طائرات الاحتلال تقصف مواقع عدة في غزة
قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، مواقع في قطاع غزة بذريعة الرد على إطلاق صاروخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة، فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه «ما من رئيس أميركي آخر ساعد إسرائيل بقدر ما فعلت»، ورد على الانتقادات التي تعرض لها بسبب اتهامه لليهود الأميركيين الذين يدلون بأصواتهم لمصلحة الحزب الديمقراطي «بالخيانة العظمى»، وزاد عليها، الليلة قبل الماضية، بأن قال إن أي تصويت لمصلحة مرشح ديمقراطي هو تصويت ضد إسرائيل.
وكان طيران الاحتلال الحربي قصف، الليلة قبل الماضية، موقعاً بحرياً فلسطينياً بذريعة الرد على إطلاق قذيفة هاون انفجرت في منطقة مفتوحة قرب إحدى مستوطنات المجلس الإقليمي «سدوت نيغيف».
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إنه تم رصد عملية إطلاق قذائف أخرى من قطاع غزة باتجاه مستوطنات الغلاف، وإن الجيش رد باستهداف مواقع أخرى في شمال القطاع.
من جهتها، قالت مصادر فلسطينية إن طائرات الاحتلال قصفت مواقع عدة فجر أمس في قطاع غزة، مشيرة إلى أن طيران الاحتلال استهدف موقع البحرية الواقع غرب مدينة غزة بثلاث غارات متتالية، فيما سُمع دوي انفجار قوي جنوب مدينة غزة.
كما دوت أصوات الانفجارات شمال ووسط قطاع غزة، فيما أطلق الاحتلال قنابل الإنارة على منطقة صوفا على الحدود الشرقية للقطاع.
من ناحية أخرى، قال ترامب للصحافيين بينما كان يغادر البيت الأبيض: «أعتقد أنه إذا منحت صوتك لديمقراطي فأنت خائن جداً جداً لإسرائيل وللشعب اليهودي».
وأثار اتهام «الخيانة العظمى» غضب مرشحين رئاسيين ديمقراطيين وجماعات يهودية أميركية.
وقال منتقدون إن تصريحات ترامب عكست أفكاراً نمطية معادية للسامية تتهم اليهود الأميركيين بازدواج الولاء للولايات المتحدة وإسرائيل.
وكان الرئيس الأميركي أشار في تصريحات للصحافيين في المكتب البيضاوي، الثلاثاء الماضي، إلى نائبتين ديمقراطيتين رفضت إسرائيل السماح لهما بالدخول تحت ضغط من ترامب.
وقال ترامب: «إلى أين ذهب الحزب الديمقراطي؟ إلى أي مدى ذهبوا في الدفاع عن هاتين المرأتين على حساب دولة إسرائيل؟ وأعتقد أن أي يهودي يصوت لمصلحة ديمقراطي فإن هذا يظهر جهلاً تاماً أو خيانة عظمى»، دون أن يوضح خيانة لمن أو لأي جهة.
وينظر إلى اتهام اليهود الأميركيين بازدواج الولاء على أنه عبارة معادية للسامية مجازاً.
ورفض الديمقراطيون تعليقات ترامب، حيث قال السيناتور بيرني ساندرز، الذي ينافس على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، على «تويتر»: «رسالتي إلى ترامب: أنا يهودي وأفتخر، وليس لدي مخاوف من الإدلاء بصوتي لديمقراطيين».
ويميل اليهود الأميركيون إلى الحزب الديمقراطي. وأيد نحو 70% منهم مرشحين ديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأحدث. ووصف نائب الرئيس الأميركي السابق والمرشح الأوفر حظاً لمنافسة ترامب في انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر 2020، جو بايدن، تصريحات ترامب بأنها «مهينة وغير مبررة»، وحثه على التوقف عن بث الفرقة بين الأميركيين. وقال المرشح الديمقراطي بيتو أورورك على «تويتر»: «الشعب اليهودي ليس بحاجة لإثبات ولائه لك (ترامب) أو لأي شخص آخر». وأورورك عضو سابق في الكونغرس عن ولاية تكساس، وكان قد وصف ترامب بأنه عنصري بسبب حديثه عن المهاجرين. وأثارت تصريحات ترامب غضب كثير من الجماعات اليهودية الأميركية.
وقالت جماعة «جيه. ستريت»، وهي جماعة ضغط يهودية أميركية ليبرالية، في بيان «من الخطر والعار أن يهاجم الرئيس ترامب الأغلبية العظمى من الطائفة اليهودية الأميركية ويصفها بالغباء والخيانة».
وقالت اللجنة الأميركية اليهودية إن تعليقات الرئيس «مثيرة للانقسام بشكل صادم».
غير أن اللجنة اليهودية الجمهورية وقفت إلى جانب ترامب، وقالت اللجنة: «الرئيس ترامب على حق. أن تدافع عن حزب يحمي ويشجع أشخاصاً يكرهونك بسبب دينك، فهذا يظهر قدراً كبيراً من خيانة النفس». ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التعليق على تصريحات ترامب.
أثار اتهام ترامب لليهود الذين يصوتون للحزب الديمقراطي بـ«الخيانة العظمى» غضب مرشحين رئاسيين ديمقراطيين وجماعات يهودية أميركية.