ترامب يعتبر الخطوة «متعمّدة»
قوات مدعومة من تركيا تطلق السجناء من مقاتلي «داعش»
بينما تشن تركيا حملة عنيفة ضد المقاتلين والمدنيين الأكراد، في شمال سورية، قامت القوات المدعومة من أنقرة والمرتبطة بالمجموعات المتشددة بإطلاق سراح المقاتلين المسجونين في سجون الأكراد وهم مقاتلون في تنظيم «داعش»، وفق ما أكده مسؤولان أميركيان لـ«فورين بوليسي».
ويأتي هذا الادعاء كمن يصب الماء البارد على ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب على حسابه في «تويتر» بأن المقاتلين الأكراد المناط بهم حراسة السجون أطلقوا سراح المعتقلين داخلها بهدف لفت انتباه الولايات المتحدة، بعد أن أمرت وزارة الدفاع الأميركية جميع الجنود الاميركيين بالانسحاب من المنطقة.
ويطلق على هذه القوات المدعومة من تركيا بـ«الجيش السوري الحر»، وهو مجموعة من المسلحين المرتبطين بمجموعات متشددة، كانت قد شنت هجوماً عنيفاً على شمال سورية، أدى إلى مقتل العديد من «قوات سورية الديمقراطية»، إضافة إلى العديد من المدنيين.
ويطلق على قوات الجيش السوري الحر أيضاً «المعارضة المدعومة من تركيا»، والتي بدأت عام 2011 باعتبارها مجموعة مؤلفة من المنشقين عن الجيش السوري بصورة رئيسة، والذين كانوا يحاولون الإطاحة بالحكومة السورية. وفي عام 2013 بدأت قوات الجيش السوري الحر بالانضمام الى «جبهة النصرة» التي كانت تحارب الحكومة السورية أيضاً ولها علاقات مع تنظيم «القاعدة».
تجنيد
وبدأت المخابرات المركزية تجنيد قوات الجيش السوري الحر من أجل محاربة مقاتلي «داعش» في عام 2014، عندما استولى التنظيم الإرهابي على مواقع واسعة في سورية والعراق. ولكن قوات الجيش السوري الحر كانت لاتزال مرتبطة بـ«جبهة النصرة»، وبدأ بعضهم يظهر أيديولوجيات متشددة، وفق ما قالته ماليسا داتلون الخبيرة في مركز الدراسات الاستراتيجية والعالمية. وفي نهاية المطاف أوقفت الولايات المتحدة علاقتها مع قوات الجيش السوري الحر، لأن هذه المجموعة كانت تفتقر إلى التنظيم، كما أنها غير موثوقة لقتال «داعش».
وتمتلك الولايات المتحدة أدلة على أن السجون التي قالت «قوات سورية الديمقراطية» أنها لم تعد قادرة على حراستها لأنها أصبحت بأيدي القوات المدعومة من الأتراك، هي ذاتها السجون التي تم إطلاق السجناء منها، وفق ما ذكره كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية. وهذا يعني أن القوات المدعومة من تركيا هي التي أطلقت سراح السجناء. ولكن الحكومة التركية استخدمت تسجيل فيديو لسجن فارغ في بلدة تل أبيض في شمال سورية، للادعاء بأن «قوات سورية الديمقراطية» قامت عمداً بإطلاق سراح عناصر «داعش» قبل الهرب من الهجوم التركي.
وقال مسؤول حكومي تركي لوسائل الإعلام التركية: «القوات التركية هاجمت أحد السجون في تل أبيض في وقت سابق على أمل أن تأخذ السجناء الداعشيين الذين كانوا موجودين هنا»، وأضاف المسؤول التركي أن باب السجن كان محطماً عند وصول الجيش التركي إليه «ولكن قبل أن تصل قواتنا إلى هناك، قامت قوات (حزب العمال الكردستاني)، و(قوات حماية الشعب الكردي) بإطلاق السجناء على أمل تأجيج الفوضى في المنطقة».
وخاض ترامب في حرب المعلومات، يوم الاثنين الماضي، مغرداً بأن «القوات الكردية ربما تكون قد أطلقت السجناء من (داعش) لاجبارنا على التدخل»، وهو اتهام قال مسؤولون أميركيون أنه غير صحيح.
سلام هش
وتعرضت منطقة شمال سورية، التي كانت تعيش سلاماً هشاً في ظل قيادة قوات سورية الديمقراطية الكردية وذراعها السياسية مجلس سورية الديمقراطية، إلى حالة من الفوضى، بعد أن منح الرئيس الأميركي تركيا الضوء الأخضر للتحرك لاحتلال المنطقة. وبعد مرور نحو ستة أيام على دخول الجيش التركي إلى المنطقة، هرب نحو 800 سجين وعائلاتهم كانوا يقاتلون ضمن «داعش»، حيث هربوا من مخيم عين عيسى في شمال سورية.
ويوجد في المنطقة نحو 10 آلاف سجين كانوا يقاتلون مع «داعش» في العراق وسورية، وهم موزعون على عدد من السجون في مختلف المناطق شمال سورية، إضافة إلى نحو 100 ألف شخص هم أفراد عائلات مقاتلي «داعش»، إضافة إلى لاجئين آخرين يعيشون في مخيمات المنطقة، بمن فيهم 70 ألفاً يعيشون في مخيم الهول للاجئين.
ويحذر المسؤولون العسكريون الأميركيون منذ شهور عدة من أن مخيمات مثل الهول يعتبر بؤرة لأيديولوجية التطرف، وأنه ينتج الكثير من المتطرفين الداعشيين. وتضم هذه المخيمات عشرات الآلاف من النساء اللواتي كن يعملن في «داعش» إضافة إلى أطفالهن، وفق ما ذكره اللواء اليس غرينكويتش نائب قائد الائتلاف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي كان يحارب تنظيم «داعش» في سورية. وقال غرينكويتش: «الخطر الحقيقي بالنسبة لي هو الجيل المقبل من تنظيم (داعش)، والذي تتم برمجته هنا في هذه المخيمات والذي ينذر بظهور جيل أكثر تطرفاً من آبائهم الذين حاربناهم لسنوات عدة»، وأضاف «أعتقد أن هذا هو أكبر خطر استراتيجي على المدى البعيد بالنسبة للحملة العالمية للقضاء على (داعش)، التي يجب أن لا تنسى خطر الجيل المقبل».
- منطقة شمال سورية، التي كانت تعيش سلاماً
هشاً في ظل قيادة قوات سورية الديمقراطية
الكردية وذراعها السياسية مجلس سورية
الديمقراطية، تعرضت إلى حالة من الفوضى
بعد أن منح الرئيس الأميركي تركيا الضوء الأخضر
للتحرك لاحتلال المنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news