المتظاهرون يواصلون الاحتجاجات مع قرب انتهاء مهلة الحريري
الحكومة اللبنانية تجتمع اليوم للاتفاق على إجراءات تطبيق الإصلاحات
أعلن مسؤولون لبنانيون، أمس، أن رئيس الحكومة سعد الحريري اتفق مع شركائه في الحكومة على حزمة من القرارات الإصلاحية، بهدف تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية التي أججت الاحتجاجات الشعبية في أنحاء لبنان كافة، ومن المتوقع أن يوافق عليها مجلس الوزراء اليوم.
وتشمل القرارات الإصلاحية خفض رواتب الرؤساء والوزراء والنواب الحاليين والسابقين بنسبة 50%، ومساهمة المصرف المركزي والمصارف اللبنانية بنحو 5000 مليار ليرة لبنانية، أي ما يعادل 3.3 مليارات دولار.
كما تتضمن خطة لخصخصة قطاع الاتصالات، وإصلاحاً شاملاً لقطاع الكهرباء المهترئ، وهو مطلب حاسم من المانحين الأجانب للإفراج عن 11 مليار دولار.
وكانت وسائل إعلام لبنانية قد أفادت بانعقاد اجتماع وزاري مصغر، برئاسة رئيس الحكومة، سعد الحريري، في بيت الوسط لبحث الورقة الاقتصادية، التي تقدم بها الحريري للكتل السياسية، وإدخال التعديلات عليها، مشيرة إلى أن الاجتماع المصغر يمهد لجلسة حكومية عاجلة في القصر الجمهوري.
وكانت مصادر في رئاسة الحكومة اللبنانية قالت، أمس، إن الحريري عقد لقاءات مع عدد من ممثلي الكتل السياسية، كل على حدة، عرض خلالها ورقة اقتصادية في صيغة مبادرة إنقاذية
وكان المتظاهرون اللبنانيون قد عادوا إلى الشوارع، أمس، لمواصلة الضغط على رئيس الوزراء مع قرب انتهاء مهلة حددها الحريري لتنفيذ مجموعة من الإصلاحات المطلوبة بشدة لاقتصاد البلاد.
وشارك في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي عمت البلاد، أمس، جميع قطاعات المجتمع اللبناني، بهدف إسقاط نخبة سياسية يتهمها المحتجون بـ«إغراق الاقتصاد في أزمة»، وتدفق المحتجون إلى الشوارع لليوم الرابع على التوالي في مسيرات حاشدة، وصدحت مكبرات الصوت بالأغاني الوطنية، في حين ردد المتظاهرون هتافات تطالب بسقوط الحكومة.
وتجمع المتظاهرون في وسط بيروت، ونزل آخرون إلى الشارع في صور والنبطية وصيدا جنوباً، وطرابلس وعكار شمالاً، وصولاً إلى بعلبك شرقاً.
ونظم متظاهرون حلقات دبكة، رددوا فيها أغاني مسجلة وأناشيد وطنية، وأحضر البعض معهم آلات موسيقية استخدموها لمواكبة المتظاهرين في الهتافات، وحضر متطوعون صباحاً إلى وسط العاصمة لتنظيف ساحات التظاهر والشوارع.
وقام متظاهرون في ساحة النور بطرابلس برفع علم لبناني بطول مئات الأمتار، وفي مدينة صور خرج الناس مجدداً إلى الشارع هاتفين ضد السرقة وداعين إلى إسقاط الحكومة، وفي البحر قبالهم تظاهر صيادو المدينة في مراكبهم وزوارقهم .
وأعلنت الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة في لبنان، أمس، تمديد الإضراب العام في جميع الإدارات والمؤسسات حتى مساء اليوم، وقالت الرابطة، في بيان، إنه تقرر تمديد الإضراب ترقباً لما سيصدر عن الحكومة من إجراءات موعودة لمعالجة الأزمة القائمة.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية، أن رئاسة الجامعة اللبنانية قررت تعليق الدروس وتأجيل الامتحانات إلى موعد لاحق، نظراً إلى الظروف الراهنة.
وأمهل الحريري شركاءه في الحكومة 72 ساعة يوم الجمعة الماضي، للاتفاق على إصلاحات من شأنها تجنيب البلاد أزمة اقتصادية، ملمحاً لاحتمال استقالته إن لم يحدث هذا، وتنتهي المهلة مساء اليوم.
واتهم الحريري خصومه بعرقلة إجراءات خاصة بالميزانية يمكن أن تتيح للبنان الحصول على 11 مليار دولار تعهد بها مانحون غربيون، وتساعده على تجنب الانهيار الاقتصادي. وتصاعد الضغط على الحريري بعد أن انضمت أصوات من زعماء الاتحادات العمالية والساسة للدعوات الشعبية المطالبة باستقالة الحكومة، وقال حزب القوات اللبنانية، مساء أول من أمس، إن وزراءه الأربعة سينسحبون من الحكومة.
إغلاق المصارف اللبنانية بسبب التظاهرات
أصدرت جمعية المصارف اللبنانية، بياناً، أمس، أعلنت فيه أن المصارف ستظل مغلقة اليوم، وقالت الجمعية في البيان، الذي نقلته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام: «مع استمرار التحركات الشعبية في أنحاء عدة من البلاد، وحرصاً على أمن العملاء والموظفين وسلامتهم، ومن أجل إزالة آثار الأضرار التي أصابت بعض المراكز والفروع المصرفية، تعلن الجمعية أن أبواب المصارف ستبقى مقفلة يوم الإثنين». وأعربت الجمعية عن أملها في أن «تستتب الأوضاع العامة سريعاً في ضوء المساعي الحميدة والدؤوبة التي تبذلها مختلف السلطات لإشاعة الطمأنينة والاستقرار، ولاستئناف الحياة الطبيعية في البلاد».
- متطوعون ينظفون ساحات التظاهر.. وحلقات دبكة وأناشيد وطنية تواكب الهتافات.
- علم لبناني بطول مئات الأمتار في طرابلس.. وصيادون يتظاهرون بمراكبهم في «صور».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news