إمبراطور اليابان الجديد ناروهيتو يعتلي العرش رسمياً في مراسم تراثية

جرى تنصيب الإمبراطور الياباني الجديد ناروهيتو رسمياً، أمس، أمام نحو 2000 ضيف، بينهم شخصيات من نحو 190 دولة ومنظمة دولية، في احتفال رسمي في القصر الإمبراطوري، ونيابة عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، شارك سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أمس، في المراسم الرسمية لتنصيب إمبراطور اليابان الجديد، التي جرت في القصر الإمبراطوري في العاصمة طوكيو.

واستكمل الإمبراطور ناروهيتو مراسم اعتلائه العرش في حفل رسمي جرى في القصر الإمبراطوري في طوكيو، وفق مراسم تراثية، حيث قال ناروهيتو وبجانبه الإمبراطورة ماساكو، وكلاهما يرتديان لباساً تقليدياً خاصاً بهذه المراسم الاستثنائية: «بعدما ورثت العرش بموجب الدستور وقانون البيت الإمبراطوري، أعلن تنصيبي للبلد والعالم».

وأصبح ناروهيتو (59 عاماً) رسمياً في الأول من مايو الإمبراطور الـ126 لليابان، غداة تخلي والده أكيهيتو عن العرش لأسباب صحية.

غير أن عملية الخلافة في اليابان تتم وفق آلية طويلة، تختتم بإعلان التنصيب رسمياً.

وقال ناروهيتو «أعد هنا بأنني سأصلّي دوماً من أجل سعادة الشعب الياباني، والسلام العالمي»، مبدياً كذلك التزامه الوقوف «بجانب الشعب للوفاء بواجباتي كرمز للأمة ولوحدة شعب اليابان».

وجرى الحفل في «صالة الصنوبر» في القصر الإمبراطوري، بحضور أفراد العائلة الإمبراطورية، الذين ارتدوا ملابس تقليدية، ورئيس الوزراء وكبار المسؤولين.

ثم قام موظفون رسميون يعرفون باسم «جيجو» بإزالة ستائر بنفسجية منسدلة من المظلتين اللتين تعلوان العرشين الإمبراطوريين المنصوبين فوق منصّتين منفصلتين، فظهر الإمبراطور والإمبراطورة واقفين بلا حراك تحتهما.

وبعد تلاوة الإمبراطور إعلان تنصيبه المقتضب، قدم له رئيس الوزراء شينزو آبي تهانيه باسم الشعب الياباني.

ثم رفع آبي ذراعيه إلى الأعلى هاتفاً ثلاث مرّات أمام الإمبراطور «بانزاي»، متمنياً له بذلك طول العمر.

وأطلقت طلقات مدفعية عدة خارج القصر، قبل أن تغلق الستائر مجدداً على الإمبراطور وزوجته في ختام المراسم.

وجرى قبل ذلك حفل مغلق، صباح أمس، وفق الطقوس الشينتو «أبلغ» خلاله ناروهيتو أسلافه الإمبراطوريين بتنصيبه.

وعلى الرغم من هطول مطر غزير على طوكيو منذ مساء الإثنين، قصد بعض الأشخاص مشارف القصر الإمبراطوري.

وبين المدعوين الأجانب رؤساء دول منهم الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، والفلبيني رودريغو دوتيرتي، وممثلون لعائلات مالكة أخرى مثل الأمير تشارلز عن بريطانيا. وكلف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي تمثيل فرنسا.

وأرسل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي كان أول قيادي أجنبي يلتقي الإمبراطور الجديد في مايو، وزيرة النقل إيلاين تشاو.

واضطر الرئيس الفلبيني لاختصار زيارته إلى اليابان، بسبب معاناته «أوجاعاً لا تحتمل»، جراء تعرّضه قبل أيام لحادث دراجة نارية، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه.

وسيستقبل شينزو آبي المدعوين الأجانب حول مأدبة عشاء تقام اليوم في أحد فنادق العاصمة الكبرى.

وجعلت اليابان يوم أمس عطلة وطنية للاحتفال مع الزوجين الإمبراطوريين.

وفي الصباح، تجمع الناس على طول الشوارع تحت المطر لإلقاء نظرة على الزوجين الإمبراطوريين، بينما كانا يتجهان بشكل منفصل إلى القصر الإمبراطوري، وهما يلوّحان من سيارتيهما على طول الطريق.

وأرجئ عبور الإمبراطور وزوجته طوكيو في موكب طوكيو، في مناسبة نادرة ليشاهد اليابانيون الزوج الإمبراطوري ويحييه إلى 10 نوفمبر، إذ رأت الحكومة أنه من غير المناسب إبقاء هذا الحدث الاحتفالي في حين لايزال آلاف المنكوبين يعانون تداعيات الفيضانات الهائلة الناجمة عن الإعصار هاغيبيس، الذي ضرب اليابان قبل 10 أيام.

ويصل ناروهيتو لعرش اليابان في ظروف مختلفة تماماً عن الظروف التي تولى فيها والده حكم البلاد، عندما أصبح إمبراطوراً في عام 1989.

ففي ذلك الوقت، كانت اليابان تحكم العالم اقتصادياً، وكانت منتجاتها التقنية موضع حسد كل الدول الصناعية، فيما كانت سوق الأوراق المالية اليابانية في ذروتها، في شكل يستبعد أن يتكرر.

أما الآن، فيواجه الإمبراطور الجديد معركة ضد الانكماش الاقتصادي والنمو البطيء، بينما يتقدم عمر السكان في شكل سريع.

ونيابة عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، شارك سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، أمس، في المراسم الرسمية لتنصيب الإمبراطور ناروهيتو، حيث نقل سموه إلى الإمبراطور ناروهيتو تهاني صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتمنيات سموهم للإمبراطور بالتوفيق والخير في خدمة وطنه وشعبه ورفعته وتقدمه.

وأعرب سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، عن تطلعه إلى مزيد من التعاون والعمل المشترك لتعزيز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات واليابان، بما يعود على البلدين وشعبيهما الصديقين بالخير والنماء، متمنياً لليابان وشعبها الصديق مزيداً من التطور والازدهار.

وكانت مراسم حفل التنصيب قد بدأت بوصول موكب إمبراطور اليابان إلى قاعة الدولة في القصر الرئاسي، وبحضور ممثلي 195 دولة من رؤساء الدول والحكومات والمسؤولين وممثلي المنظمات الدولية، ونحو 2500 من كبار الشخصيات المحلية والأجنبية، الذين تمت دعوتهم للحفل.

وفي وقت لاحق، التقى سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، في مقر إقامته في طوكيو، وزير الدفاع الياباني تارو كونو.

وتم خلال اللقاء، الذي عقد في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها سموه إلى اليابان، بحث علاقات التعاون المشترك، والصداقة بين دولة الإمارات واليابان.

وتبادل الجانبان وجهات النظر تجاه عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكدا أهمية التصدي للتطرف ومكافحة الإرهاب، وصون السلم والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، بما يعزز السلم والأمن الدوليين.

وأكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، عمق العلاقات التي تجمع بين دولة الإمارات واليابان، والحرص على تعزيز أوجه التعاون المشترك بين البلدين في المجالات كافة، ومنها العسكرية والدفاعية.

من جانبه، رحب تارو كونو بسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مؤكداً أهمية الزيارة التي تعكس مدى متانة التعاون المشترك بين البلدين. وأشاد وزير الدفاع الياباني بدور دولة الإمارات ومبادراتها لدعم جهود المجتمع الدولي لإحلال الاستقرار والسلام في أنحاء العالم.

126

ترتيب الإمبراطور الجديد ناروهيتو، غداة تخلي والده أكيهيتو عن العرش لأسباب صحية.

الأكثر مشاركة