ترامب: إبرام اتفاق نووي مـع إيران أمر ممكن ولا نتطلع لتغيير النـظام
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، إن إبرام اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي أمر ممكن، وأشاد بالعقوبات الاقتصادية مؤكداً أنها ساعدت في كبح أنشطة ترى واشنطن أنها وراء موجة هجمات في الشرق الأوسط، فيما ردت كوريا الشمالية بـ«الشتائم»، على انتقادات مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، لتجارب صاروخية أجرتها بيونغ يانغ أخيراً.
وتفصيلاً، قال ترامب في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في طوكيو «أعتقد حقاً أن إيران ترغب في إبرام اتفاق، وأعتقد أن ذلك ينم عن ذكاء، وأعتقد أن هذا يمكن أن يتحقق».
وأضاف ترامب «أمامها فرصة لكي تصبح دولة عظيمة بالقيادة نفسها. نحن لا نتطلع لتغيير النظام. أريد فقط أن أوضح ذلك. نحن نتطلع إلى عدم امتلاك (إيران) أسلحة نووية».
وأضاف «نحن نسعى إلى زوال الأسلحة النووية. لا أسعى لإيذاء إيران على الإطلاق»، مشيراً إلى إمكانية «التوصل إلى اتفاق».
وسبق أن مدّ ترامب يده في وقت سابق أمس لإيران، فأكد أنه مقتنع بأن إيران ترغب في إجراء حوار. وقال «إذا رغبوا في الحوار فنحن راغبون أيضاً».
وبدا ترامب كأنه يوجه دعوة ضمنية إلى آبي للقيام بوساطة يابانية، مشيراً إلى «العلاقات الوثيقة» التي تربطه بمسؤولين إيرانيين. وذكرت وسائل إعلام أن آبي لديه نية زيارة إيران قريباً.
وفي المسألة الحساسة الأخرى من السياسة الخارجية الأميركية، وهي كوريا الشمالية، وصف الرئيس الأميركي الزعيم الكوري الشمالي كيم جون أون بأنه «رجل ذكي جداً»، معتبراً أن كيم «يدرك جيداً» أن الأسلحة النووية لا يمكن أن تجلب إلا «أشياء سيئة»، وأن بيونغ يانغ تملك «إمكانات اقتصادية هائلة» عليها أن تطورها.
وفي وقت سابق أمس، تحدث ترامب عن «احترام كبير بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية»، ملمحاً بذلك إلى القمتين اللتين عقدهما مع كيم في سنغافورة في يونيو 2018 وفي هانوي في فبراير الماضي، رغم أن هذه الأخيرة باءت بالفشل.
ومذاك تتعثر المفاوضات بشأن النووي، وأجرت بيونغ يانغ في مطلع مايو تجربتين لصواريخ قصيرة المدى. لكن ترامب قلّل الأحد الماضي من أهمية هاتين التجربتين فكتب في تغريدة «أطلقت كوريا الشمالية بعض الأسلحة الصغيرة الحجم، ما أزعج البعض في بلادي وآخرين، خلافاً لي أنا». في المقابل، يؤكد آبي باستمرار على الخطر الذي تمثله هذه الصواريخ القصيرة المدى على اليابان القريبة جداً من كوريا الشمالية.
ورداً على انتقادات موجهة له بتفضيل كيم لترامب على المرشح الديمقراطي للانتخابات الأميركية المقبلة ونائب الرئيس السابق جون بايدن، قال ترامب «جو بايدن كارثة وإدارته مع الرئيس باراك أوباما كانت كارثة في ما يتعلق بالكثير من الأشياء سواء الاقتصاد أو الجيش. وبغض النظر عن تلك الأمور فقد كانت لديهما مشكلات كثيرة». وأضاف «لذلك فأنا لست من المعجبين (بهما)».
وكانت تعليقات نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية انتقدت بايدن الثلاثاء الماضي بسبب «افتراءات موجهة للقيادة العليا لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية».
والتقى ترامب، أمس، للمرة الثانية عائلات يابانيين خطفهم عملاء بيونغ يانغ أثناء الحرب الباردة بهدف تأهيلهم ليصبحوا جواسيس كوريين شماليين.
ويطالب آبي الذي تكتسي هذه القضية أهمية كبيرة بالنسبة إليه في السياسة الداخلية ترامب بانتظام بالتوسط لدى كوريا الشمالية بهدف إعادة الناجين منهم إلى اليابان.
ويأمل رئيس الوزراء الياباني لقاء كيم شخصياً، وقال إنه حصل على تأييد ترامب «الكامل» بشأن هذا الموضوع.
وصباح أمس، أصبح ترامب أول رئيس دولة أجنبية يلتقي امبراطور اليابان الجديد ناروهيتو الذي اعتلى عرش البلاد مطلع مايو خلفاً لوالده الإمبراطور أكيهيتو.
وقال ترامب «منذ أكثر من 200 عام لم يقع حدث من هذا النوع في تاريخ اليابان. إنه شرف كبير لي».
ويأمل رئيس الوزراء الياباني إرضاء شريكه في المفاوضات التجارية اليابانية الأميركية الجارية.
وعبر الرئيس الأميركي مجدداً، أمس، عن أسفه «للخلل الهائل في الميزان التجاري» بين البلدين، مشيراً إلى احتمال التوصل إلى حل.
وأكد أن العلاقات بين البلدين «لم تكن يوماً جيدة إلى هذا الحد. وأنا واثق بأننا سنتوصل إلى حل خلال بعض الوقت». وتحدث عن صدور إعلانات «في أغسطس» على الأرجح، بعد انتخابات مجلس الشيوخ الياباني المرتقبة في يوليو.
وأشاد الرئيس الأميركي بنية اليابان شراء 105 مقاتلات أميركية من طراز اف-35 إضافية، في حين أن الأرخبيل يزيد نفقاته على الأسلحة لإعطاء ضمانات لحليفته في الشقّ التجاري. وكان ترامب وآبي عززا «صداقتهما»، أول من أمس، بمباراة للغولف قبل أن يحضرا المباراة النهائية لمباراة السومو في طوكيو.
وسلم ترامب رسمياً «الكأس الرئاسية» التي تزن نحو 30 كيلوغراماً ويبلغ ارتفاعها 1.4 متر إلى الفائز الياباني اسانوياما، وسط هتافات حشد متحمس.
من ناحية أخرى، ردت كوريا الشمالية، أمس، بـ«الشتائم»، على انتقادات مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، لتجارب صاروخية أجرتها بيونغ يانغ أخيراً.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية، إن «خطأ بشرياً من هذا النوع يجب أن يرحل في أسرع وقت ممكن» في إشارة إلى بولتون، واصفاً إياه من جهة أخرى بأنه «مهووس بالحرب».
وقد شهدت شبه الجزيرة الكورية، ابتداء من العام الماضي، فترة هدوء ملحوظة أتاحت عقد اجتماعين بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
لكن المفاوضات المتعلقة بنزع السلاح النووي متعثرة منذ فشل القمة الثانية بين الرجلين في فبراير في هانوي، ومنذ ذلك الحين، مارست كوريا الشمالية الضغوط من خلال إطلاق صاروخين قصيري المدى.
ورأى بولتون، السبت الماضي، أن هاتين التجربتين تشكلان «من دون أي شك» انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، ما أدى إلى رد قاس من بيونغ يانغ.
وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية، أن بيونغ يانغ لم تقبل أبداً الحظر الذي فرضته عليها الأمم المتحدة حول استخدام التكنولوجيا البالستية، معتبراً أنه شبيه بحرمانها من «حقوق شعب يتمتع بالسيادة».
وأضاف، كما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، أن «بولتون قال إن مناوراتنا العسكرية الروتينية تتجاوز قرارات مجلس الأمن الدولي، وهذا يتجاوز الغباء».
ومن دون ذكر تعبير صواريخ، أضاف البيان أن عمليات الإطلاق لم تستهدف أي بلد مجاور أو تهدده.
وأوضح البيان أن «حظر إطلاق الصواريخ التي تستخدم التكنولوجيا البالستية، شبيه بمطالبتنا بالتخلي عن حقنا في الدفاع عن النفس»، واتهم بولتون بـ«نفخ فكرة الحرب» في أذني ترامب.
واتهم البيان بولتون أيضاً بأنه مصاب بـ«عيب بنيوي»، ويعمل على «تدمير السلام والأمن».