توقف الغارات على شمال غرب سورية منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ
شهدت محافظة إدلب، ومحيطها في شمال غرب سورية، هدوءاً حذراً مع توقف الغارات منذ دخول الهدنة، التي أعلنت دمشق الموافقة عليها، ورحّبت بها موسكو، حيز التنفيذ، الليلة قبل الماضية، بعد ثلاثة أشهر من التصعيد.
وفي أول تعليق لها، حذرت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي تسيطر على محافظة إدلب، في بيان، من أنها لن تلتزم بوقف إطلاق النار في حال تعرض مناطق سيطرتها للقصف.
ولم تحُل الهدنة التي تزامن إعلانها مع جولة جديدة من محادثات آستانا، دون خروق «محدودة»، في وقت يشكّك فيه محللون في جديّة هذه الهدنة وقابليتها للاستمرار، مع تكرار دمشق عزمها استعادة الأراضي الخارجة عن سيطرتها.
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، أمس، بـ«استمرار هدوء حذر في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، بعد غياب الطائرات الحربية السورية والروسية عن الأجواء، وتوقف الاشتباكات المباشرة» على الجبهات. وسجّلت مراصد الطيران في إدلب التي تعاين حركة الطائرات من أجل تنبيه المدنيين آخر قصف جوي لقوات الجيش على جنوب مدينة خان شيخون قبل دقيقتين من دخول الاتفاق حيّز التنفيذ ليلاً.
ولم يسر توقف الغارات والاشتباكات على تبادل القصف المتقطع بين الطرفين، إذ أفاد المرصد بإطلاق قوات الجيش عشرات القذائف على ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، مقابل إطلاق الفصائل قذائف على ريف المحافظة الغربي وريف محافظة اللاذقية الساحلية المجاورة لإدلب.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بمقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح جراء سقوط خمسة صواريخ على بلدة قريبة من القرداحة، مسقط رأس عائلة الرئيس بشار الأسد.
وشددت هيئة تحرير الشام على أن «أي قصف أو اعتداء يطال مدن وبلدات الشمال المحرر سيؤدي إلى إلغاء وقف إطلاق النار من جهتنا ويكون لنا حق الرد عليه».
وتزامنت موافقة دمشق على الهدنة مع انعقاد الجولة الـ13 من المحادثات حول سورية في عاصمة كازاخستان، برعاية حليفتي دمشق روسيا وإيران، وتركيا الداعمة للمعارضة.
وهاجم المفاوض السوري بشار الجعفري من العاصمة الكازاخستانية نور سلطان الوجود التركي في شمال غرب سورية، واعتبر أن القرار السوري أول من أمس الموافقة على هدنة في إدلب «امتحان واختبار للنوايا التركية».
ودعا الجعفري «الضامنين» الآخرين، و«الحاضرين في آستانا» إلى تحمل «مسؤولياتهم في الضغط على الجانب التركي» لتنفيذ شروط اتفاق تم التوصل إليه في سوتشي العام الماضي.
وقال الجعفري إن «الإعلان في دمشق بوقف إطلاق النار مشروط بتطبيق الجانب التركي لتفاهمات سوتشي وتفاهمات آستانا وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من يد الإرهابيين».
وتؤكد دمشق تمسكها بالخيار العسكري في حال فشل الاتفاقات الدبلوماسية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news