احتجاجات العراق تتواصل
واصل طلاب ومعلمون اعتصاماتهم، أمس، في مدن متفرقة في جنوب العراق، تزامناً مع مساعي الأمم المتحدة للضغط على الحكومة، لتبني إصلاحات كبيرة في غضون ثلاثة أشهر، لمواجهة الاحتجاجات التي تطالب بـ«إسقاط النظام».
وتسعى الأمم المتحدة لأن تكون عرابة الحل للأزمة العراقية، من خلال وضع خارطة طريق واجتماع عقدته مع المرجعية الدينية في العراق الاثنين، بعد توصل الأحزاب السياسية في البلاد، من خلال تدخل الجارة إيران، إلى اتفاق على بقاء النظام.
لكن ذلك لم يردع الشارع حتى الآن، فأغلقت معظم المدارس والجامعات في جنوب العراق أبوابها أمس، بعدما أعلنت نقابة المعلمين إضراباً عاماً، في محاولة لإعادة الزخم إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة، التي تعمّ البلاد منذ أسابيع.
ورغم دعوات السلطات لـ«العودة إلى الحياة الطبيعية»، واصل المتظاهرون المطالبة بنظام حكم جديد، وتغيير الطبقة السياسية في العراق.
وتظاهر المئات، أمس، في مدينة الكوت، وقاموا بجولات لإغلاق المدارس والإدارات الرسمية.
وفي الحلة أيضاً، جنوب بغداد، لم تفتح المدارس أبوابها لغياب المعلمين، فيما قلصت الدوائر العامة عدد ساعات العمل.
وفي الناصرية، حيث قتل متظاهران ليل الاثنين الثلاثاء، وفق مصادر طبية، وفي الديوانية، وهما المدينتان اللتان تعدان رأس الحربة في موجة الاحتجاجات بالجنوب، أغلقت المؤسسات التعليمية كافة أبوابها.
ذلك الزخم غذاه كلام المرجع الديني في العراق علي السيستاني، الذي أعطى غطاء للمتظاهرين، في وجه مسعى الحكومة إلى فضها.
وأعلنت ممثلة الأمم المتحدة جينين هينيس بلاسخارت، بعد لقائها السيستاني، الاثنين، في النجف، أن المرجعية أقرت خارطة الطريق التي عرضتها المنظمة، وتتضمن مراجعة قانون الانتخابات في غضون أسبوعين.
وقالت بلاسخارت، التي تحل اليوم الأربعاء ضيفة على البرلمان العراقي، إن السيستاني الذي لا يتحدث أبداً للعلن، «يشعر بقلق لرؤية القوى السياسية غير جادة بما يكفي لتنفيذ إصلاحات مماثلة».
وفي العاصمة بغداد، يواصل المتظاهرون الشبان خوض مواجهات مع القوات الأمنية في الشوارع التجارية المتاخمة لساحة التحرير.
وتحاول القوات الأمنية مجدداً سد كل الطرقات المؤدية إلى التحرير بالكتل الإسمنتية، بعدما أقدم المتظاهرون على إسقاطها أول مرة.
وتواصل الأمم المتحدة التوسط بين الأطراف العراقية، وطالبت بإطلاق سراح كل المتظاهرين المعتقلين، وإلقاء الضوء على عمليات الخطف التي تستهدف ناشطين وأطباء.
كما طالبت بإجراء استفتاء حول إصلاح دستوري خلال ثلاثة أشهر، وإعادة النظر في القانون الانتخابي خلال أسبوعين، واتخاذ إجراءات إضافية لمكافحة الفساد.
وفي كركوك أعلن قائد المقر المتقدم للعمليات المشتركة مقتل أحد أخطر إرهابيي تنظيم «داعش»، وذلك في عملية أمنية مشتركة للشرطة الاتحادية والحشد العشائري، بالقرب من ناحية الرياض.
مقتل أحد أخطر إرهابيي «داعش» في عملية أمنية غرب كركوك.