تواصل الإضراب العام في السودان لليوم الثاني.. و«الحرية والتغيير» تتمسك بمطالبها
تواصل الإضراب العام الذي دعت إليه قوى من المعارضة السودانية، أمس، للضغط على المجلس العسكري الانتقالي بعد تعثر المفاوضات بين الجانبين، فيما جدد المجلس العسكري رفضه للتهديدات، وأكد في الوقت ذاته أنه لن يغلق باب التفاوض مع قوى الحرية والتغيير، على أن يتم الأمر بمشاركة الجميع، وأوضح أن الاتصالات لم تنقطع معها، ولن يتراجع المجلس عما اتفق عليه مع المعارضة.
وكتب «تجمع المهنيين»، وهو أحد مكونات قوى «الحرية والتغيير» التي تقود الحراك الشعبي في السودان، على حسابه على موقع «تويتر»: «لن نتراجع عن المطالبة بتحقيق أهدافنا المعلنة والمنصوص عليها في إعلان الحرية والتغيير، ومنها إقامة سلطة مدنية انتقالية كأولوية، وسنعمل على مقاومة العقبات التي تواجه هذه الأهداف».
وتتهم قوى الحرية والتغيير، المجلس العسكري، بالسعي إلى الهيمنة على عضوية ورئاسة المجلس السيادي، أحد أجهزة السلطة المقترحة خلال الفترة الانتقالية، فيما قال نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، إن هناك دولاً متربصة تريد أن يكون السودان مثل سورية أو ليبيا، وجدد رفض المجلس للتهديدات، مشدداً على ضرورة عدم ترك البلاد لتنزلق.
وجدد دقلو التأكيد على أن المجلس لن يغلق باب التفاوض مع قوى الحرية والتغيير، على أن يتم الأمر بمشاركة الجميع، مطالباً إياهم بالعودة إلى شعاراتهم، وسيتم الاتفاق معهم إذا فعلوا ذلك، وذكر أن الجيش السوداني جزء من الثورة ولولا انحيازه لها لما سقط الرئيس عمر البشير.
وكشف دقلو عن جهات لم يسمها، تحاول استغلال الثورة لتحسين صورتها، وقال: «لدينا معلومات مؤكدة بتخابر العديد مع جهات خارجية».
إلى ذلك نقل تلفزيون الحدث عن المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان شمس الدين الكباشي، قوله إن الاتصالات «لم تنقطع» مع قوى إعلان الحرية والتغيير، وأن لجنة مشتركة تعمل «لتقريب وجهات النظر» بين الجانبين، وأبلغ الكباشي القناة بأن المجلس لن يتراجع عما اتفق عليه مع المعارضة.
وانتظر مئات المسافرين خارج محطة الحافلات الرئيسة التي تنقل الركاب بين العاصمة الخرطوم ومناطق البلاد الأخرى، جراء إضراب موظفي المحطة لليوم الثاني، مساندة لمطلب المحتجين بتنحي ضباط الجيش عن حكم البلاد.
وشاركت قطاعات كبيرة من الموظفين والعمال في المكاتب الحكومية والبنوك وميناء البلاد الرئيس على البحر الأحمر، ومن القطاع الخاص، في الإضراب، للتأكيد على أن حكماً مدنياً فقط يمكنه إخراج السودان من أزمته السياسية.
ووفق صحافي في وكالة فرانس برس، فإن مطار الخرطوم عمل بصورة طبيعية، أمس، في حين علقت شركات الطيران السودانية «بدر» و«تاركو» و«نوفا» رحلاتها لليوم الثاني على التوالي، ولم يصدر عدد من الصحف في الخرطوم، أمس، بسبب إضراب فنيي المطابع.
وقبل بدء الإضراب، أعلن قادة الاحتجاجات أن العاملين في القطاع الصحي ووكلاء النيابة ومحامين وموظفي الكهرباء والمياه، إضافة إلى قطاعات المواصلات العامة والسكة الحديد والطيران المدني، سيشاركون في الاضراب، فيما لايزال الآلاف يعتصمون أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم.
وكانت قيادات بقوى الحرية والتغيير أكدت أن فرص نجاح الإضراب كبيرة، وشدّدت على أن جميع الخيارات التي يلوح بها المجلس العسكري للردّ على خطوة الإضراب «رهانات خاسرة».
- دقلو: دول متربصة تريد أن يكون السودان مثل سورية أو ليبيا، والجيش جزء من الثورة.