بالصور.... ثلاثة عقود من حكم البشير تنتهي إلى "مكان آمن"
قادت المظاهرات الشعبية التي اندلعت ضد حكمه منذ ديسمبر الماضي، إلى نهاية حكم الرئيس السوداني عمر حسن البشير، الذي أعلن وزير دفاعه عوض بن عوف، اليوم، عزله واعتقاله في مكان آمن، بعد ثلاثة عقود من وصوله إلى الحكم عبر انقلاب عسكري.
ومنذ 19 ديسمبر الماضي خرج السودانيون في مظاهرات ضد الحكومة التي رفعت أسعار الخبز، لكن سرعان ما تحولت التظاهرات إلى احتجاجات تطالب بإزاحة البشير، وهو الأمر الذي تحقق على يد وزير دفاعه بن عوف.
وكانت هذه الأشهر من الاحتجاجات أصعب اختبار واجهه البشير الذي حكم السودان منذ 30 عاما، ليقضي بذلك أطول فترة حكم في تاريخ السودان الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة، ويشتكي معظمهم من الفقر وسوء الأحوال الاقتصادية.
ولد البشير في الأول من يناير كانون الثاني عام 1944 لأسرة فقيرة تعمل بالزراعة في قرية حوش بانقا الصغيرة، التي تنتمي إلى قبيلة البديرية الدهمشية الموجودة في شمال السودان وغربه، وهي قرية مؤلفة من بيوت طينية وشوارع ترابية تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل على مسافة 150 كيلومترا شمالي العاصمة الخرطوم.
وفي كثير من الأحيان كان البشير يضخم بداياته المتواضعة. ففي وقت سابق من الشهر الجاري كرر قصة رواها عام 2013 عن كسر أحد أسنانه أثناء نقل الخرسانة إلى موقع بناء كان يعمل فيه وهو طالب لسداد نفقات تعليمه.
وقال البشير إنه رفض زرع سن من الفضة له عندما التحق بالقوات المسلحة، لأنه أراد أن يتذكر ذلك الحادث كلما نظر في المرآة.
وكان البشير أحد قادة الجيش، ومسؤولا عن قيادة العمليات في الجنوب ضد الزعيم المتمرد الراحل جون قرنق.
وفي عام 1989، قام بانقلاب عسكري على الحكومة التي كان يتزعمها رئيس الوزراء الصادق المهدي، وتولى مناصب رئيس مجلس قيادة "ثورة الإنقاذ الوطني"، ورئاسة الوزراء، ورئاسة الجمهورية معا.
ومنذ ذلك الانقلاب لم يجر السودان أي انتخابات رئاسية حتى عام 2010 الذي فاز فيها البشير، بعد انسحاب المعارضة التي وصفت الانتخابات بأنها "غير نزيهة".
عام 2005، وقع البشير اتفاق نيفاشا مع قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان الراحل جون قرنق، لينهي بذلك حرب أهلية استمرت 21 عاما، وتتأسس جمهورية جنوب السودان.
وتلاحق المحكمة الجنائية الدولية البشير بتهم تتعلق بجرائم حرب ضد الإنسانية في دارفور منذ عام 2009، إلا أنه تحدى قرار المحكمة بزياراته الرسمية لبلدان عربية وأفريقية.
وفي المقابل، رفض البشير الاتهامات التي وجهها ضده مدعي محكمة الجنايات الدولية، القاضي الأرجنتيني لويس مورينو أوكامبو، الذي قال في أكثر من مناسبة أن لديه أدلة دامغة على تورط البشير في جرائم حرب.
ولم تكن الاحتجاجات التي قادت إلى عزل البشير هي الأولى، ففي سبتمبر 2013، اندلعت مظاهرات شعبية واسعة في السودان ضد حكمه، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والمواد التموينية وسوء الأوضاع المعيشية عامة.
وفي محاولة لتهدئة الاحتجاجات، وعد البشير شعبه بعدم الترشح لمنصب الرئاسة في انتخابات عام 2015، لكنه لم يف بوعده.
ولا يعرف الكثيرون عن الحياة الخاصة للبشير، وليس لديه أطفال رغم زواجه من اثنتين. وكان زواجه الثاني من أرملة إبراهيم شمس الدين، الذي كان يعد "بطلاً حربياً في الشمال".
وكان يحث البشير، القادة على الزواج بأكثر من امرأة وتكفل الرعاية لأرامل الحرب الأهلية التي استمرت عقدين من الزمن وسقط فيها مئات القتلى.
وفي بدايات حكمه، شهد السودان انتعاشاً اقتصادياً، لكن على الرغم من تأرجح استقرار الأوضاع في السودان بشكل مستمر، إلا أن السودانيين لا يزالون يعانون من الفقر وسوء الأحوال الاقتصادية في البلاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news