العامة للسماح للمحتجين بالاحتماء داخلها.
وأصدرت قوى إعلان الحرية والتغيير بياناً صحافياً شمل تأكيد مطلب الشعب بالتنحي الفوري للرئيس السوداني عمر البشير، وتكوين مجلس من قوى إعلان الحرية والتغيير وقوى الثورة ليتولى مهام الاتصال السياسي مع القوات النظامية والقوى الفاعلة محلياً ودولياً، من أجل إكمال عملية الانتقال السياسي وتسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية متوافق عليها شعبياً ومعبرة عن قوى الثورة.
كما دعا البيان القوات المسلحة لدعم خيار الشعب السوداني في التغيير والانتقال إلى حكم مدني ديمقراطي، بالإضافة إلى دعوة المجتمع الإقليمي والدولي لدعم مطالب ثورة الشعب السوداني، مع التأكيد على الرغبة الجادة في بناء علاقات متوازنة تقوم على احترام أسس الجوار.
هذا وقد أعلن وزير الدفاع عن تقدير القوات المسلحة لأسباب الاحتجاجات وتطلعات الشعب، لكنها لن تسمح بالفوضى والانفلات الأمني.
من جهتها حذرت الخارجية الأميركية الحكومة السودانية من استخدام العنف ضد المعتصمين، وقالت "إن استخدمت الحكومة العنف فعلاقتنا بها ستتأثر".
وبدوره قال السفير البريطاني بالسودان إن الاحتجاج السلمي حق أساسي ويجب عدم استخدام القوة ضد المتظاهرين، لافتاً إلى أن العالم كله يراقب.
وتأتي هذه التطورات، بعد بيان أصدرته الهيئة التنسيقية العليا للحوار الوطني في السودان إثر اجتماع برئاسة البشير أكدت فيه علي ضرورة التمسك بالحوار كوسيلة لمعالجة قضايا البلاد كافة.
وأكدت الهيئة في اجتماعها مساء أمس بكامل عضويتها ضرورة المحافظة على استقرار البلاد وأمن المواطنين وممتلكاتهم وتجنيب البلاد الانزلاق نحو الفتن