قيادي بـ «المؤتمر»: «الدعم السريع» فاجأ السلطة والشارع.. ونطالب بحلّ حزب البشير
دعا القيادي بحزب «المؤتمر» السوداني، محمد داوود، إلى الحل الفوري لحزب «المؤتمر الوطني السوداني»، الذي كان يترأسه حتى فترة قريبة الرئيس المعزول عمر البشير، مؤكداً أن هذا مطلب مُلحّ لشباب الثورة في الميدان، الذين يقودهم «تجمع المهنيين وقوى إعلان الحرية والتغيير»، وجدد داوود المطلب الثوري بفترة انتقالية لا تقل عن أربع سنوات، مؤكداً في هذا السياق أن يكون تحت قيادة مجلس انتقالي مدني.
واعتبر داوود، في حوار مع «الإمارات اليوم» بالقاهرة، أن رئيس المجلس العسكري الحالي، عبدالفتاح البرهان، يمثل «رهاناً مفتوحاً» لم تتضح بعد كل خياراته، حيث تخوّف منه البعض بسبب سجل منسوب له في دارفور، لكنه قدم إشارات إيجابية ومشجعة في المقابل، وشدد داوود على أن مسيرة مواجهة «نظام الكيزان» لاتزال طويلة جداً، ولم تنجز الثورة منه سوى مهمة الإطاحة برأسه، مشدداً على أن «محاكمات واسعة وعادلة» لابد أن تأخذ مكانها في السودان في القريب العاجل. ورفض داوود الدعوى القائلة بأن إلغاء الحزب يمثل منطقاً إقصائياً، وقال: «المؤتمر الوطني هو رأس الحربة لمنظومة شمولية قمعية وديكتاتورية شاملة يقودها الإخوان المسلمون، والتي خرج الشعب عليها، وبقاء هذه المنظومة معناه استمرار نظام البشير، واستمرار سيطرة هذه المنظومة بفعل ما تملك من قرار سياسي على كل مناحي الحياة في السودان، كما أنها تمثل هيمنة على موارد الدولة السودانية واستمرار نهبها وتخريبها وتسخيرها من قبل الطغمة الفاسدة التي مثّلها نظام البشير». ونوه داوود بأن «الثورة يجب ألّا تكتفي فقط بحل حزب المؤتمر الوطني وتفكيك هياكله، بل عليها التوجه السريع لمحاكمة المتورط من قياداته ورموزه في جرائم قتل أبناء الشعب منذ انقلاب 1989 الفاشي، وفي نهب وتبديد موارده، وفي التفريط في أراضيه ومقدراته الوطنية، وهي محاكمات لو أنجزت بمهنية وشفافية واقتدار، ستشمل الغالب الأعم من نشطائه وفاعليه». ورداً على سؤال بشأن الموقف من «قوات الدعم السريع» المثيرة للجدل، قال داوود: «موقف (الدعم السريع) الإيجابي من الثورة في تقديري فاجأ جميع الأطراف، أقصد سلطة البشير وشباب الثورة، على حد سواء، فقد كانت هناك رؤية في الشارع أن هذه القوات قبلية وجهوية وتشكل امتداداً للجنجويد، ثم بعد جلبها للخرطوم كانت هناك رؤية أنها ذراع نظام البشير الموكل لها قمع الشعب والثورة». وأضاف «إلا أن هذه القوات أعلنت عن انحيازها لمطالب الثورة في توقيت مبكر جداً، ثم رفضت الانضمام لمجلس عوض بن عوف، ثم واصلت مسلكها هذا بإصدار البيانات والتصريحات السياسية الداعمة لسقوف عالية من مطالب الثورة».