واشنطن تطالب بإجبار إيران على التعاون في التفتيش النووي
بعثت الولايات المتحدة، أمس، برسالة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول البرنامج النووي الإيراني وأنشطتها غير المعلنة، مطالبة بأهمية إجبار طهران على التعاون الكامل مع المنظمة الدولية حول أنشطتها النووية، فيما اتهم وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إيران بالقيام بأنشطة نووية سرية.
وتفصيلاً، قالت واشنطن في رسالتها: «يجب أن نسأل أنفسنا ماذا يخفي النظام الإيراني أيضاً؟»، واستنكرت فشل إيران في الرد على تساؤلات الوكالة، الأمر الذي اعتبرته واشنطن مرفوضاً، وغير مقبول، ومثيراً للقلق.
وأضافت الولايات المتحدة، في رسالتها، أنها على استعداد تام للتفاوض مع إيران دون شروط مسبقة في الوقت المناسب. جاءت رسالة واشنطن بعد يوم من مطالبة المدير العام بالنيابة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كورنيل فيروتا، إيران بالرد سريعاً على أسئلة منظمته المتعلقة ببرنامجها النووي، في وقت تتخذ فيه طهران خطوات لخفض التزامها ببنود الاتفاق النووي.
وأكدت الوكالة أن طهران تقوم بتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة، من شأنها أن تزيد مخزونها من اليورانيوم المخصب، في خطوة جديدة نحو تقليص إيران لالتزاماتها الواردة في الاتفاق الذي أبرمته مع القوى الكبرى في 2015.
وذكرت الوكالة أن جميع أجهزة الطرد المركزي «تم إعدادها لاختبار سادس فلوريد اليورانيوم، رغم أنه لم يتم اختبار أي منها يومي 7 و8 سبتمبر 2019».
وفي وقت سابق أمس، قال بومبيو إن بلاده عازمة على فرض إجراءات، ستمنع وصول النظام الإيراني لامتلاك سلاح نووي.
وأضاف بومبيو، في تصريحات له: «أن تعاون إيران المحدود مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يثير التساؤلات بشأن احتمال وجود مواد أو أنشطة نووية غير معلنة».
وأوضح الوزير الأميركي «العالم لن يخدع بها، لن نسمح للنظام الإيراني بامتلاك سلاح نووي، وسنقطع عليه كل الطرق المؤدية إلى ذلك».
في السياق نفسه، حذر المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، براين هوك، من مخاطر التمدّد الإيراني في المنطقة، منبّهاً إلى أنّ إيران تسعى إلى استنساخ التجربة اللبنانية في اليمن.
وشدّد هوك على وجوب منع إيران من ترسيخ نفوذها في اليمن، بالتوازي مع تقييد التوسع الإيراني في لبنان وسورية والعراق.
وقال هوك، في مقال نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»: «على العالم أن يواجه طموحات إيران، وإلا فإنّ الهلال الإيراني سيصبح قمراً كاملاً». التحذير الأميركي يأتي لينبه من مخاطر تمدد النفوذ الإيراني، العابر للحدود من لبنان وسورية والعراق، وصولاً إلى اليمن.
وتحدث هوك عن لعبة كبرى تمارسها طهران في اليمن، ستؤدي بحال العجز الدولي عن التصدي لها إلى مخاطر كبرى، على رأسها «لبننة» البلاد أي استنساخ التجربة اللبنانية.
وهوك انطلق من دعم إيران لميليشيات «حزب الله» في لبنان لشرح وجهة نظره. الأمر بدأ بدعم جماعات طائفية متشدّدة أوائل الثمانينات، جمع أكثرها عنفاً في ما بعد بمنظمة واحدة سُمّيت «حزب الله».
اللعبة نفسها تلعبها طهران اليوم في اليمن، وفقاً للمسؤول الأميركي: «هنا، كان للإيرانيين اليد الطولى في نشوب الحرب، بتحريضهم على انقلاب ميليشيات الحوثي. ومع ذلك، لا يجدون حرجاً في السعي لحجز مقعد لهم على طاولة المفاوضات».
برأي هوك، تستخدم إيران اليمن، اليوم، لتعزيز مكانتها الإقليمية.
هوك، الذي انتقد ضعف إعلام بلاده في تغطية دور إيران بإطالة الصراع المأساوي في اليمن، خلص إلى نتيجة بديهية: «منع إيران من ترسيخ نفسها في اليمن، ضرورة لا خيار».
وفي لندن، استدعت بريطانيا السفير الإيراني، أمس، للتنديد بما قالت إنه انتهاك واضح للتأكيدات التي قدمتها بشأن شحنة النفط التي كانت تحملها الناقلة أدريان داريا 1، والتي سبق احتجازها لانتهاكها عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الخارجية، دومينيك راب، في بيان «إيران أظهرت تجاهلاً تاماً للتأكيدات التي قدمتها بشأن (أدريان داريا 1)»، متهماً إيران بعدم الوفاء بتعهدها بعدم نقل النفط من الناقلة إلى سورية.
وأضاف أن بيع النفط هذا للحكومة السورية إنما هو جزء من النمط السلوكي لحكومة إيران، والذي يستهدف زعزعة الأمن الإقليمي. وقالت بريطانيا إنها ستثير المسألة في الأمم المتحدة هذا الشهر.
بريطانيا تستدعي السفير الإيراني، وتعتبر بيع النفط للحكومة السورية جزءاً من النمط السلوكي لحكومة إيران، الذي يستهدف زعزعة الأمن الإقليمي.