الطاقة الذرية تحقق في التطورات.. والاتحاد الأوروبي يعرب عن بالغ قلقه
إيران تتخطى النسبة المحظورة لتخصيب اليورانيوم وتلوّح بالتخلي عن تعهـدات أخرى
أعلنت إيران، أمس، تقليصاً جديداً في التزاماتها بالاتفاق النووي الموقّع عام 2015، وقررت تجاوز النسبة المحظورة لتخصيب اليورانيوم، وهددت بالمزيد من التخلي عن تعهداتها خلال الفترة المقبلة، وفي المقابل أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن مفتشيها الموجودين في إيران سيرفعون تقريراً بمجرد تأكدهم من زيادة طهران مستوى تخصيبها اليورانيوم على الحد الذي يسمح به الاتفاق، وأعرب الاتحاد الأوروبي عن بالغ القلق إزاء قرار إيران زيادة تخصيب اليورانيوم فوق المستوى المتفق عليه، وحثت بريطانيا وألمانيا طهران على وقف جميع الأنشطة التي تتعارض مع التزاماتها.
وتفصيلاً، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، في مؤتمر صحافي مشترك مع عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين، أمس، عن تطبيق إيران للخطوة الثانية في خفض تعهداتها في إطار الاتفاق النووي، وقال: «سنبدأ رسمياً تجاوز مستوى 3.67% في تخصيب اليورانيوم».
وقال مساعد وزير الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي: «إذا لم يتمكن الأوروبيون من تلبية مطالبنا فسنستمر في خفض التزاماتنا خطوة تلو أخرى، خطواتنا تعطي مهلة 60 يوماً للأطراف الأخرى لإيجاد حلول قبل الشروع في المرحلة التالية من تقليص الالتزامات».
وفي الوقت ذاته، أكد عراقجي أن المسار الدبلوماسي لايزال مفتوحاً، لكن المهم تلبية مطالب طهران، خصوصاً في ما يتعلق ببيع النفط واستلام العوائد، وأشار إلى أن بإمكان إيران الرجوع في أي لحظة عن تدابيرها في حال تحقيق مطالبها، ووصف طلب واشنطن من الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقد اجتماع بشأن الاتفاق النووي، بأنه «أشبه ما يكون بمزحة».
وبدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تغريدة على «تويتر»، أمس، أن كل الإجراءات التي اتخذتها بلاده، لتقليص التزامها ببنود الاتفاق النووي يمكن التراجع عنها إذا وفّت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق بالتزاماتها، مضيفاً: «اليوم إيران تنفذ الجولة الثانية من خطواتها التصحيحية بشأن الفقرة 36 من الاتفاق النووي، نحتفظ بحق مواصلة القيام بإجراءات تصحيحية مشروعة على الاتفاق لحماية مصالحنا».
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن في وقت سابق أن بلاده سترفع مستوى التخصيب، بداية من أمس، وهو ما يمثل المرحلة الثانية من خفض التزامات إيران المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وقال روحاني: «اعتباراً من السابع من يوليو لن يكون مستوى التخصيب النووي في إيران عند مستوى 3.67%، سنقوم برفعه للقدر الذي نريده ويلبي الضرورة والحاجة».
من جانبه، قال المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، للصحافيين إن إيران ستستأنف، خلال ساعات، تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى من 3.67% ريثما تتم تسوية بعض التفاصيل التقنية، ولم يكشف كمالوندي عن رقم محدد لدرجة نقاء اليورانيوم التي تعتزم إيران تحقيقها، مكتفياً بالقول إنه تلقى الأمر بالتخصيب بالقدر الذي تحتمه حاجة بلاده.
وأول من أمس، قال مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، إن حاجات بلاده الحالية من أجل ما وصفها بـ«الأنشطة السلمية»، تحتم تخصيب اليورانيوم بنسبة 5%، لتغذية مفاعل محطتها الكهربائية العاملة بالطاقة النووية في بوشهر.
وفي المقابل، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، أن مفتشي الوكالة الموجودين في إيران سيرفعون تقريراً للوكالة بمجرد تأكدهم من زيادة طهران مستوى تخصيبها اليورانيوم على الحد الذي يسمح به الاتفاق النووي، وقال متحدث باسم الوكالة التابعة للأمم المتحدة: «نحن على علم بإعلان إيران بشأن مستوى تخصيب اليورانيوم، مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران سيرفعون تقريراً لمقرنا الرئيس، بمجرد تحققهم من التطور الذي أعلنت عنه إيران».
ومن المقرر أن تعقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعاً طارئاً، بعد غد، بطلب من الولايات المتحدة، لبحث انتهاك إيران لبنود الاتفاق، وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، في وقت سابق، إن «الاجتماع سيبحث الأنشطة النووية غير الشرعية لإيران، وفي ضوء أرشيفها السري للأسلحة النووية، يجب أن تخضع إيران لضغوط من أجل التخلي عن طموحاتها النووية».
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن بالغ القلق إزاء قرار إيران زيادة تخصيب اليورانيوم فوق مستوى 3.67% المتفق عليه، وقالت المتحدثة باسم مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ماجا كوسيانيتش، أمس: «نشعر بقلق بالغ إزاء إعلان إيران، سبق أن طالبنا إيران بعدم اتخاذ المزيد من التدابير التي تقوض الاتفاق النووي، ونتواصل مع الأطراف الأخرى المشاركة في الاتفاق بشأن الخطوات التالية وفقاً لبنود الاتفاق».
وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية، أمس، إن إيران خالفت بنود الاتفاق النووي الموقع في 2015، وعليها التوقف فوراً والعدول عن أنشطتها، مضيفة: «انتهكت إيران بنود الاتفاق، وعلى الرغم من أن المملكة المتحدة تبقى ملتزمة بالاتفاق بالكامل فإن على إيران التوقف على الفور، والتراجع عن كل الأنشطة التي تخالف التزاماتها، ننسق مع أطراف الاتفاق النووي الأخرى بشأن الخطوات التالية وفقاً لبنود الاتفاق».
وفي السياق نفسه، حثت ألمانيا إيران على التوقف عن اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض الاتفاق النووي، وقالت وزارة الخارجية الألمانية: «يساورنا قلق بالغ من إعلان إيران أنها بدأت تخصيب اليورانيوم فوق المستوى المسموح به، ونحث إيران بشدة على وقف جميع الأنشطة التي تتعارض مع التزاماتها بموجب الاتفاق النووي والعدول عنها»، وأوضحت الوزارة أن ألمانيا على اتصال مع بريطانيا وفرنسا، المشاركتين الأوروبيتين الأخريين في الاتفاق النووي، لتحديد الخطوات التالية.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إعلان إيران أنها ستزيد مستوى تخصيبها لليورانيوم، بأنه «خطوة بالغة الخطورة»، وكرر الدعوة لفرنسا وبريطانيا وألمانيا لفرض عقوبات على إيران، وحذر خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته من أن قيام إيران بتخصيب اليورانيوم له هدف واحد وهو «تصنيع قنابل ذرية».
بريطانيا تدعو إيران إلى العدول عن أنشطتها النووية.. وألمانيا تحثها على وقف تقويض الاتفاق.
الاتحاد الأوروبي: نتواصل مع الأطراف الأخرى المشارِكة في الاتفاق بشأن الخطوات التالية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news