الشرطة السودانية توجّه بعدم التعرّض للتجمعات.. والصادق المهدي يطالب بتنحي النظام ورئيسه
قتلى بهجوم على المعتصمين أمام قيادة الجيش في الخرطوم
أعلنت لجنة الأطباء المركزية في السودان ارتفاع عدد الأشخاص الذين سقطوا، أمس، في المواجهات أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم إلى سبعة، حيث يعتصم الآلاف منذ السبت الماضي، وفي حين قال زعيم حزب الأمة القومي المعارض، الصادق المهدي، إن نحو 20 شخصاً قتلوا، وأصيب العشرات في هجمات نفذت فجر كل يوم منذ السبت الماضي، مؤكداً أن الحل الأمثل يكمن بالاستجابة لمطالب الشعب بتنحي النظام ورئيسه، أصدرت الشرطة السودانية بياناً يؤكد ضرورة احترام التجمعات السلمية وعدم التعرض لها، بسبب محاولة الأمن فض اعتصام ضد الرئيس عمر البشير.
وتفصيلاً، أعلنت «لجنة أطباء السودان المركزية» ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم أجهزة النظام الأمنية على المعتصمين، أمام قيادة الجيش وسط الخرطوم، إلى سبعة قتلى بينهم ثلاثة من أفراد الجيش السوداني.
وقالت لجنة الأطباء، في بيان لها، إن أربعة سودانيين (ثلاثة من أفراد الجيش السوداني، وكادر طبي) توفوا صباح أمس برصاص القوة التي حاولت فض الاعتصام، واشتبكت مع قوة من الجيش السوداني.
وأفادت اللجنة، وهي تجمع نقابي غير رسمي، في وقت سابق، بمقتل شخصين جراء الاعتداء على المعتصمين أمام قيادة الجيش.
وكانت اشتباكات تجددت فجر أمس بين الجيش وأفراد من أجهزة أمنية، حاولت تفريق المعتصمين بالقوة، ونجح الجيش في السيطرة على الوضع وطرد القوة المهاجمة.
وذكرت اللجنة، الليلة قبل الماضية، أن ثلاثة متظاهرين لقوا حتفهم على خلفية اشتباك وقع بين قوات الأمن ومتظاهرين، بحي مايو جنوب العاصمة الخرطوم.
وكان وزير الداخلية السوداني، بشارة جمعة أرور، صرح بأن سبعة أشخاص لقوا حتفهم خلال تفريق احتجاجات، تخللتها أعمال عنف، في البلاد منذ السبت الماضي.
وتصدت قوات من الجيش السوداني، منذ صباح الإثنين، لمحاولات عدة قادها الأمن لتفريق المحتجين أمام مقر القيادة العامة للجيش، حيث أفاد شهود باندلاع مواجهات وتبادل لإطلاق الرصاص.
وقال الشهود إن قوات الأمن حاولت اقتحام الاعتصام بشاحنات صغيرة، في المحاولة الثانية لقوات الأمن لتفريق المتظاهرين، بعد محاولة أولى تدخلت على أثرها قوات من البحرية السودانية.
وطالب تجمع المهنيين السودانيين، الذي يقف وراء التظاهرات المناهضة للحكومة، المواطنين الذين وصفهم بـ«الثوار» إلى مواصلة اعتصامهم السلمي، مشيداً بقوات الجيش التي حمت المعتصمين.
كما دعا السودانيين «في كل مدن وقرى الأقاليم للخروج في مواكب كبيرة، والاعتصام أمام مقار قوات الشعب المسلحة في المدن المختلفة».
وتصاعدت الاحتجاجات، السبت، عندما نظم النشطاء مسيرة صوب مجمع في وسط العاصمة، يضم وزارة الدفاع وقيادة الجيش، وكذلك مقر إقامة الرئيس عمر البشير، والمقر الرئيس لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.
ومنذ السبت الذي اختاره الناشطون لمسيرتهم، كي تتزامن مع ذكرى ثورة شعبية في السادس من أبريل عام 1985، أجبرت الرئيس جعفر النميري على التنحي، يعتصم الآلاف خارج المقر.
وعلى أثر هذه التطورات، ترأس البشير، مساء الإثنين، اجتماعاً للمكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالمركز العام، حيث قال في ختام اللقاء إن حفظ الأمن والاستقرار أولوية.
وأضاف، وفق بيان نشرته وكالة أنباء السودان، أن «الشعب السوداني يستحق الطمأنينة»، قبل أن يؤكد أنهم «سيعبرون الأزمة أكثر قوة وتماسكاً»، مشيراً «لأهمية استخلاص العبر والدروس من هذا الابتلاء».
ونفى النائب الأول للرئيس السوداني، وزير الدفاع الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف، الأنباء عن نية البشير التنحي عن السلطة، مشدداً على أنه لن يسمح بإحداث فتنة بين أجهزة الأمن، كما لن يسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى.
من جهته، قال زعيم حزب الأمة القومي المعارض الرئيس بالسودان، الصادق المهدي، إن نحو 20 شخصاً قتلوا، وأصيب العشرات في هجمات نفذت فجر كل يوم منذ السبت الماضي على يد «مسلحين ملثمين»، على اعتصام أمام قيادة الجيش في الخرطوم.
ودعا المهدي، أيضاً، إلى «تسليم السلطة لقيادة عسكرية مختارة، مؤهلة للتفاوض مع ممثلي الشعب، لبناء النظام الجديد المؤهل لتحقيق السلام والديمقراطية».
وأكد الصادق المهدي أن الحل الأمثل يكمن بالاستجابة لمطالب الشعب، بتنحي النظام ورئيسه.
كما أشار المهدي إلى أن الأسرة الدولية تتطلع إلى الاستقرار والسلام في البلاد.
وأكد في معرض حديثه، إلى أن قوى المعارضة السودانية موحدة اليوم، وفي أفضل حالاتها.
وقال «لم تقدّم أية جهة أجنبية مساعدة للمحتجين».
في الأثناء، أصدرت الشرطة السودانية بياناً يؤكد ضرورة احترام التجمعات السلمية، بعدما شهدت العاصمة السودانية الخرطوم صباحاً مضطرباً، بسبب محاولة الأمن فض اعتصام ضد الرئيس البشير.
ونقلت وكالة أنباء السودان (سونا)، عن الناطق الرسمي باسم الشرطة، اللواء هاشم علي، قوله إن توجيهات صدرت لقوات الشرطة «بعدم التعرض للمواطنين والتجمعات السلمية».
وأورد البيان أن الشرطة ظلت تؤدي واجباتها في إطار القانون، وأضاف أنها أصدرت توجيهاتها للقوات بعدم التعرض للمواطنين والتجمعات السلمية في العاصمة والولايات كافة.
وأضاف أن التوجيهات تحث على حفظ الأرواح والممتلكات، ومنع الجريمة وتنظيم المرور وإجراءات السلامة العامة.
ودعت الشرطة السودانيين إلى التوحد، من أجل «توافق يعزز الانتقال السلمي للسلطة»، وناشدت «المواطنين مراعاة السلمية، والبعد عن التخريب».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news