الاتحاد الأوروبي ملتزم بدعم إنجاح الفترة الانتقالية في الســـودان
التقى نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق أول محمد حمدان دقلو، أمس، سفيري الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لدى السودان، جان ميشيل دوموند، بالقصر الجمهوري، حيث أكد الأخير أن الاتحاد ملتزم بدعم إنجاح الفترة الانتقالية في السودان، فيما هدّد الاتحاد الإفريقي، أمس، بتعليق عضوية السودان إذا لم يسلّم المجلس العسكري الانتقالي السلطة للمدنيين في غضون 15 يوماً.
وقدّم دقلو لسفير الاتحاد الأوروبي بالسودان، شرحاً مفصلاً عن الأوضاع الراهنة بالبلاد، بما فيها الإجراءات التي اتخذها المجلس العسكري الانتقالي لإنجاح الفترة الانتقالية، والمشاورات الحالية لتشكيل حكومة مدنية.
وأكد دوموند أن «الاتحاد ملتزم بتقديم كل ما هو مطلوب لإنجاح الفترة الانتقالية في السودان»، مضيفاً أن لقاءه نائب رئيس المجلس العسكري «اتسم بالوضوح والصراحة».
واعتبر دوموند أن «الخطوات التي اتخذها المجلس العسكري الانتقالي بإطلاقه سراح جميع المعتقلين السياسيين، ورفع حظر التجول، والبدء في إصلاح جهاز الأمن والمخابرات، تعد خطوات مهمة في بناء الثقة بين الأطراف».
وأشار الدبلوماسي الأوروبي إلى أن «الدول الأعضاء في الاتحاد حريصة على أن ترى السودان مستقراً وآمناً ومزدهراً وديمقراطياً».
من جهة أخرى، قال السفير البريطاني في الخرطوم، عرفان صديق، إنه نقل لدقلو «ما تريده لندن لتحسين الوضع في البلاد».
وأوضح الدبلوماسي البريطاني، في تغريدة على «تويتر»، أن الطلب الأساسي هو «عدم اللجوء للعنف أو محاولة فضّ الاعتصام بالقوة».
أما الطلب الآخر، فكان «تشكيل سريع لحكومة انتقالية مدنية، من خلال عملية شفافة وذات صدقية وشاملة».
وحثّ السفير على الإصلاح الفوري لجهاز الأمن والمخابرات، حتى يصبح من دون سلطات اعتقال، وأن يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين.
وأوصى صديق بإلغاء جميع العراقيل البيروقراطية والتصاريح المطلوبة لتقديم المساعدات الإنسانية.
وعلى صعيد آخر، طلب توضيحاً حول مكان وجود الرئيس السابق عمر البشير، وغيره من كبار الشخصيات في النظام السابق.
من جانبه، أفاد مجلس السلم والأمن الإفريقي، في بيان، أنه إذا لم يسلم المجلس العسكري السلطة للمدنيين في غضون 15 يوماً، فسيعلق الاتحاد الإفريقي «مشاركة السودان في أنشطته كافة إلى حين عودة النظام الدستوري».
ودعت بريطانيا، أمس، المجلس العسكري إلى سرعة تشكيل حكومة مدنية انتقالية، من خلال عملية شفافة وذات صدقية وشاملة.
وطالب السفير البريطاني في الخرطوم، عرفان صديق، خلال لقائه أمس مع نائب رئيس المجلس، محمد حمدان حميدتي، في الخرطوم، بالإصلاح الفوري لجهاز الأمن والمخابرات.
وقال صديق، إن لقاءه نائب رئيس المجلس العسكري ليس للتأييد أو منح الشرعية، ولكن للتأكيد على الخطوات التي تريد المملكة المتحدة أن يتخذها لتحسين الوضع في السودان، مطالباً بعدم اللجوء للعنف أو محاولة فضّ الاعتصام بالقوة.
وأشار صديق إلى أنه طلب خلال اللقاء ضرورة الكشف عن مكان وجود الرئيس السوداني المقال عمر البشير، وكبار الشخصيات في النظام السابق.
يأتي ذلك بعد أن دعت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، في بيان مشترك، أول من أمس، إلى «حوار شامل» في السودان، لضمان «انتقال منظّم» للسلطة من المجلس العسكري الانتقالي إلى حكومة مدنية.
وقالت الدول الثلاث (الترويكا) في بيانها، إنّ «السودان يحتاج إلى انتقال منظّم إلى حكم مدني يقود إلى انتخابات في إطار زمني معقول».
وأضافت أنّ «الوقت حان للمجلس العسكري الانتقالي، وجميع الأطراف الأخرى للدخول في حوار شامل لإحداث هذا الانتقال، الذي يجب أن يتمّ بصدقية وسرعة مع قادة التظاهرات والمعارضة، ومنظّمات المجتمع المدني، وجميع عناصر المجتمع ذات الصلة بمن فيهم النساء اللواتي يرغبن في المشاركة».
وإذ لفتت الترويكا إلى أنّ «التغيير المشروع الذي ينادي به الشعب لم يتحقّق حتى الآن»، شدّدت على أنّه «من الأهمية بمكان أن تستمع السلطات إلى نداءات الشعب السوداني، ومن الضروري ألّا تواجه الاحتجاجات السلمية المستمرة بالعنف».
ودعت «المجلس العسكري الانتقالي إلى اتّخاذ الخطوات اللازمة لبناء الثقة مع الناس، مثل الالتزام بتعهّده الإفراج عن جميع المحتجزين السياسيين من قبل النظام البائد».
كما ناشدت «الترويكا» «المجلس تلبية احتياجات شعب السودان من خلال تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء البلاد».