أبوبكرالبغدادي وبن لادن.. تشابه في التصفية واختلاف في الزمان والمكان
على غرار مقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي،أسامة بن لادن مطلع مايو 2011 في بلدة أبوت آباد الباكستانية في عملية خاصة أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأميركية ونفذها الجيش الأميركي في 40 دقيقة، انتهت بتصفية المطلوب الأول لواشنطن أسامة بن لادن في مجمع سكني كان يقيم به مع زوجاته وأبنائه، حيث دار اشتباك، نجم عنه مصرع زعيم التنظيم بطلقة في الرأس، يتكرر اليوم نفس المشهد مع اختلاف الزمان والمكان وإن تطابق الهدف،
بإعلان البيت الأبيض مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبوبكر البغدادي في عملية خاصة للجيش الأميركي في منطقة شمال غرب سورية قريبة من الحدود التركية.
ومن غرائب الصدف أن عملية تصفية بن لادن عام 2011 تزامنت وقتها مع احتدام جدل ونقاش في الولايات المتحدة حول نية واشنطن سحب قواتها من أفغانستان وسط إصرار إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وانتقادات المعارضين المحذرين من إمكانية عودة نشاط تنظيم «القاعدة». والآن تتم تصفية زعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي في «عملية خاصة» وسط جدال مشابه حول سورية وانتقادات مماثلة يتعرض لها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه بسبب عزمه سحب القوات اﻷميركية من سورية قبل أن يتم القضاء كليا على «داعش».
وبعد عملية أبوت آباد،خرج أوباما وقتها ليعلن الانسحاب من أفغانستان في خطاب تلفزيوني اكتسب زخماً وقوة حيث وظف نبأ مقتل بن لادن ﻹعلان قراره بطريقة تشابه إعلان النصر، وكيف بدا فخورا ومسرورا وهو يصف عملية قتل زعيم «القاعدة» التي كان يتابعها هو وفريقه بشكل مباشر من البيت الأبيض بأنها «طويلة كأنها أيام» مضيفا «إن تلك اللحظات كانت بلا شك الأشد إثارة للقلق والتوتر، وكان الكثيرون يحبسون أنفاسهم».
وأظهرت الصور الرئيس داخل غرفة المؤتمرات ومركز إدارة الاستخبارات وقد انحنى إلى الأمام في مقعده في لهفة وهو يشاهد خطوات المهمة العصيبة كما لو كانت فيلم رعب.
وكما فعل أوباما، قال ترامب في كلمة ألقاها من البيت الأبيض أنه شاهد عملية مقتل زعيم تنظيم«داعش» أبوبكر البغدادي مع رئيس الأركان، الجنرال مارك ميلي، ونائب الرئيس، مايك بنس. ووصف العملية بأنها «كانت مثالية كما لو أنك كنت تشاهد فيلمًا». وقال الرئيس الأميركي أن البغدادي قتل بغارة أميركية نفذت الليلة الماضية في سورية، بعد أن فجّر سترة ناسفة كان يرتديها أثناء الهجوم، عندما حشر في أحد الأنفاق التي عطّلتها القوات الأميركية، واصفا عملية قتله «التي قال إنه شاهدها بفيلم رائع».
ووصف عملية مقتل البغدادي قائلًا إنه «قتل هاربًا كالكلب، وكان يبكي وينوح وهو يجر ثلاثة أطفال معه إلى موت محتوم، وهو يعرف أن الأنفاق مسدودة ولا مخرج منها». وقال ترامب، إنه «تم التعرف على هوية البغدادي من خلال نتائج اختبارات أجريت بعد الغارة».
وفور انتهاء العملية، سارع الرئيس الأميركي إلى الإعلان أولا عبر تغريدة على «تويتر»، إن هناك حدث مهم قد وقع، ليطل بعدها بساعات مؤكدا مقتل البغدادي لدى تفجيره سترة ناسفة بعدما حاصرته قوات أميركية خاصة في نفق مغلق في شمال غرب سورية.
وقال ترامب إن البغدادي قتل معه ثلاثة من أولاده في التفجير وإن «جسده كان مشوها جراء الانفجار. كما أن النفق انهار عليه. لكن نتائج التحاليل أتاحت التعرف عليه بشكل أكيد وفوري وتام. كان فعلا هو».
وتابع أن البغدادي «الذي سعى بكل ما أمكنه لترهيب الآخرين قضى لحظاته الأخيرة في هلع تام... في ذعر كامل ورعب من القوات الأميركية التي كانت تنقض عليه».وأضاف أن البغدادي قتل «مثل كلب».
وقبل تغريدة ترامب أفادت مجلة نيوزويك الأميركية نقلا عن مصدر بالجيش الأميركي بأن زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي قتل في غارة جوية نفذتها مروحيات فوق إدلب شمال غرب سورية.
بالمقابل، تحدثت مصادر ميدانية بالمعارضة السورية قريبة من مكان الاشتباك عن عملية إنزال جوي قام بها جنود التحالف الدولي في شمال سورية قبل ساعات وسحبهم لجثث قُتلت نتيجة الغارة.
من جهتها قالت شبكة«سي أن أن»الأميركية، نقلاً عن مسؤول كبير في البنتاغون، أن زعيم «داعش» قتل نفسه بتفجير سترة انتحارية.وأضافت لم يصب أي طفل في الغارة الأميركية، لكن قُتلت زوجتان للبغدادي ربما من جراء انفجار السترة الناسفة.
وأوضحت بعض التقارير الإعلامية أن عملية مقتل البغدادي، جرت قرب قرية بريشا في إدلب، حيث يقع مقر عدد من التنظيمات المتطرفة، ومنها حراس الدين.
وفي السياق، أوضحت قناة«أن بي سي»الأميركية أن الولايات المتحدة دمرت المبنى الذي كان فيه البغدادي قرب باريشا في إدلب كما نفذت غارة جوية على موكب سيارات بالقرب من المكان.
وأضافت أن البناية التي كان فيها الرجل الأول في التنظيم الذي روع الآلاف لسنوات في العراق وسورية، قد سويت بالأرض.
وكانت وزارة الداخلية العراقية أعلنت في سبتمر الماضي عن مكان تواجد البغدادي. وأفادت خلية الصقور التابعة للوزارة أن الإرهابي إبراهيم عواد السامرائي، الملقب بـ«أبوبكر البغدادي» متواجد في إحدى مناطق سورية الغربية.
وظهر البغدادي منتصف سبتمبر الماضي في تسجيل جديد نشرته مؤسسة الفرقان، الذراع الإعلامية للتنظيم الإرهابي.
وكما رصدت الولايات المتحدة قبل مقتل بن لان مكافأة مالية ضخمة لمن يدلي بمعلومات عن مكان زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، رصد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في أبريل 2019، مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يبلغ عن مكان زعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news