إيران ترفض التفاوض مع واشنطن وتحذر من تخفيض التزاماتها بـ «النووي» خلال يومين
رفض الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس، إجراء مفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة، وحذّر من أن بلاده ستخفّض - كما كان مقرراً - التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، ما لم يحصل اختراق في المباحثات مع الأوروبيين في غضون يومين، فيما قال المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، إن طهران قادرة على استئناف إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 20%، في غضون يومين.
وتفصيلاً، عبّر روحاني، خلال خطاب له أمام مجلس الشورى الإيراني، عن رفضه إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، قائلاً: «ليس لدينا قرار في هذا الصدد.. سيكون جوابنا دائماً الرفض».
واشترط الرئيس الإيراني ضرورة رفع جميع العقوبات المفروضة على إيران من قبل الولايات المتحدة، قبل إجراء أي مفاوضات، على حد قوله.
وتحاول ثلاث دول أوروبية: فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إنقاذ الاتفاق الذي أُبرم عام 2015، والمخصص لوضع حد للبرنامج النووي الإيراني، بعد الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة عام 2018 منه، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية أميركية على إيران.
ولم تكفّ التوترات عن التصاعد بين طهران وإدارة الرئيس دونالد ترامب، لكن في أواخر أغسطس، أثناء قمة مجموعة السبع في فرنسا، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره الأميركي دونالد ترامب، عن احتمال عقد لقاء بين هذا الأخير وروحاني، على هامش الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، التي يُفترض أن تُعقد في سبتمبر في نيويورك.
وعن احتمال عقد مثل هذا اللقاء، قال روحاني أمام مجلس الشورى: «ربما حصل سوء فهم». وأضاف «قلنا ذلك مرات عدة، ونكرره: (لم يتمّ اتخاذ) أي قرار بعقد مفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة».
وتابع «من حيث المبدأ، لا نريد مفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة».
إلا أنه أشار إلى احتمال عقد محادثات مع واشنطن «كما حصل في الماضي» بشأن المسائل النووية، في إطار صيغة 5+1، في حال رفعت الولايات المتحدة عقوباتها.
والدول الستّ الكبرى (5+1) هي البلدان الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي: (الصين وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا)، بالإضافة إلى ألمانيا أي الدول التي تفاوضت بشأن الاتفاق حول النووي الإيراني.
ورفعت إيران مخزونها من اليورانيوم المخصّب إلى ما فوق العتبة المحددة بموجب اتفاق فيينا، وزادت أنشطة التخصيب إلى مستوى يحظره النصّ (أكثر من 3.67%).
وفي الأسابيع الأخيرة، كثّف ماكرون جهوده، وحاول إقناع الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات التي تمس صادرات النفط الإيراني.
وصرّح روحاني: «إذا لم تتوصل هذه المفاوضات إلى أي نتيجة بحلول (غداً) الخميس، فسنعلن عن المرحلة الثالثة لتخفيف التزاماتنا».
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة الماضية، إنه تمّ تخصيب ما يزيد قليلاً على 10% من مخزون إيران من اليورانيوم بنسبة 4.5%، وهو مستوى أعلى من المسموح به بموجب الاتفاق.
وأشارت الوكالة إلى أن إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم، الذي يُفترض ألا يزيد على 300 كيلوغرام بموجب الاتفاق، يبلغ 360 كيلوغراماً تقريباً.
لكنّ روحاني أكد، مجدداً، أن هذه التدابير يمكن الرجوع عنها، وأن المفاوضات يمكن أن تتواصل بعد المرحلة الثالثة.
وأشار إلى أن ذلك سيحصل كما كان مقرراً «في الأيام المقبلة»، إلا إذا اتخذت الأطراف الأخرى تدبيراً «مهماً»، مذكراً بأن إيران تريد التمكن من بيع نفطها للخارج.
وتستمدّ إيران 80% من عائداتها بالعملات الأجنبية من بيع النفط والمنتجات النفطية. وإعادة فرض عقوبات عليها تعزلها بشكل شبه كامل عن النظام المالي الدولي، وتفقدها جميع مشتري نفطها تقريباً.
وبعد خطاب روحاني، صادق البرلمان على التعيينين اللذين قام بهما لمنصبي وزيري التعليم والسياحة، وهما على التوالي: حسن حاجي ميرزايي، وعلي أصغر مونسان.
من جانبه، قال بهروز كمالوندي، أمس، إن طهران قادرة على استئناف إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 20% في غضون يومين، حيث نسبت وكالة «فارس» للأنباء لكمالوندي القول: «إذا ما قررت إيران، فيمكنها الحصول على الوقود المخصب بدرجة نقاء 20%، في غضون يوم أو اثنين».
ويعتبر تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 20% مرحلة وسيطة مهمة على طريق الحصول على يورانيوم انشطاري بنسبة نقاء 90%، وهي ما يلزم لصنع قنبلة.