الآلاف يلبون دعوة الإفطار أمام مقر الجيش.. ويتعهدون بمواصلة اعتصامهم
مصر تقدم «دعماً عاجلاً» إلى السودان لتعزيز الأمن والاستقرار والسلام
أعلنت مصر، أمس، تقديم دعم وصفته بـ«العاجل» للسودان، من أجل الإسهام في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام، فيما لبى الآلاف دعوة الإفطار في موائد الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش، حيث تعهدوا بمواصلة الاعتصام.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية، على صفحتها الرسمية بموقع «فيس بوك»، أن «أولى الشحنات الموجهة للسودان، مكونة من 25 طناً من الأدوية».
وأضافت الوزارة أن الدعم يأتي «في إطار العلاقات الأزلية والأخوية بين مصر والسودان، والروابط الراسخة بين شعبي وادي النيل والتكامل بينهما، وانطلاقاً من حرص مصر على مساندة الأشقاء في السودان».
ويعاني السودان أزمة اقتصادية طاحنة، كانت السبب الرئيس وراء الشرارة الأولى للاحتجاجات أواخر ديسمبر من العام الماضي، قبل أن يرتفع سقف المطالب لإطاحة النظام بالكامل.
يأتي ذلك فيما احتشد الآلاف من الصائمين، للإفطار في ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني، تلبية لدعوة تجمع المهنيين السودانيين، أول من أمس. ورسم الآلاف ملحمة شعبية ووطنية خالصة، بتوافد الصائمين منذ نهار أول من أمس إلى محيط القيادة العامة، يحملون إفطار رمضان.
وشهد مقر الاعتصام أمام القيادة توافد المئات من المواطنين، حاملين الإفطار سيراً على الأقدام للقيادة العامة، في وقت بدأ فيه منظمو الإفطار، في اليوم الأول من رمضان منذ الصباح الباكر، في إعداد الوجبة من خلال 13 مطبخاً في محيط القيادة العامة، فضلاً عن مطابخ في أحياء أخرى، مثل بري والعباسية والمزاد وشمبات.
وتراص الصائمون في جميع الشوارع بمحيط الاعتصام، استعداداً للإفطار في اليوم الأول للشهر الكريم، فيما تلاحظ عدم دقة التنظيم في توزيع الأكل والشرب على موائد الإفطار، رغم توافرهما. وفي غضون، ذلك شكل الصحافيون لوحة أخرى بجلب العشرات منهم، خصوصاً الصحافيات إفطاراً للمعتصمين، وشهد اليوم الأول مشاركة الزميلات بكثافة في إعداد الإفطار، وتوزيعه على المعتصمين.
وقال أحد المتظاهرين، حسن بشري، لوكالة «فرانس برس»، في نهاية يوم بلغت درجة الحرارة خلاله 45 درجة: «نحن قادرون على تحمّل رمضان والحرارة». وتابع «تحمّلنا رصاص وقنابل (الرئيس المعزول عمر) البشير، وسنتحمّل الحرارة، نحن سودانيون، نحن معتادون ذلك».
ويعتصم آلاف السودانيين، على مدار الساعة، أمام المقر العسكري الضخم، مطالبين الجنرالات الذين تولّوا الحكم بعد إطاحة البشير، بتسليم السلطة للمدنيين.
وقبل شهر، بدأ المتظاهرون اعتصامهم أمام مقر الجيش، مطالبين الجيش بإقالة الرئيس. وهو ما حصل في 11 أبريل، لكنَّ مجلساً عسكرياً مؤلفاً من 10 أعضاء حلّ محل الحكم السابق، ما أثار غضب المتظاهرين، الذين يطالبون منذ ذلك الحين بحكومة مدنية.
ويؤكد هؤلاء أنه ليست لديهم نية إنهاء تجمّعهم، رغم الصيام خلال شهر رمضان.
في السياق نفسه، أعلنت مبادرة علاج الجرحى ودعم أسر الشهداء وتعويض المتضررين في السودان رفضها التام لمبادرة المجلس العسكري، لعلاج جرحى التظاهرات بالمستشفيات داخل أو خارج السودان.
وقالت المبادرة، في بيان نشرته جريدة «الجريدة» السودانية، في عددها الصادر أمس، إنها قادرة على علاج جميع المصابين، وتكفلها التام بفاتورة علاجهم، مضيفة أنها لن تقبل أي أموال من المجلس العسكري، أو قوات الدعم السريع، أو أيٍّ من مؤسسات الدولة الحالية، لتغطية نفقات علاج المتظاهرين.
وأشارت إلى أن «المؤسستين الوحيدتين اللتين ستقبل منهما أموالاً، هما جهاز المخابرات الوطني، وقوات البطش والإرهاب التابعة لقوات الشرطة، لأنهما الجهتان المسؤولتان عن الفظائع التي حدثت، إبان أحداث ثورتنا العظيمة وبشروط».
وشددت المبادرة على أنها غير معنية بتصريحات نائب رئيس المجلس العسكري، عن تكفل الدولة بنفقات العلاج.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news