السعودية تطالب مجلس الأمن بـ «لجم» سلوك إيران المدمر
بعثت السعودية برسالة إلى مجلس الأمن، الليلة قبل الماضية، تطالب فيها بلجم سلوك إيران المدمر في المنطقة، فيما هاجم المرشد الإيراني، علي خامنئي، كلاً من الرئيس، حسن روحاني، ووزير الخارجية، محمد جواد ظريف، بشأن الاتفاق النووي، ونأى بنفسه عنه.
وتفصيلاً، طالبت السعودية، في رسالة إلى مجلس الأمن بـ«لجم» سلوك إيران المدمر، وأشارت إلى تصرفات إيران وسلوكها المتهور، المتمثل في جر المنطقة إلى وضع خطير.
كما أكدت استمرار النظام الإيراني في دعم أجنحته العميلة بالمنطقة، وتعديه على السلام والأمن الدوليين، وعلى استقرار وإمدادات أسواق النفط في العالم.
إلى ذلك، ناشدت السعودية، مجلس الأمن والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته من خلال اتخاذ موقف ثابت ضد النظام الإيراني.
وشددت على أنها ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية لمنع نشوب الحرب.
وبينما تتصاعد التوترات مع واشنطن، نأى المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، بنفسه عن اتفاق نووي تاريخي أُبرم عام 2015، مع القوى العالمية، قائلاً إن رئيس البلاد ووزير الخارجية لم يتصرفا كما كان يرغب بالنسبة لتطبيق الاتفاق.
وأضاف خامنئي، في تعليقات نشرها موقعه الرسمي على الإنترنت: «إلى حد ما، لم أقتنع بالطريقة التي طبق بها الاتفاق النووي، في كثير من الأحيان ذكّرت الرئيس ووزير الخارجية» بذلك.
وتابع «لا أثق كثيراً بالوسيلة التي دخل بها (الاتفاق النووي) حيز التنفيذ، وأبلغنا مراراً الرئيس ووزير الخارجية، وأرسلنا لهما إخطاراً».
وتعد تصريحات خامنئي، التي جاءت في سياق اجتماع له مع طلاب، الليلة قبل الماضية، الأولى التي يلقي فيها باللوم على الرئيس حسن روحاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، بالاسم، لمخاوفه بالنسبة للاتفاق.
وينظر إلى روحاني وظريف باعتبارهما من المؤيدين الرئيسين للاتفاق النووي، داخل النظام السياسي الإيراني.
وعلى نحو منفصل، قال خامنئي إن الشباب الإيراني سيشهد زوال إسرائيل والحضارة الأميركية.
وأضاف خامنئي «أنتم أيها الشباب عليكم أن تثقوا بأنكم ستشهدون زوال أعداء الإنسانية، وهو ما يعني تفكك الحضارة الأميركية وزوال إسرائيل»، ولم يخض في التفاصيل.
يأتي ذلك في وقت نقلت وكالة «فارس» للأنباء عن رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد باقري، أمس، قوله إن المواجهة بين إيران والولايات المتحدة هي «صراع إرادات»، مشيراً إلى أن أي «مغامرة» من الأعداء ستواجه برد ساحق.
وعمد القادة الإيرانيون والأميركيون إلى طمأنة الشعبين إلى أنهم لا يسعون للحرب، غير أن الأعصاب متوترة بين الإيرانيين العاديين الذين يواجهون صعوبات من جراء تشديد العقوبات خشية أن يفلت الزمام.
ويتوقع بعض الإيرانيين أن تؤدي الضغوط إلى مفاوضات، مثلما حدث عندما شدد الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، العقوبات التي كبلت الاقتصاد الإيراني، وأدى ذلك إلى الاتفاق النووي لعام 2015.
غير أن آخرين يعتقدون أن قياداتهم لن تعاود السير في هذا الطريق، في أعقاب العقوبات التي أعاد الرئيس، دونالد ترامب، فرضها.
من ناحية أخرى، يجاري الإيرانيون تداعيات العقوبات والتوتر يوماً بيوم، وقال سكان وأصحاب متاجر إن المخاوف من صعوبة الحصول على المنتجات دفعت بعض الإيرانيين إلى تخزين الأرز ومواد النظافة والأطعمة المعلبة.