ترحيب عربي ودولي بالاتفاق بين «العسكري» و«الحرية والتغيير»

قرقاش: اتفاق السودان يؤسّس لانتقال سياسي مبشر

سودانيون يحتفلون تعبيراً عن فرحتهم بالاتفاق. أ.ف.ب

أشاد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، أمس، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في السودان، مشيراً إلى أنه يؤسّس لانتقال سياسي مبشر، وذلك بعد أن اتفق المجلس العسكري الانتقالي وقوى «الحرية والتغيير»، على إقامة مجلس سيادي بالتناوب بين العسكريين والمدنيين لمدة ثلاث سنوات، وهو الاتفاق الذي حظي بترحيب عربي ودولي.

وتفصيلاً، كتب الدكتور أنور قرقاش على حسابه في «تويتر» «نبارك للسودان الشقيق الاتفاق الذي يؤسس لانتقال سياسي مبشر، الحرص على الوطن والحوار ثم الحوار مهد لهذا الاتفاق».

وأضاف في تغريدته «نقف مع السودان في العسر واليسر، ونتمنى أن تشهد المرحلة المقبلة تأسيس نظام دستوري راسخ يعزز دور المؤسسات، ضمن تكاتف شعبي ووطني واسع».

وتأتي تهنئة وزير الدولة للشؤون الخارجية للسودان بعد الإعلان عن اتفاق المجلس العسكري الانتقالي، وقوى إعلان الحرية والتغيير على قضايا بقيت طويلاً مطروحة على طاولة المباحثات.

فبعد أسابيع من النقاش والتفاوض، ينتظر أن تشهد الحياة السياسية في السودان عهداً جديداً، مع الإعلان عن الاتفاق على قضايا بقيت طويلاً مطروحة على طاولة المباحثات.

وأعلن مبعوث الاتحاد الإفريقي، محمد الحسن ليباد، في وقت مبكر من أمس، عن التوصل إلى اتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي، وقوى إعلان الحرية والتغيير، وذلك بعد يومين من المفاوضات المباشرة.

وأوضح ليباد، في مؤتمر صحافي عقب جولة المفاوضات التي استمرت حتى الساعات الأولى من فجر أمس، بحضور الوسيط الإثيوبي، أن الطرفين اتفقا على إقامة تحقيق وطني مستقل وشفاف بشأن الأحداث الأخيرة، وتشكيل مجلس سيادي بالتناوب بين العسكريين والمدنيين لمدة ثلاث سنوات أو تزيد، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة برئاسة رئيس وزراء مستقل.

وأظهر أن الجانبين توافقا على إرجاء تشكيل المجلس التشريعي، إلى ما بعد تكوين المجلس السيادي والحكومة المدنية، وأن يعمدا بمسؤولية لاتخاذ الإجراءات التي من شأنها تحسين الأجواء، وخلق جو موات للوفاق.

وأكد نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أن الاتفاق سيكون له ما بعده، وسيكون شاملاً، ولا يقصي أحداً، ويستوعب الحركات المسلحة والقوى السياسية، وكل طموحات الشعب السوداني وثورته الظافرة.

كما أعرب عن شكر السودان وتقديره لجهود الوسيطين الإفريقي والإثيوبي على جهودهما في تقريب وجهات النظر، والروح الطيبة التي تحلت بها قوى إعلان الحرية والتغيير.

وأثنى حميدتي على دور الوسطاء الوطنيين، وجهود سفراء الدول العربية وأميركا وبريطانيا التي أسهمت في التوصل إلى الاتفاق.

من جهته، قال القيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير، عمر الدقير، إن الاتفاق يفتح الطريق لتشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية لتنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والاهتمام بقضية السلام.

وأعرب عن أمله في أن يكون الاتفاق بداية لعهد جديد تسوده الوحدة والوعي والإرادة الجماعية لتحقيق أحلام الشعب السوداني، وإسكات صوت البندقية إلى الأبد، وتحقيق المصالح الوطنية.

يشار إلى أنه من المتوقع توقيع الاتفاق خلال أيام في العاصمة السودانية الخرطوم، بحضور الرئيس الإثيوبي، وعدد من القادة الأفارقة ومسؤولين دوليين.

ورحب تجمع المهنيين، الذي قاد الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس السابق عمر البشير، بالتوصل أخيراً إلى اتفاق في السودان بشأن تشكيل مجلس سيادي مشترك.

ودعا إلى الفرح بالقول «اليوم ميلاد الفرح بالبلاد، ولتسطع شمس الحرية دون غيوم».

من جانبه، وجّه رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، التهنئة للشعب السوداني والمجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، على التوصل إلى اتفاق يرسخ السلام والاستقرار في البلاد.

وثمّن رئيس الوزراء الإثيوبي الجهود الدبلوماسية للمبعوثين الإفريقي والإثيوبي في تسهيل الاتفاق بين الفرقاء في السودان، معرباً عن تمنياته أن يشكل فصلاً جديداً من الازدهار والسلمية.

وقال المبعوث الإثيوبي للسودان، محمود درير، أمس، إن الاتفاق «كان متوقعاً»، مشيراً إلى أن السودان يدخل مرحلة جديدة يعمها التفاؤل.

وأوضح درير، أن «ما تم التوصل إليه كان شيئاً متوقعاً بالنسبة لنا. عملنا على تقريب وجهات النظر بين الأطياف السياسية، ثم جاء هذا اليوم الذي نعتقد أن الشعب السوداني فرح به كثيراً، وانتظره لمدة طويلة».

وبشأن الضمانات التي ستضمن تنفيذ ما تم الاتفاق بشأنه، قال المبعوث الإثيوبي: «مخرجات المفاوضات ترعاها منظمة الاتحاد الإفريقي، وهذه المنظمة لها علاقات دولية، كما أن المجتمع الدولي كله يساند ما تم التوصل إليه».

وبيّن أن مجلس الوزراء «سيضم كفاءات وطنية مستقلة، ولا مانع في أن يستوعب شخصيات حزبية. هناك كفاءات كثيرة في الدولة تستطيع أن تقوم بدورها في إخراج البلاد من هذه المرحلة الصعبة».

وأضاف: «هناك مجلس انتقالي تشريعي تم تأجيل الخوض في تفاصيله، وهناك أيضاً المجلس السيادي، الذي سيبتّ في القضايا السيادية في الدولة».

ورحبت مصر وجامعة الدول العربية بالإعلان عن الاتفاق، حيث أكد بيان لوزارة الخارجية المصرية أن هذا الاتفاق يمثل خطوة مهمة على طريق تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في البلاد.

وشدّدت مصر على استمرار قيامها بكل ما يلزم نحو دعم السودان لتجاوز المرحلة الحالية، واستعادة السودان لدوره المهم عربياً وإفريقياً ودولياً.

بدورها، رحبت الجامعة العربية بالاتفاق على ترتيبات المرحلة الانتقالية في السودان بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير.

ووصف وزير خارجية بريطانيا جريمي هنت، الاتفاق بـ«اللحظة التاريخية» في البلاد، مؤكداً أن الاتفاق يمهد الطريق إلى الحكم المدني.

تويتر