تأجيل اجتماع «العسكري» السوداني و«الحرية والتغيير» للمرة الثانية
فشل انعقاد جولة التفاوض التي كانت مقررة، مساء أول من أمس، بين المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان، وقوى إعلان الحرية والتغيير، مجدداً، حيث طلبت «الحرية والتغيير» من الوساطة الإفريقية الإثيوبية المشتركة تأجيل جلسة المفاوضات مع المجلس للمرة الثانية، لمدة 48 ساعة، ريثما تحسم مواقفها الداخلية حول وثيقة الاتفاق.
وعقدت قوى الحرية والتغيير اجتماعاً مطولاً، مساء أول من أمس، ضم مكونات التحالف لحسم موقفها من الوثيقة الدستورية، فيما تسود حالة من الترقب والحذر إزاء جلسة المفاوضات المقبلة، وما ستسفر عنه من نتائج، لاسيما في ظل تباين وجهات نظر الأطراف حول بعض بنود وثيقة الإعلان الدستوري في صيغتها النهائية.
وأوضح مصدر في «الحرية والتغيير» أن طلب التأجيل أملته الحاجة، لمزيد من التشاور حول وثيقة الاتفاق التي سلمها الوسيط والتي تحمل الإعلان السياسي والدستوري المقيد لعمل الفترة الانتقالية.
وبرزت خلافات حول الإعلان الدستوري، أهمها البند الذي يتحدث عن منح حصانات مطلقة لرئيس وأعضاء المجلس السيادي، من أي ملاحقة قانونية خلال سنوات الفترة الانتقالية الثلاث.
إلى ذلك، التقى رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن، بالقصر الجمهوري، أمس، المبعوث الأميركي الخاص للسودان دونالد بوث، وتناول اللقاء تطورات عملية المباحثات الجارية بين المجلس وقوى الحرية والتغيير، بهدف التوصل لاتفاق يتم بموجبه تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية، وأشار البرهان إلى أن الشعب السوداني انتظر طويلاً ليرى هذه الحكومة.
ومن جانبه، أوضح المبعوث الأميركي، أن اللقاء كان جيداً ومثمراً، وعبر عن تفاؤله بقرب تحقيق السودانيين أحلامهم بتشكيل حكومة بقيادة مدنية ورئيس وزراء مستقل، وكشف بأنه بصدد التحدث مع جميع الأطراف في هذا الشأن.
وأوضح أن الولايات المتحدة مهتمة وملتزمة بمساعدة السودانيين في الوصول لاتفاق بشأن ترتيبات الفترة الانتقالية، وأنها تريد أن ترى السودان وقد تجاوز المرحلة الحالية، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستعمل مع شركاء السودان الدوليين الآخرين، للتأكد من أن السودانيين حققوا اختراقاً في هذا الشأن، حتى يتثنى دعمهم من المجتمع الدولي، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السودانية (سونا).