القوات الأميركية تنسحب من أكبر قواعدها في شمال سورية.. و«قسد» تغادر رأس العين
انسحبت القوات الأميركية، أمس، من أكبر قواعدها العسكرية في شمال سورية، تنفيذاً لقرار واشنطن الأخير بسحب نحو ألف جندي من تلك المنطقة، كما انسحبت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، أمس، بشكل كامل من مدينة رأس العين الحدودية. وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الهدنة التي سعت إليها واشنطن في شمال شرق سورية «صامدة».
وتفصيلاً، كتب ترامب تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» نقل فيها عن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، قوله إن وقف إطلاق النار صامد، موضحاً أن مواجهات محدودة وقعت لكنها انتهت بسرعة، والأكراد يعيدون انتشارهم في مناطق جديدة.
بدوره، أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن تفاؤله بالوضع في سورية، في مقابلة مع قناة «إيه بي سي»، أمس، وقال: «هناك معارك قليلة نسبياً. بعض القصف المتقطع بالأسلحة الخفيفة وبعض قذائف الهاون».
وذكرت وكالة «فرانس برس» أن أكثر من سبعين مدرعة وسيارة عسكرية ترفع العلم الأميركي عبرت مدينة تل تمر في محافظة الحسكة، بينما كانت مروحيات برفقتها تحلق في الأجواء. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القافلة أخلت مطار صرين الذي كانت القوات الأميركية تتخذه قاعدة لها على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً جنوب مدينة كوباني (عين العرب).
وتقع هذه القاعدة على أطراف منطقة عازلة تسعى تركيا لإقامتها في شمال شرق سورية، حيث تشن أنقرة مع فصائل سورية موالية لها هجوماً منذ التاسع من الشهر الجاري ضد المقاتلين الأكراد، وتمكنت بموجبه من السيطرة على شريط حدودي بطول 120 كيلومتراً.
وبعد خمسة أيام من بدء هذا الهجوم، أعلنت واشنطن في 14 أكتوبر الجاري، أن نحو ألف جندي أميركي موجودين في المنطقة تلقوا الأوامر بالانسحاب، وبدأت واشنطن تنفيذ قرارها بسحب جنود من نقاط حدودية مع تركيا، ما اعتبر بمثابة ضوء أخضر لأنقرة حتى تبدأ هجومها الذي لاقى تنديداً دولياً واسعاً وتسبب بنزوح أكثر من 300 ألف شخص.
وانسحبت القوات الأميركية، خلال الأسبوع الماضي، من ثلاث قواعد أخرى، بينها قاعدة في مدينة منبج وأخرى بالقرب من كوباني، وباتت جميع القواعد التي اتخذتها القوات الأميركية في شمال محافظة الرقة وشمال شرق حلب خالية اليوم، بينما لايزال الأميركيون يحتفظون بقواعد في محافظتي دير الزور والحسكة، بالإضافة إلى قاعدة التنف جنوباً.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، أمس، أن كل القوات الأميركية التي ستغادر سورية ستتوجه إلى غرب العراق، وفقاً للخطة الحالية، وقال لصحافيين مرافقين له على طائرة عسكرية في طريقها إلى الشرق الأوسط، إن الجيش سيستمر في عملياته لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، لمنع عودته إلى المنطقة، موضحاً أن الولايات المتحدة لا تستبعد فكرة تنفيذ عمليات لمكافحة الإرهاب في سورية من داخل العراق، وسيتم العمل على التفاصيل بمرور الوقت.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، إن بلاده ستناقش مع روسيا إخراج مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية من مدينتي منبج وكوباني بشمال سورية خلال محادثات في سوتشي هذا الأسبوع.
وسيسافر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى سوتشي، غداً، لإجراء محادثات طارئة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وقال أوغلو خلال مقابلة مع محطة «كانال 7» إن تركيا تتوقع إخراج وحدات حماية الشعب من المناطق التي انتشرت فيها القوات الحكومية السورية المدعومة من موسكو في شمال سورية، مضيفاً: «تركيا لا تريد أن ترى أي مسلح كردي في المنطقة الآمنة بسورية بعد هدنة الأيام الخمسة».
وأكد المتحدث الرئاسي التركي إبراهيم كالين، لوكالة «فرانس برس»، أن تركيا لا نية لديها في احتلال المنطقة الحدودية، مضيفاً: «نحن متمسكون باتفاق وقف إطلاق النار، الذي ينصّ على رحيل المقاتلين الأكراد خلال مهلة الخمسة أيام، وقد طلبنا من زملائنا الأميركيين استخدام نفوذهم وعلاقاتهم لضمان أن المقاتلين سيغادرون من دون حوادث».
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، أن «جندياً تركياً قتل وأصيب آخر، أمس، بعد هجوم شنته وحدات حماية الشعب الكردية السورية في تل أبيض بشمال شرق سورية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار»، بحسب بيان للوزارة أكد أيضاً أن الهجوم استهدف جنوداً أتراكاً يقومون بمهمة استطلاع ومراقبة في تل أبيض.
وأكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، عدم وجود أي نوع من الأسلحة الكيماوية في مخازن القوات المسلحة التركية، مضيفاً في كلمة ألقاها خلال زيارة أجراها للمدرسة الثانوية التي درس فيها بولاية قيصري، أن «القوات التركية لا تمتلك هذا النوع من السلاح، وستقضي على أي تهديد يطال أمن الحدود وسلامة المواطنين القاطنين في المناطق القريبة من الحدود السورية». إلى ذلك، انسحبت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، أمس، بشكل كامل من مدينة رأس العين الحدودية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تنفيذاً للاتفاق التركي الأميركي.وأفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأن القوات الأميركية قامت بنقل زوجات عناصر تنظيم «داعش» من داخل مخيم الهول شرق مدينة الحسكة، دون أن توضح الوكالة الجهة التي يجري نقلهن إليها، فيما غادرت قافلة تضم سيارات إسعاف وشاحنات تقل مقاتلين من قوات سورية الديمقراطية (قسد) مدينة رأس العين المحاصرة من القوات التركية وفصائل سورية موالية، وذكرت «فرانس برس» أن خمسين سيارة على الأقل بينها سيارات إسعاف غادرت مستشفى في المدينة، ثم تصاعدت ألسنة النيران من المستشفى بعد وقت قصير من انطلاق القافلة.
- مقتل جندي تركي وإصابة آخر في «تل أبيض»، وأنقرة تؤكد عدم امتلاكها أسلحة كيماوية.
- بومبيو يُعرب عن تفاؤله بالوضع في سورية، ويؤكد أن المعارك قليلة نسبياً.