قوى الحرية والتغيير تجتمع غداً حول «مجلس قيادي»
السيسي يؤكد للبرهان استعداد مصر لرعاية مبادرات لدعم الشعب السوداني
وصل رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، إلى العاصمة المصرية القاهرة، أمس، حيث تباحث مع الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن تطورات الأوضاع في السودان، وأكد السيسي للبرهان استعداد مصر لرعاية مبادرات لدعم الشعب السوداني.
وفور وصول البرهان إلى العاصمة المصرية، استقبله الرئيس المصري بقصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة، بشرق القاهرة، بحسب ما قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية لـ«فرانس برس».
وحسب «العربية» بحث السيسي والبرهان ملفَّي سد النهضة والسلام مع جنوب السودان، كما ركزت المباحثات المصرية - السودانية على زيادة التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب.
ونقلاً عن مصدر، أفادت «العربية» بأن رئيس المجلس العسكري السوداني أكد أنه لا علاقات مع دولة تضرّ بمصالح مصر ودول الخليج أو على حساب مصر ودول الخليج.
وبحسب المصدر، فقد شكر البرهان مصر ودول الخليج على مساندة السودان.
وأكد البرهان، وفق المصدر، أن السودان مستمر ضمن قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، ولا نية لانسحابه، وأنه يدعم العمليات العسكرية ضد الحوثيين.
في المقابل، تم التأكيد لرئيس المجلس العسكري السوداني على وجود دعم عربي - مصري - خليجي لدولة السودان على الأصعدة كافة.
وأبلغت مصر البرهان دعمها الوصول إلى حلول سلمية في السودان، بما يتوافق مع رغبة الشعب السوداني، وأنها على أتم استعداد لرعاية مبادرات لدعم الشعب السوداني.
وتأتي زيارة البرهان إلى القاهرة، قبل أيام من إضراب عام دعا إليه قادة حركة الاحتجاج في السودان، الثلاثاء والأربعاء المقبلين، لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة إلى المدنيين.
وهي الزيارة الأولى للبرهان خارج السودان، منذ الإطاحة بالرئيس السابق، عمر البشير، في 11 أبريل الماضي.
وكان الرئيس المصري عقد قمة تشاورية حول الأوضاع في السودان، بحضور بعض الدول الإفريقية في 23 أبريل.
وقال السيسي خلال تلك القمة إن «الحل سيكون من صنع السودانيين أنفسهم، عن طريق حوار شامل جامع، بين القوى السياسية المختلفة في السودان، يؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي توافقي، ويضع تصوراً واضحاً لاستحقاقات هذه المرحلة، ويقود إلى انتخابات حرة ونزيهة».
وأضاف «نحن كدول جوار للسودان ودول تجمع (ايغاد) وكشركاء إقليميين، نتطلع إلى تقديم العون والمؤازرة للشعب السوداني، وصولاً إلى تحقيق الاستقرار والرخاء اللذين يتطلع إليهما ويستحقهما».
ومنذ أيام، بعث البرهان برسالة شكر وتقدير للسيسي، رداً على رسالة التهنئة التي بعث بها إليه بمناسبة حلول شهر رمضان. وفي 22 أبريل الماضي، تسلم السيسي رسالة من البرهان تضمنت الإحاطة بشأن آخر تطورات سير الأوضاع في جمهورية السودان.
كما تضمنت الرسالة، التي جاء بها رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني الفريق أول أبوبكر دمبلاب، إلى مصر، الإعراب عن التطلع لاستمرار الدور المصري الداعم لأمن واستقرار السودان لتجاوز هذه المرحلة.
وتأتي زيارة البرهان إلى القاهرة عقب زيارة قام بها نائبه، الفريق أول محمد حمدان دقلو المعرف بـ«حميدتي»، إلى المملكة العربية السعودية، الخميس والجمعة الماضيين، التقى خلالها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
وجرى خلال اللقاء بحث التعاون الثنائي بين البلدين، إلى جانب استعراض مستجدات الأحداث على الساحة الإقليمية.
وقال المجلس العسكري، في بيان، إن الغرض من زيارة حميدتي هو «تقديم الشكر للمملكة.. لما قدّمته من دعم اقتصادي يؤمّن متطلّبات الحياة المعيشية للشعب السوداني، وهو ما أعلن عنه في الفترة السابقة، فضلاً عن دعمها السياسي للمجلس للإسهام في الوصول إلى حلّ سريع للمشكلات».
وتجري مفاوضات بين المجلس العسكري وقوى الاحتجاج، الممثلة بـ«تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير»، حول إدارة الفترة الانتقالية. وقد عُلّقت المفاوضات ثلاث مرات منذ إسقاط البشير، كان آخرها الاثنين. وحتى الآن لم يُحدد أي موعد جديد لاستئنافها.
وكان التحالف أعلن، الخميس، أنه سيجري مشاورات مع أنصاره للتباحث في الحلول الممكنة، بعدما تعثرت مباحثاته مع المجلس العسكري بشأن تشكيلة المجلس السيادي، الذي من المفترض أن يدير البلاد خلال الفترة الانتقالية.
من جهة أخرى، تعقد قوى الحرية والتغيير في السودان اجتماعاً غداً لبحث تكوين المجلس القيادي كمرجعية سياسية، وذلك بعد انتهاء اجتماع الخميس دون التوصل لنتيجة.
وبحسب مصادر لـ«العربية» و«الحدث»، فإن الآراء في الاجتماع السابق انقسمت حول مدى ضرورة تكوين المجلس وبين استمرار التنسيقية التي تدير التحالف حالياً، فضلاً عن تباينات في وجهات النظر حول النسب والتوزيع وإدخال الموقّعين على الإعلان، وغير الممثلين في التنسيقية وأحجام الكتل. وتم تحديد موعد آخر للاجتماع لمزيد من التشاور.
ودعا تحالف «قوى الحرية والتغيير» الذي يقود الاحتجاجات في السودان، مساء الجمعة، إلى إضراب عام في عموم أنحاء البلاد يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين لمطالبة المجلس العسكري الحاكم بتسليم السلطة للمدنيين.
يأتي ذلك فيما قال تحالفُ «نداء السودان»، أحد مكونات قوى الحرية والتغيير في السودان، في بيان صحافي حول الوضع السياسي الراهن، إن الخلاف حول رئاسة المجلس السيادي يمكن تجاوزُه عبر الحوار والتفاوض.
وأكد أن اعتراف المجلس العسكري الانتقالي بقوى الحرية التغيير ممثلاً رسمياً للثورة يُعد أحد المكاسب.
كما اعتبر أن تشكيل مجلس وزراء مدني بواسطة قوى الحرية والتغيير وحصول قوى التغيير على أغلبية 67% من السلطة التشريعية، والاتفاق على تكوين مجلس سيادي بصلاحياته في نظام برلماني تُعدّ كلها مكاسب.
ودعا «نداءُ السودان» شركاءه فى قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي إلى استدعاء ميراث الشعب الثري بالحكمة لتجاوز المزالق، على حد وصفه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news