محمد بن زايد يؤكد في القمة الخليجية حرص الإمارات على تعزيز مسيرة العمل المشترك
ترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وفد الدولة إلى أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مكة المكرمة والتي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة للتشاور والتنسيق بشأن التحديات والتطورات التي تشهدها المنطقة وتداعياتها على أمنها واستقرارها.
وضم وفد الدولة المرافق لسموه إلى القمة الخليجية كلا من.. سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي والدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وعلي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني و الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان - بمناسبة انعقاد القمة الخليجية الطارئة في مكة المكرمة - أن دولة الإمارات العربية المتحدة التي انطلق منها مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال عام 1981 حريصة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» على كل ما من شأنه أن يعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك بما يحقق الأمن والاستقرار والرفاهية والازدهار لشعوب المجلس.
وثمن سموه دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية لعقد هذه القمة من أجل تعزيز التشاور والتنسيق وتوحيد الجهود والمواقف الخليجية بشأن التطورات والظروف التي تمر بها المنطقتان الخليجية والعربية في الوقت الراهن..مشيراً إلى أن هذه الدعوة الكريمة من «ملك الحزم والعزم» تؤكد مجدداً الدور الرائد الذي تلعبه المملكة العربية السعودية الشقيقة وقيادتها الحكيمة في قيادة العمل الخليجي المشترك، وحرصها على كل ما من شأنه أن يحقق الأمن والاستقرار في منطقتنا الخليجية.
ونقل سموه تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإخوانه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الشقيقة وتمنياته أن تخرج القمة الخليجية بنتائج تدعم منظومة العمل الخليجي المشترك وتعزز مسيرة الأمن والسلام في منطقة الخليج العربي.
وأكد سموه أن التطورات التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة لاسيما العمليات التخريبية التي تعرضت لها سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والهجوم الإرهابي على محطتي ضخ نفط في المملكة العربية السعودية، وما تشهده المنطقة من تصعيد لأزماتها المختلفة واستمرار التدخلات الإقليمية السلبية في شؤون المنطقة العربية التي لا تريد الخير والاستقرار والازدهار لشعوبها وما شهدته ولا تزال تشهده من تهديد متنامٍ من قبل القوى الظلامية والمتطرفة.. كل ذلك يؤكد أهمية التحرك الجماعي لمواجهة هذه التحديات والتعامل معها بروح المسؤولية والعزم وتثبيت أسس الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
وعبر سموه عن تقديره الكبير لدور المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتحركاتها الرامية إلى ترسيخ ركائز الاستقرار والتنمية والازدهار في منطقتنا الخليجية والعربية والتصدِّي لمصادر الخطر والتهديد التي تواجهها..مشيراً إلى أن المملكة بقيادتها الحكيمة وما تحظى به من ثقل إقليمي ودولي تمثل ركيزة الوحدة والتضامن الخليجي والعربي.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقف قلباً وقالباً إلى جانب المملكة العربية السعودية في كل تحركاتها الهادفة إلى توحيد الصفِّ والكلمة في مواجهة المخاطر والتهديدات المحيطة بدولنا وشعوبنا، وتحقيق طموحاتها إلى السلام والرخاء والازدهار.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، قال في كلمته بافتتاح القمة الخليجية في مكة المكرمة، إن ما تقوم به إيران من تدخلات في المنطقة يعد تحدياً لمبادئ إرساء السلم، وشدَّد على ضرورة اتخاذ موقف حازم وحاسم ضد إيران.
ودعا العاهل السعودي المجتمع الدولي لاستخدام كل الوسائل لمنع إيران من التدخل في شؤون الدول الأخرى، كما دعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه أنشطة إيران التخريبية، لافتاً إلى أن عدم اتخاذ موقف تجاه أنشطة إيران التخريبية قادها للتمادي الذي نراه اليوم.
وذكر العاهل السعودي أن إيران ترعى الأنشطة الإرهابية في المنطقة وتهدد الملاحة البحرية.
وأضاف الملك سلمان أن إيران هدفت طوال 4 عقود إلى توسيع نفوذها والهيمنة على المنطقة.
وأكد خادم الحرمين أن السعودية حريصة على أمن واستقرار المنطقة وتجنيبها ويلات الحروب، وشدد الملك سلمان على أن يد السعودية ستظل ممدودة للسلام.
وقال الملك سلمان إن «الأحداث الأخيرة تدعونا للحفاظ على مكتسبات مجلس التعاون الخليجي».
من جهته، قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، عبد اللطيف الزياني، خلال كلمته في القمة الخليجية إن تواجد خادم الحرمين الشريفين اليوم يؤكد حرصه على وحدة الصف الخليجي، في ظل استمرار الاستفزازات والتدخلات الإيرانية في شؤون دول المجلس.
وأضاف الزياني: «إن مجلس التعاون الخليجي سيظل كياناً متماسكاً راسخاً، قادراً على مواجهة كافة التحديات بثقة كبيرة وإرادة ثابتة وعزيمة لا تلين».
وبعد انتهاء القمة الخليجية انطلقت، ليل الخميس، القمة العربية الطارئة.
وبدأت فعاليات القمة العربية الطارئة بكلمة للرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، حيث أكد على أن الدعوة السعودية تعكس اهتمام المملكة بمصالح العرب. وشكر السبسي الملك سلمان على مبادرته لعقد القمة العربية الطارئة.
وتبحث القمة العربية التهديدات الإيرانية والتوترات الأمنية في الخليج بعد الهجمات على 4 سفن وناقلات نفط في المياه الإماراتية، والهجمات التي تعرضت لها السعودية من قبل الميليشيات الحوثية.
كما تركز القمة العربية الطارئة على مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط والقضايا والأزمات العربية الراهنة.