«الحرية والتغيير» تعلق التفاوض مع المجلس العسكري وتشترط عليه 3 مطالب
البرهان: سنسلّم السلطة للشعب «غداً» إذا اتفقت الساحة السياسية
أكد رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أن المجلس سيسلم السلطة للشعب من دون تأخير تلبية لمطالب آلاف المتظاهرين، وأعلن استعداده تسليم مقاليد الحكم «غداً» إذا اتفقت الساحة السياسية. وثمّن البرهان دور الشباب في الثورة، وقال إنه يقف إلى جانبهم، مشيراً إلى أن المجلس ليس خصماً لأحد.
بالتزامن، علقت قوى إعلان الحرية والتغيير السودانية، أمس، المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي، واضعة ثلاثة مطالب فورية لاستئناف التفاوض من جديد.
وفي أول مقابلة تلفزيونية له منذ إقالة سلفه بعد أقل من 24 ساعة من توليه رئاسة المجلس العسكري، عقب الإطاحة بالرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، قال الفريق أول عبدالفتاح البرهان: «المجلس ملتزم بنقل السلطة إلى الشعب»، وأضاف أن المجلس سيرد خلال الأسبوع على مطالب قادة الاحتجاجات.
وقال البرهان إن القوى السياسية قدمت أكثر من 100 رؤية، وتدرس اللجنة السياسية هذه الرؤى، ونتوقع أن نكون سلّمنا الردود عليها قبل نهاية الأسبوع.
وأعلن البرهان استعداده تسليم مقاليد الحكم «غداً» إذا اتفقت الساحة السياسية.
وعن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وهيكلة بعض المناصب القيادية، قال رئيس المجلس الانتقالي إن إعادة الهيكلة موضوعها طويل وشائك، وتحتاج إلى زمن طويل لكننا بدأنا، لأن مؤسسات النظام السابق «نخرها الفساد»، كما وصف. وفضّل البرهان، خلال المقابلة التلفزيونية التي بثت بشكل مشترك أيضاً على قنوات سودانية عدة، أن تكون هناك حكومة تكنوقراط في المرحلة الانتقالية.
وقال إن معظم الأمور ستترك للحكومة المقبلة، لكن في مجال المخابرات والأمن الوطني هناك مواد معيبة ومخلة وتمس حريات المواطنين، وهناك لجان للتعامل مع الموضوع سريعاً.
وأوضح أن اللجان لم تنتهِ من عملها، وقبل تسليم المرحلة الانتقالية يجب أن تكون الأجهزة الأمنية سليمة ومعافاة.
وفي سبيل «تمكين المواطنين»، دعا رئيس المجلس الانتقالي «أي جهة متضررة» إلى تقديم بلاغ حول ذلك، كما قال.
وذكر أنه تم تكليف النيابة بالتحقيق في كل القضايا، من فساد وقتل المتظاهرين وغيرهما.
وأعلن البرهان أنه تم ضخ عملة صعبة في بنك السودان، وحصلنا عليها من مختلف الموارد، بالإضافة إلى ما وُجد مع المسؤولين وتمت مصادرته، وما وجد في قصر الضيافة، بحوزة الرئيس المعزول، عمر البشير، وقدره سبعة ملايين يورو و350 ألف دولار.
وقال رئيس المجلس الانتقالي «إننا نحاول تأمين العيش الكريم للسودانيين».
وأكد أن بعض الدول التزمت بتقديم الدعم، مثل الدقيق والبترول والأدوية، موضحاً أن اللجنة الاقتصادية في المجلس العسكري تبذل جهداً كبيراً لتوفير حاجة السودان من الوقود.
وعن توافر السيولة في البنوك، قال البرهان إن من الأمور المعيبة أن تكون هناك أموال للمواطن ولا يستطيع سحبها، مشيراً إلى أن هناك مختصين يبحثون عن الحلول الدائمة.
وبشأن العلاقات الخارجية للسودان، أوضح البرهان أن المجلس العسكري تلقى اتصالات ورسائل واستقبل وفوداً، موجهاً شكره للاتحاد الإفريقي.
في الأثناء، علقت قوى إعلان الحرية والتغيير السودانية (تحالف يضم تجمع المهنيين السودانيين مع خمس قوى معارضة)، أمس، المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي.
ووضعت المعارضة ثلاثة مطالب فورية لاستئناف التفاوض من جديد، هي الاعتراف بقوى الحرية والتغيير ممثلاً للحراك الثوري في السودان، وتسليمها السلطة لتعمل على تشكيل مجلس رئاسي فوري.
وطالبت أيضاً بإبعاد ثلاثة من عضوية المجلس العسكري قالت إنهم يتبعون للنظام المخلوع، وهم رئيس اللجنة السياسية في المجلس العسكري عمر زين العابدين، ومدير الأمن جلال الدين الشيخ، وعضو المجلس الطيب بابكر.
ودعت قوى المعارضة المحتجين إلى الاستمرار في الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني، وسط الخرطوم، لحين تحقيق كل المطالب.
وقال بيان صادر عن قوى الحرية والتغيير أمس: «هناك محاولات من المجلس العسكري لفرض توافق ناعم مع ذيول النظام السابق، في تشكيل السلطة المدنية، عبر تشكيل لجنة تنسيقية تعيد هزل مسرحية الحوار الوطني للنظام البائد».
وشدّد البيان على موقف قوى الحرية في تشكيل مجلس رئاسي بتمثيل محدود من الجيش، متهماً المجلس العسكري بالالتفاف ومحاولة إحياء النظام السابق وإعادة عناصره للسلطة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news