مقتل «البغدادي» فــي نفـق مسدود بعملية أميركية

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس، مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي، أبوبكر البغدادي، بعد هروبه إلى نفق مسدود، إثر غارة قادتها القوات الأميركية، خلال الليل، في سورية، قائلاً إنه «مات ميتة الكلاب»، فيما تنازعت تركيا والعراق والقوات الكردية الدور الأهم في العملية التي أدت إلى القضاء على البغدادي، وأعلنت بريطانيا وفرنسا أن المعركة ضد التنظيم الإرهابي لم تنتهِ بمقتل قائده.

وقال ترامب في كلمة بالبيت الأبيض: «السفاح الذي حاول كثيراً ترويع الآخرين قضى لحظاته الأخيرة في قلق وخوف وذعر مطبق، خشية أن تنقض عليه القوات الأميركية، ومات ميتة الكلاب والجبناء».

وتابع: «قُتل البغدادي بعد أن هرب إلى نفق مسدود، وصل إلى نهاية النفق بينما كانت كلابنا تلاحقه، فجّر سترته فقتل نفسه وأطفاله الثلاثة، شوّهت الانفجارات جثته، وانهار النفق فوقه، لكن نتائج التحاليل أتاحت التعرف إليه بشكل أكيد وفوري وتام، كان فعلا هو».

وأشار ترامب إلى أن «البغدادي، الذي سعى بكل ما أمكنه لترهيب الآخرين، قضى لحظاته الأخيرة في هلع تام».

وأوضح ترامب أن عدداً كبيراً من عناصر «داعش» قُتل في العملية الأميركية، وقال: «لم نخسر أي عنصر في العملية، في حين أن عدداً كبيراً من مقاتلي البغدادي ورفاقه، قُتل معه»، وقدم ترامب الشكر لروسيا وتركيا وسورية والعراق والأكراد، لمساعدتهم في عملية قتل البغدادي.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مروحيات أميركية أنزلت مقاتلين على الأرض، بعد منتصف ليلة أمس، في إطار عملية استهداف البغدادي، موضحاً أن العملية التي تمت في قرية باريشا في إدلب، شمال غرب سورية، على الحدود مع تركيا، تخللها اشتباك مع عناصر «داعش».

وأعلنت تركيا أنه تم «التنسيق» بين أنقرة وواشنطن قبيل عملية استهداف البغدادي، وقالت وزارة الدفاع التركية في تغريدة على «تويتر»: «قبيل العملية الأميركية في محافظة إدلب السورية، حصل تبادل للمعلومات وتنسيق بين السلطات العسكرية للبلدين».

ومن جانبها، قالت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، التي يقودها الأكراد، إنها تعاونت مع الولايات المتحدة في عملية ناجحة ضد «داعش»، ووصفت تلك العملية بـ«التاريخية».

وبث التلفزيون الرسمي العراقي لقطات مصورة لما قال إنها غارة أميركية، نُفذت في سورية، لعملية مقتل البغدادي، وأظهرت اللقطات حفرة في الأرض بدا أنها ناجمة عن غارة، وملابس ممزقة وملطخة بالدماء.

وأعلن العراق أنه حدّد موقع زعيم «داعش»، وأبلغ به الولايات المتحدة التي نفذت الغارة التي انتهت بمقتله، وقال الجيش العراقي في بيان: ‭‭‬‬«بعد متابعة مستمرة وتشكيل فريق عمل مختص، على مدار سنة كاملة، تمكن جهاز المخابرات الوطني العراقي، وفقاً لمعلومات دقيقة، من تحديد الوكر الذي يختبئ فيه رأس داعش، الإرهابي المجرم أبوبكر البغدادي، ومن معه في محافظة إدلب السورية».

ومن جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إنها ليست لديها معلومات موثوق بها عن العملية الأميركية، التي أسفرت عن مقتل البغدادي. وأشاد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بمقتل البغدادي واعتبره «لحظة مهمة»، إلا أنه أكد أن المعركة ضد التنظيم «لم تنتهِ بعد»، بحسب ما كتب على موقع «تويتر».

وأضاف: «سنعمل مع شركائنا لإنهاء نشاطات داعش الإجرامية والهمجية بشكل نهائي».

وهنأت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، الولايات المتحدة على عملية مقتل البغدادي، لكنها حذرت من أن ذلك لا يعني نهاية التنظيم، وقالت بارلي على «تويتر»: «مقتل البغدادي تقاعد مبكر لإرهابي لكن ليس لتنظيمه، نواصل الحرب ضد داعش مع شركائنا، وسنتعامل مع الظروف الإقليمية الجديدة».

الأكثر مشاركة